انتقد القيادي في الجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائرية علي بلحاج الاستعدادات التي اتختها السلطات الجزائرية لاستضافة القمة العربية في الفاتح من تشرين أول (نوفمبر) المقبل، معتبرا أن هذه القمة تمثل سبّة لشهداء الثورة الجزائرية في قبورهم.
ورأى بلحاج في تسجيل مصور نشرته الهيئة الإعلامية التابعة له اليوم، أن قرار السلطات الجزائرية استضافة القمة العربية جرى من وراء ظهر الشعب الجزائري، وقال: "نصرف على كبار المطبعين مع الكيان الصهيوني الذين يرون خيرة شباب فلسطين وهم يقارعون الصهاينة بصدور عارية ويجندلون وهم يمسكون أسلحتهم البسيطة بأيديهم كما فعلها عدي التميمي وهو من صلب الصحابي تميم الداري.. بقي يجاهد حتى جُندل، ولم يخرج في أي دولة عربية حتى نصف يندد بقتل هؤلاء، بل إن محمود عباس يعطي عن طريق الأجهزة الأمنية للكيان الصهيوني المعلومات عن هؤلاء ليصطادهم الاحتلال".
وأضاف: "أشبه عرين الأسود في فلسطين بالذين يئسوا من العمل السياسي وفجروا ثورة نوفمبر في الجزائر.. عرين الأسود يئسوا من العمل السياسي وأصبحوا يقاتلون إسرائيل بصدورهم العارية.. عدي التميمي قال بأنه يدرك أنه لن يبلغ المراد، ولكنه كان يريد تجريء الشعب الفلسطيني، وأن في هذا الشعب رجال".
انتقد بلحاج بشدة حديث السلطات الجزائرية عن لم الشمل الفلسطيني، وقال: "تحدثتم عن لم الشمل، وتكذبون علينا، حتى سمعنا بعد ذلك في وسائل الإعلام الدولية أنهم اختلفوا.. حتى بيان القمة يجب أن تطلع عليه أمريكا وإسرائيل ليصدر".
وأضاف: "ما الفائدة أن يأتينا قادة التطبيع.. هذه سبة في ثورة أول نوفمبر.. هذا شيء يقلق روح قادة ثورة نوفمبر في قبورهم.. يقلقهم أن يدخل المطبعون مع الصهاينة إلى بلادهم".
واعتبر بلحاج أن "القمة العربية التي تستضيفها الجزائر ينظمها جلادون ويشارك فيها مطبعون وانقلابيون".
وأعرب بلحاج عن أسفه لغياب العرب والمسلمين عن المشهد الدولي الذي قال إنه يشهد تغيرا جذريا وعميقا..
وقال: "هناك تقلب شديد رهيب مخيف مرعب، يكتنف العالم بأكمله شرقه وغربه، بجميع حضاراته وأديانه وأجناسه وألوانه ولغاته وجميع طموحاته.. وهي المرحلة التي ينبغي أن يتفطن لها وأن يتنبه لها العقلاء والفهماء واللبباء فيتخذون القرارات ويضعون المشاريع والنظرة المستقبلية قبل فوات الأوان.. خصوصا الدول العربية التي لا هي إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.. فهي كالغنم التائهة بين فرقين لضعفها السياسي والاقتصادي والثقافي والإبداعي والعلمي والتكنولوجي.. فهي تشتري كل شيء ولا تصنع أي شيء، فهي أنظمة مستهلكة".
وأضاف: "صحيح أن هذه الدول تكتنز قبل المعادن المادية أرض الحضارات والنبوات والرسالات ولكنها أضاعتها وتخلت عنها فتخلى الله عنها، وضرب الله بعضهم ببعض، لأنهم لم يهتدوا إلى سواء السبيل، لا في الأنظمة السياسية ولا في المناهج الاقتصادية.. فضلا عن العلمية والتربوية والثقافية والأخلاقية إلا من رحم ربي من أبناء هذه الشعوب التي تتطلع لغد مشرق، ولكنها تجد مطاريق القمع فوق رؤوسها، فلا تتكلم ولا تبدع وإنما تهاجر إلى البلاد الغربية"، وفق تعبيره.
إقرأ أيضا: ابن سلمان و3 قادة يعتذرون عن عدم حضور القمة العربية بالجزائر