قال المعلق في
صحيفة الغارديان البريطانية، سايمون جينكنز؛ إن استقالة ليز تراس من رئاسة الحكومة
البريطانية بعد الإهانة التي تعرضت لها من
وزير الخزانة الجديد، وإلغاء كل الميزانية
المصغرة، ثم فقدانها ثقة الحزب، يعني أن حزب المحافظين لم يعد لديه إلا فرصة أخيرة
قبل أن يحكم عليه الناخب البريطاني في الانتخابات العامة.
فحزب
المحافظين يعرف أن حكم الشعب عليهم سيكون مدمرا، ويجب عدم السماح لهم المضي في وضع
الفوضى الأبدية الذي يعيشون فيها.
وقال جينكنز؛ إن السياسة البريطانية هي ديمقراطية النخب لا الرعاع. فالناخبون
"الرعاع" في هذه الحالة، قد يسمح لهم كل خمسة أعوام بانتخاب "النادي"،
ولكن دورهم ينتهي عند هذا؛ لأن النادي أو النخبة هي التي تحكم، وهو من يقرر الشخص
الذي يستحق أن يكون زعيما للأمة.
ووصلت ليز
تراس هذا الأسبوع نقطة الانهيار، وكانت النتيجة ضجة وقذفا، ودخل النادي الخاص الذي
تحكمه الأصول في حالة من العراك، ولم يعد لدى الحزب الكثير من المواهب، فقد جففتها
محسوبية بوريس جونسون، وتفضيله لمن دعموا الخروج من الاتحاد الأوروبي، بريكسيت.
اقرأ أيضا: رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس تعلن استقالتها (شاهد)
فمنذ الخروج، شهد الحزب ثلاثة زعماء وثلاث حكومات بقدرات متواضعة. وعادة ما يعبر رئيس الوزراء عن
شيء أو قضية، إلا أن ليز تراس لم يكن لديها قضية أو موقف.
وفي وضع كهذا، تعود الديمقراطية للناخبين، ويجب على الأحزاب وضع برنامج للتعافي الوطني، ودعوة
الرأي العام للحكم عليه.
وفي مرحلة ما
بعد البريكسيت الفوضوية، وقع اختيار لحظة تجديد التفويض على تيريزا مي في 2017
وجونسون في 2019. والجدال ضد الانتخابات الآن هو أن حزب العمال سيفوز وبشكل كاسح.
وسيمنح التفويض لزعيم غير مجرب وهو كير ستارمر، الذي تقوّت سلطته بالمزاج الوطني
الطارئ.
لكن ليس في
هذا الوقت، فالنادي القديم لا يزال محتلا لويستمنستر، ولا يريد معظم أفراده التخلي
عن مناصبهم أو التراجع، وبقي لديهم عامان في الحكم ومناصبهم لم تعد آمنة. بالإضافة
إلى هذا، تقترح المصالح الوطنية غير هذا.
ولدى البلد
وزير خزانة جديد، جيرمي هانت، يبدو أنه يسيطر في الوقت القصير الذي قضاه وببرنامج إنقاذ سيقدمه خلال أسبوع. وسيكون
صعبا وغير شعبي، إلا أن تطبيقه ضروري. وليس من المنطق تعطيله بحملات انتخابات
عامة.
وحتى في لحظة
الأمل بتولي السلطة، يجب على حزب العمال أن يتخلى بالحكمة. ففي بعض الأحيان يجب
على الاقتصاد التقدم على السياسة.
وماذا عن
تراس؟ فقد انتخبت كزعيمة لحزبها قبل ستة أسابيع، ورحب نواب الحزب بعصبية. ثم جاءت
ميزانيتها المصغرة، التي كانت رفضا صارخا لتفويض جونسون، الذي انتخبت هي وحكومتها بناء عليه. وكانت
أيديولوجية غريبة، إلا أنها لم تكن هناك حاجة لكي يصوت الناخب عليها، وأفشلتها قوى
السوق الرأسمالية الغاشمة التي أعادت حزب المحافظين إلى صوابه وركعته في الوقت
نفسه. وكان عزل تراس السريع لوزير خزانتها كواسي كوارتينغ، مثيرا للغضب وكأنه
الملام.
وعندما قبلت
ميزانية هانت وتراجعت عن الميزانية، كانت الإهانة كاملة، وأصبحت عرجاء وفارغة.
وعبر المحافظون عن ندمهم الآن لاختيارها كزعيمة. فهل سيعتذرون في الانتخابات
المقبلة؟
ولكن مرحلة ما
بعد تراس قد تكون أصعب؛ فيجب على النواب الاجتماع في زواياهم المعروفة للتوافق على
فريق ليقود المرحلة والتحادث مع أعضاء الحزب تحضيرا للانتخابات المقبلة، وهم ليسوا
بحاجة للعودة إلى مناورات القيادة
والحملات الانقسامية، فالرأي العام سئم من كل هذا.
وفي الوقت
الحالي، فالفريق الأبرز هو هانت، لكي يتحرك
إلى 10 داونينغ ستريت وإعادة ريشي سوناك إلى الخزانة وبيني موردانت للخارجية. ويجب
أن تكون المهمة الأكبر لهذا الفريق هي إعادة تحريك عجلة الاقتصاد، ولكن السؤال يظل
قائما حول موافقة النواب على هذه التشكيلة. فقد كان هانت خيارهم الثامن قبل ستة
أشهر، رغم أنه قام بتهدئة الأسواق ومراجعة ميزانية كوارتينغ.
وربما كانت
جائزته داونينغ ستريت، مع أن إقامته قد تكون قصيرة ومرة. ويجب أن تكون هذه الفرصة
الأخيرة للنادي، فجوهر السيادة البرلمانية هي حق البرلمان وواجبه بتفسير رغبات
الناخب بناء على الظروف المتغيرة. وأيا كانت هذه الرغبة في الانتخابات الأخيرة عام
2019، فقد انتهكها نواب المحافظين بشكل كبير، وفشلوا في تقديم قيادة متماسكة
ومستمرة للبلد، وهي المهمة التي أوكلت إليهم أصلا. ولم يتبق لديهم سوى فرصة واحدة، ولو فشلوا فسيخرج الرعاع للشوارع.
كاتبة بريطانية: تجربة "المحافظين" تحتضر بعد استقالة تراس
FT: ليز تراس تواجه ضغوطا للتراجع عن نقل السفارة للقدس
وزير خارجية بريطاني سابق يحذر من خطورة نقل السفارة للقدس