صحافة دولية

موقع ألماني: خمسة أسباب وراء حاجة الغرب إلى تركيا

الأهمية المتزايدة لصناعة الدفاع التركية جعلت منها لاعبا مهمّا يؤثر بشكل مباشر على المصالح الغربية بحسب DW- تويتر

نشر موقع "دويتشه فيله" الألماني تقريرا تناول فيه خمسة أسباب وراء حاجة الغرب إلى تركيا.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"؛ إن أوروبا تناقش اعتمادها على دول ذات توجهات جغرافية استراتيجية مختلفة، مثل روسيا والصين. لكن ما مدى اعتماد الغرب على تركيا؟

ذكر الموقع أنه منذ اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا، بدأ الأوروبيون مناقشة اعتمادهم على الدول، التي لا تشاركها بالضرورة القيم والمبادئ نفسها، ولا سيما تركيا التي تترافق وتطلعات إلى الاضطلاع بدور أكبر على المسرح العالمي مع خطابها العدواني والقومي المتزايد تجاه شركائها الغربيين. 

واليوم، لا تعدّ تركيا - المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي - شريكا مرغوبا بالنسبة للغرب، ولكنها لا تزال لاعبا مهمّا في السياسة العالمية. وفيما يلي، أهم الأسباب التي تجعل العواصم الغربية في حاجة لأنقرة.

الوسيط بين موسكو وكييف

 

 كان للحرب الروسية في أوكرانيا تداعيات كثيرة للمجتمع الدولي، لكنها أتاحت لتركيا فرصة دبلوماسية. ففي الأيام الأولى من الغزو، برزت تركيا كوسيط لا غنى عنه بين روسيا وأوكرانيا، حيث لم تكن الدول الغربية متحمسة للتحدث مع روسيا. وتجدر الإشارة إلى أن أنقرة تتمتع بعلاقات جيدة مع كل من موسكو وكييف، وهو أمر نادر في الوقت الحاضر.
 
أشار الموقع إلى أن تركيا بدأت العمل كواسطة لحل المشاكل الرئيسية مثل تصدير الحبوب الأوكرانية من الموانئ الأوكرانية. وقبل الحرب، كانت أوكرانيا واحدة من أكبر مصدري القمح والذرة والشعير وزيت دوار الشمس في العالم. وقد تم توقيع اتفاقية التصدير بين روسيا وأوكرانيا بوساطة تركيا والأمم المتحدة في تموز/ يوليو في إسطنبول. علاوة على ذلك، لا تزال تركيا حتى يومنا هذا الخيار الأكثر منطقية فيما يتعلق بموقع مفاوضات السلام المحتملة في المستقبل بين الطرفين.

حليف الناتو الذي يعدّ ضوءه الأخضر ضروريا للغاية

 

 انضمت تركيا إلى حلف الناتو منذ سنة 1952. وهي تمتلك ثاني أكبر جيش في الحلف بعد الولايات المتحدة، وتقع في الجناح الجنوبي الشرقي، مما يجعلها مزودا أمنيا رئيسيا لحلف الشمال الأطلسي. وتحاول السويد وفنلندا حاليا إقناع تركيا بالموافقة على عضويتهما في الناتو.

في الأسبوع الماضي، كتب رئيس الوزراء السويدي الجديد أولف كريسترسون رسالة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يطلب فيها عقد اجتماع حول هذه القضية. ومن المقرر أن يلتقي الطرفان في تركيا.

 

ويُذكر أن أنقرة تتهم السويد وفنلندا بأنهما ملاذ آمن لأعضاء حزب العمال الكردستاني، وهو كيان مسلح تم إدراجه كمنظمة إرهابية من قبل كل من تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

 

اقرأ أيضا: أردوغان يعلن خطة "العدالة والتنمية" خلال الـ100 عام القادمة


صناعة الدفاع بأسعار معقولة

 

 إن الأهمية المتزايدة لصناعة الدفاع التركية، جعلت منها لاعبا مهمّا، يؤثر بشكل مباشر على المصالح الغربية. 

وأوضح الموقع أن الطائرات المسيّرة تركية الصنع من طراز بيرقدار تي بي-2، أثبتت أنها فعالة للغاية في نزاعات متعددة في السنوات الماضية. ووفقا لتقرير سنة 2021 الصادر عن مركز "باكس" للأبحاث التابع للقوات المسلحة الألمانية، أدت الطائرات التركية المسيّرة دورا حاسما في نزاع ناغورني كاراباخ.

كما اضطلعت بدور مهم في الحرب في أوكرانيا، ويقال إنها ساعدت الجيش الأوكراني في الدفاع عن أراضيه ضد القوات الروسية. وفي الشهر الماضي، كرّم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الرئيس التنفيذي لشركة "بايكار"، هالوك بايراكتار، الشركة المصنعة لطائرات "بيرقدار" المسيّرة، ومنحه وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى كعلامة امتنان.

وعندما جمع الشعب الأوكراني الأموال من أجل شراء طائرات مسيّرة جديدة لقواتهم المسلحة، رد بايكار بالتبرع بهذه الطائرات المسيّرة لـ "الشعب الأوكراني الوطني لتحقيق الهدف الذي حدده".

وأكد الموقع أن التكلفة المنخفضة لطائرات "بيرقدار" المسيّرة، تجعل تركيا شريكا فريدا للبلدان التي لا تستطيع تحمل تكلفة المعدات العسكرية أو الأبحاث عالية التكلفة، ولكنها تبحث عن بديل. ووفقا لتقرير صدر مؤخرا عن المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، فإن "مبيعات الأسلحة إلى أفريقيا ارتفعت بشكل كبير، وجعلت تركيا موردا متناميا للأسلحة في القارة".

الفاعل الرئيسي في تقلص وتيرة الهجرة في أوروبا

 

 نظرا لأن تركيا تقع على حدود العديد من البلدان في الجنوب والشرق، فإن ذلك لا يمنحها ميزة فيما يتعلق بسياستها الدفاعية فحسب، بل أيضا من حيث ضعف الاتحاد الأوروبي أمام المهاجرين. لم يتردد أردوغان في تهديد بروكسل وبرلين وعواصم أوروبية أخرى عدة مرات في الماضي بـ "فتح الأبواب"، وهو ما يعني من الناحية الفنية، أن اللاجئين لديهم وصول مفتوح إلى أوروبا.

وقد نجحت تهديدات أنقرة بشكل موضوعي وآتت أكلها من خلال إبرام اتفاقية اللاجئين بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في سنة 2016، التي من المتوقع أن تتلقى بموجبها تركيا مساعدات بقيمة 6 مليارات يورو، مقابل استيعابها اللاجئين على أراضيها.

الشتات التركي في ألمانيا


في سنة 2018، تصدر عنوان "أكثر من 60 بالمئة من الأتراك في ألمانيا صوتوا لأردوغان" عناوين الصحف بعد الانتخابات العامة في تركيا. وفي الواقع، هناك نسبة ملحوظة من الجالية التركية في ألمانيا التي تساند الدولة التركية أو تتعاطف معها.

وهناك عنصر آخر لهذه القضية وهو الأمن الداخلي. فوفقا للمكتب الفيدرالي لحماية الدستور، هناك العديد من الأيديولوجيات الراديكالية التي تهدد الدستور الألماني. بالإضافة إلى الجماعات الإسلامية، فإن تنظيم الذئاب الرمادية القومية المتطرف والمتعاطفين مع حزب العمال الكردستاني الأكراد، وكذلك الجماعات اليسارية المتطرفة، تخضع لرقابة الدولة.

 

وتؤثر التطورات في تركيا على الديناميكيات بين هذه الجماعات، وفي بعض الحالات، تمارس الدولة التركية تأثيرا مباشرا على هذه الجماعات، مثل تنظيم الذئاب الرمادية.

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)