هل تتجدد اشتباكات "اللواء الثامن" مع خلايا "داعش" بدرعا؟

يعم الهدوء الحذر مناطق درعا البلد وتحديداً في حي طريق السد، وذلك بعد الهجمات التي شنتها الأحد مجموعات من فصائل محلية يدعمها اللواء الثامن التابع لـ"الفيلق الخامس"، ضد عناصر متهمين بالانتماء لتنظيم الدولة الإسلامية، وشخصيات عسكرية محلية تتهم بحمايتهم.

وحادثة الهجوم الانتحاري التي نفذها أحد عناصر التنظيم أواخر تشرين الأول/أكتوبر في منزل غسان أبا زيد القيادي السابق في المعارضة السورية، والتي أودت بحياة أربعة أشخاص، كانت الفتيل الذي أشعل المواجهات الأخيرة.

وبعد التفجير بيومين بدأت مجموعات مكونة من عناصر سابقين في المعارضة تساندها مجموعات من اللواء الثامن، بقيادة أحمد العودة، بتنفيذ مداهمات للمقرات التي تتحصن فيها عناصر متهمة بمبايعة التنظيم.

ونظراً لاكتظاظ المنطقة بالمدنيين، جرى التوصل إلى هدنة أو وقف إطلاق نار وخاصة بعد مطالبة العائلات المحاصرة بخروج آمن.

ويبدو أن المنطقة تتحضر للتصعيد مجددا، وخاصة بعد مطالبة وجهاء مدينة درعا البلد الإثنين، باستئناف العمل العسكري ضد المجموعات المتهمة بمبايعة تنظيم الدولة، وهو ما يؤكد عليه الناطق باسم "تجمع أحرار حوران" أبو محمود الحوراني، مرجحاً اشتداد المواجهات الأربعاء، بعد رفض المطلوبين الاستسلام.

ويضيف لـ"عربي21"، أن هناك حالة من الإصرار على الانتهاء من وجود التنظيم، والمطلوب تسليم عناصر التنظيم للمحاسبة على الجرائم التي ارتكبت، مؤكداً أن "عناصر التنظيم رفضوا تسليم أنفسهم".

ومن الواضح أن هناك بعض الحسابات العشائرية التي تؤجل الهجمات على معاقل المطلوبين للحملة، وخاصة أن هناك عشائر لا زالت ترفض استمرار الهجمات، وعلى وجه التحديد التي ينتمي إليها الشخصيات المتهمة بإيواء عناصر التنظيم.

وحسب الحوراني تشارك مجموعات من العناصر الذين أجروا تسوية مع النظام إلى جانب عناصر من ريف درعا الغربي، في الهجوم على المطلوبين.

اقرأ أيضا: ثوار درعا يكشفون علاقة قيادي بداعش مع مخابرات الأسد (شاهد)

ويقول عضو لجنة درعا المركزية السابق، الدكتور زياد المحاميد في حديث خاص لـ"عربي21"، إن ما يجري باختصار "هو محاربة المفسدين الذين عاثوا فساداً في حوران من قتل وسلب ومخدرات وإتاوات، مع احتضان بعض الغرباء الذين يحملون فكر التنظيم وعلى رأسهم أبو خالد النابلسي".

وأضاف المحاميد، أن "أعيان درعا البلد أيدوا وجود "اللواء الثامن" الذي لبى نداء الفزعة للقضاء على هذه الزمرة الفاسدة".

وحول تحذير البعض من أن تُثير الهجمات إشكالات عشائرية في المنطقة، قال المحاميد إن "القتال ليس له خلفية عشائرية أبدا، وكل عشائر البلد ضد هذه الطغمة الفاسدة".

في المقابل، تتحدث مصادر من درعا عن ضلوع النظام السوري في ما يجري، وتحديدا لجهة ارتباط "اللواء الثامن" بفرع "الأمن العسكري" التابع للنظام السوري.

لكن السياسي والدبلوماسي السوري السابق بشار الحاج علي من درعا، قال إن وجود "اللواء الثامن" يعد أمراً مطمئنا لكل درعا، ودخوله على خط الهجمات كان لقطع الطريق على النظام السوري، بحجة محاربة عناصر التنظيم.

وأضاف لـ"عربي21"، أن عناصر التنظيم يتلقون تسهيلات من "المخابرات الجوية" التابعة للنظام وإيران، بهدف "دعشنة" درعا البلد، للانتهاء من الحالة الثورية في المنطقة، بحجة "الإرهاب".

ووفق الحاج علي فإن تحصن عناصر التنظيم ضمن تجمعات المدنيين، والتداخل العائلي، يجعل من الهجمات ضدهم حذرة جداً، وتجري بشكل هادئ، منوهاً بأن جهودا اجتماعية تُبذل للتأثير على عناصر التنظيم.

وأشار الحاج علي إلى أن أهالي درعا البلد فشلوا في احتواء هذه الزمرة المكونة من عناصر التنظيم وشخصيات متهمة بالترويج للمخدرات وتنفيذ اغتيالات، مما يعني أنه لا حلول إلا من خلال إنهاء وجودهم بشكل نهائي.

من جانب آخر، لفت إلى وجود ما يشبه "الصراع غير المعلن" بين جهات موالية لإيران، وأخرى موالية لروسيا، وقال: "هناك ما يشبه الصراع على النفوذ في المنطقة بين الأجهزة المحسوبة على روسيا وإيران".

والسبت، قتل الناشط الإعلامي عاطف شبلي الساعدي، خلال تغطيته للاشتباكات، وقال "تجمع أحرار حوران" إن الساعدي تعرض للاستهداف من قبل أحد قناصي عناصر التنظيم خلال محاولته إسعاف أحد الجرحى.

ويشهد الجنوب السوري عموماً حالة من الفوضى والاغتيالات، وذلك منذ سيطرة قوات النظام عليه في صيف العام 2018 بعد اتفاق "التسوية" الذي رعته روسيا، وسط اتهامات لإيران بتعمد إثارة الفوضى للتغطية على تغلغلها في المنطقة القريبة من الأردن وإسرائيل.