من السجن إلى القصر الرئاسي، مؤيد للقضية الفلسطينية، حكم البرازيل على مدى فترتين رئاسيتين، وكان المرشح الأوفر حظًا للفوز في الانتخابات عام 2018، إلا أن السجن حرمه من دخول المعترك الانتخابي.
وبعد 580 يوما خلف القضبان، عاد لعالم السياسة من الباب الكبير رئيسا للبلاد، بفوزه بفارق ضئيل على منافسه اليميني جايير بولسونارو.
لم تكن الظروف المحيطة للابن الأصغر لولا دا سيلفا بين ثمانية أشقاء توحي بمستقبل استثنائي له إذ ولد دا سيلفا في السابع والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر عام 1945 لعائلة من المزارعين الفقراء خلال طفولته عمل ماسحا للأحذية في المدينة التي نشأ فيها، قبل أن ينتقل مع عائلته إلى ساو باولو هربا من الفقر.
وعمل دا سيلفا هناك كبائع جوال، ثم عامل تعدين في سن الرابعة عشرة، فقد خلالها خنصر يده الأيسر.
في سن الحادية والعشرين انضم إلى نقابة عمال التعدين، وقاد الإضرابات الواسعة في نهاية السبعينيات في خضم الديكتاتورية العسكرية في البلاد (1964-1985)، ليشارك في تأسيس حزب العمال في مطلع الثمانينيات، ثم رئيسا للبلاد على مدى فترتين رئاسيتين 2003-2010، كأول رئيس برازيلي ينتمي إلى طبقة العمال، حظي خلالها بتأييد شعبي واسع، إذ تمكن خلال ولايتيه الرئاسيتين من إخراج نحو 30 مليون برازيلي من براثن البؤس حتى أصبح يوصف بـ"بطل الفقراء".
في عام 2009 اختارته صحيفة "لوموند" الفرنسية كشخصية العام، وفي عام 2010 صنف لولا الزعيم الأكثر تأثيرا في العالم، من قبل مجلة التايم الأمريكية.
عودة مذهلة
شكلت عودة لولا دا سيلفا الظافرة سابقة في تاريخ البرازيل الحديث وإنجازا غير مسبوق وصفها كثيرون بـ "العودة المذهلة".
فالرئيس لولا سبق أن حكم البرازيل في ولايتين رئاسيتين بين العامين 2003 و2010 وفي عام 2018 لم يتمكن من الترشح في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، لأنه كان في السجن، ومُنع من الترشح للمنصب بسبب إدانة له بتلقي رشوة من شركة بناء برازيلية.
ليمضي على إثرها 580 يوما في السجن قبل إلغاء إدانته، وها هو الآن يعود من جديد إلى المعركة السياسية، ويتوج رئيسا في البلاد على حساب منافسه الرئيس المنتهية ولايته جايير بولسونارو، واعدا باستعادة مكانة البرازيل في مكافحة أزمة المناخ وتوحيد البلاد.