تجددت
الاشتباكات بين "هيئة تحرير الشام" من جهة و"الفيلق الثالث"
المنضوي في صفوف "الجيش الوطني السوري" من جهة أخرى، وسط اتهامات متبادلة
بشأن خرق اتفاق وقف إطلاق النار في ريف حلب شمال سوريا.
ونشر
"الفيلق الثالث" مقطعا مصورا نفى خلاله ما تداولته معرفات مقربة من
"تحرير الشام" حول سيطرة الأخيرة على "كفرجنة" قرب مدينة
اعزاز المعقل الرئيس للفيلق في المنطقة.
وظهر
في الفيديو المتداول مجموعة من عناصر "الفيلق الثالث" يقفون أمام مقر
وزارة الدفاع بالحكومة السورية المؤقتة في "كفرجنة"، والذين أكدوا أن مقاتلي
الفيلق لن يفسحوا المجال أمام "تحرير الشام" للدخول إلى المنطقة.
انهيار الاتفاق
وساد
الهدوء في جبهات القتال بعد وساطة تركية لوقف الاشتباكات مجددا، في حين أكدت مصادر
"عربي21" داخل "الجيش الوطني السوري"، أن انهيار الاتفاق جاء،
عقب إصرار "تحرير الشام" على تسيير رتل عسكري في عموم مناطق العمليات
التركية، وهو ما واجهه أهالي المنطقة بمظاهرات شعبية وحملات لإغلاق الطرق الرئيسية
في مدن وبلدات المنطقة.
وأوضحت
المصادر أن "تحرير الشام" حملت "الفيلق الثالث" مسؤولية
انهيار الاتفاق، وطالبت قادة الفيلق بفتح الطرقات وإجبار الأهالي على التوقف عن
الاحتجاجات، قبل أن تشن هجوما عسكريا على محور كفرجنة بريف حلب الشمالي.
وبدأت
الاشتباكات عقب اغتيال عناصر من فصيل "فرقة الحمزة"، الناشط المدني محمد
أبو غنوم، بأوامر مباشرة من قائد الفصيل سيف بولاد المعروف بـ"سيف أبو
بكر"، وفق ما أكده مصدر مطلع على مجريات التحقيق مع خلية الاغتيال لـ"عربي21".
ولجأت
"فرقة الحمزة" و"فرقة سليمان شاه" للتعامل مع "هيئة
تحرير الشام" لوقف ملاحقة المتهمين بتنفيذ عملية الاغتيال، وهو ما فتح المجال
أمام "تحرير الشام" للدخول إلى مناطق العمليات التركية في شمال سوريا.
وقال
مصدر في "الفيلق الثالث" لـ"عربي21"، إن سبب تدخل أبو محمد
الجولاني قائد "تحرير الشام" في الاشتباكات، لأنه يرفض أي عمل إصلاحي في
مناطق "الجيش الوطني السوري".
وأضاف:
"جميع فصائل الجيش الوطني تواطأت مع تحرير الشام لتسهيل دخولها إلى ريف حلب
الشمالي، بهدف تحقيق غايات الجولاني في فرض إدارة مشتركة على المناطق الخارجة عن
سيطرة النظام السوري بإشراف تحرير الشام".
اقرأ أيضا: طائرات روسية تستهدف مناطق دخلتها "تحرير الشام" شمال سوريا
خريطة
جديدة للنفوذ
الباحث
في مركز جسور للدراسات وائل علوان، رأى أن الاشتباكات بين الفصائل قد تنتج خريطة
جديدة لنفوذ فصائل المعارضة، ستكون متصلة مع تغيرات في المعارضة السياسية، لأن
الواقع الجديد سيفرض اختلافا كبيرا جدا يتصل بالمعارضة ومؤسساتها.
وأضاف
في تصريحات لـ"عربي21": "من الصعب التكهن بحجم وشكل التغيير في
المنطقة".
وأشار
إلى أن الجولاني استغل الانقسام والنزاع بين فصائل الجيش الوطني، ونجح في بناء تحالفات
أتاحت له الدخول إلى شمال حلب، لافتا إلى أن "الفيلق الثالث" كان يدرك
غايات وأهداف "تحرير الشام" وحاول صدها.
ورأى
أن الجانب التركي لا يسمح بدخول "تحرير الشام" ولن يسمح بذلك، لكنه
سيتعامل مع الواقع الجديد بصرف النظر عن الآثار والتداعيات التي سيتركها النزاع
والتغيير في شكل ونفوذ خريطة المنطقة.
وتوقع
حدوث الكثير من التفاصيل ضمن مشهد عنوانه أن الطرفين "الفيلق الثالث وهيئة
تحرير الشام" غير راضيين عن الاتفاق، وفي الوقت نفسه لن يعلن أي طرف منهما
خرقه، بل سيعمل على استفزاز الطرف الآخر لخرقه، وسيتركز الاستفزاز بشكل أكبر من
الهيئة.
ورجح
أن الفيلق الثالث يعلم أن الاتفاق يعطي امتيازات أمنية واقتصادية واسعة للهيئة في
مناطق شمال حلب وليس فقط في عفرين، ويتوقع الفيلق الثالث أن نجاحه في صد الهيئة
على محور كفرجنة سيرفع من رصيده في المفاوضات، فيما تعتقد هيئة تحرير الشام أن
اختراق محور كفرجنة سيزيد من مكاسبها في التفاوض النهائي.
وأوضحت
مصادر "عربي21" أن الاتفاق الأخير بين الأطراف المتنازعة، ينص على
مشاركة "تحرير الشام" في إدارة مناطق العمليات التركية في سوريا، حيث
ستكون المنطقة تحت إدارة عسكرية موحدة، إضافة إلى حصولها على عائدات مالية من كل
المعابر مع قوات سوريا الديمقراطية، والمعابر الأخرى مع الجانب التركي.
وأشارت
إلى أن الاتفاق منع الفصائل العسكرية في المنطقة من التدخل بعمل المؤسسات المدنية،
حيث ستكون تلك المؤسسات تحت وصاية وإدارة الحكومة السورية المؤقتة، وبمشاركة
"تحرير الشام".
"تحرير الشام" تسيطر على عفرين.. ما موقف تركيا؟
اشتباكات بين فصائل سورية معارضة بعد اغتيال ناشط إعلامي
غارات تركية شمال سوريا ردا على مقتل جندي