من أهم
اختراعات العصر هي الهواتف الذكية التي أصبحت رفيقنا الذي لا يفارقنا طوال اليوم،
نمارس من خلالها معظم أنشطتنا من الطلبات اليومية حتى حجز المواعيد المهمة، كما أصبحت
الدول تتسابق في مجال التطور الرقمي وفي نفس الخط تتسابق الاختراقات والانتهاكات،
واستغلال ثغرات البرامج وانتهاك الخصوصية للأفراد والشركات، ما يثبت لنا مدى ضعف
الهواتف الذكية أمامها.
من
الأمور المخيفة هي قدرة المهاجمين على أخذ التعليمات البرمجية من التطبيقات الضارة
التي نتعامل معها من غير علم، ويمكن أن يحصل التطبيق الضار على نفس الأذونات من
جوجل مثلا، والذي لديه القدرة للوصول إلى بريدك الإلكتروني، وسجل البحث، وسجل
المكالمات، وجهات الاتصال، والمزيد والمزيد.
الجزء
الأكثر رعبا هو أن كل شيء يمكن أن يحدث دون علمك. سأشرح لكم في هذا المقال طبيعة
التهديدات المخيفة الأخرى للأجهزة الذكية.
أهم تهديدات الأمان
1- تسريبات البيانات
عند
تنزيل تطبيق جديد على هاتفك الذكي وتشغيله، يجب الانتباه إلى شاشة البوب التي تظهر
وتطلب أذونات للموافقة. للأسف يمكن أن تكون هذه الموافقة لمنح أذونات واسعة النطاق
للتطبيقات لها عواقب وخيمة، فيمكن للمهاجمين اختراق قاعدة البيانات، حيث يتم تخزين
كل المعلومات، ويمكن تسريب جميع بياناتك.
ولكن
مع بعض التطورات الحديثة في Android 11 وIOS 14،
يمكن للمستخدمين رفض طلبات الإذن غير الضرورية أو حتى منحها لمرة واحدة فقط، لا
تمنح التطبيقات جميع الأذونات أبدا، شاهد الإذن الذي تحتاجه للتشغيل، وامنحه فقط.
لذلك،
من الضروري حماية أجهزتكم من خلال عدم استخدام أي نقطة اتصال Wi-Fi عامة. تذكّر، لا تجذبك أبدا كلمة "واي فاي مجاني" في أي مقهى أو مطعم أو
فندق.
2- بعض برامج التجسس تتظاهر بأنها تحديث
إصلاحات
الأخطاء وتعزيز السلامة الشاملة هي الأسباب الرئيسية التي تجعلك دائما تقوم بتحديث
نظام التشغيل الخاص بك، ومع ذلك هناك حالات يجب عليك فيها محاربة هذا التحديث. إذا
وجدت تطبيقا عشوائيا يسمى تحديث النظام، فكن حذرا منه، مثلا يتظاهر تهديد Android الضار بأنه تحديث للنظام للأسف بمجرد التثبيت (خارج Google
Play، وهي بالفعل ممارسة خطيرة)، يبدأ التطبيق في سرقة بيانات الضحايا..
كيف؟ حسنا، إنه يتصل بخادم Firebase للجناة، الأداة المستخدمة للتحكم عن بعد في
الجهاز المخترق.
السؤال:
ما الذي يمكن أن تسرقه برامج التجسس هذه؟ كل شيء، الرسائل وجهات الاتصال والإشارات
المرجعية للمتصفح والمزيد، الحقيقة الأكثر إثارة للخوف هي أنه يمكنها تسجيل
المكالمات الهاتفية ومراقبة موقعك وسرقة الصور.
3- البرامج الضارة عبر الرسائل النصية القصيرة
نتلقى
جميعا رسائل نصية قصيرة غريبة، ولكن في بعض الأحيان تكون محبوكة، ويتم من خلالها
توزيع البرامج الضارة عبر رسائل مزيفة يتم إرسالها؛ فمثلا يقدمون بعض المعلومات عن COVID-19 ويحثون المستلمين على النقر على الروابط المضمنة، إذا نقر المستخدمون على الرابط،
فسيتم توجيههم إلى موقع ويب يحثهم على تثبيت تحديث Adob إذا قمت بتثبيته يدخل TangleBot إلى نظامك. ماذا يمكن أن يفعل؟ أشياء كثيرة،
من سرقة البيانات إلى التحكم في هاتفك.
كيف تدافع عن جهازك؟
استخدم
أنظمة التشغيل المحدثة، استخدم فقط أحدث أنظمة التشغيل مثل Android
11 و12، حيث تحتوي على أحدث رموز الأمان، وقم بتثبيت التحديثات من
مصادر موثوقة فقط، التطبيق العشوائي الذي يظهر فجأة عبر الإنترنت ليس الخيار
الصحيح للحفاظ على تحديث جهازك.
احصل
دائما على جدار حماية يؤمن جهازك، فعندما يرسل جهازك المحمول طلبا إلى شبكة، يقوم
جدار الحماية بإعادة توجيه طلب التحقق إلى الشبكة. بالإضافة إلى ذلك، يتصل بقاعدة
البيانات للتحقق من الجهاز.
كن
حذرا في متاجر التطبيقات، فحتى لو كنت تثق في متجر Google
Play، عليك ألا تقوم بتثبيت كل تطبيق متاح. على سبيل المثال، يمكنك
تنزيل البرامج الضارة عن طريق الخطأ أو أحصنة طروادة المصرفية أو البرامج
الإعلانية المتطفلة. لذا، كن حذرا.
استخدم VPN.
إذا كنت في وضع لا يمكنك فيه تجنب استخدام شبكة Wi-Fi العامة، فستحتاج إلى تنزيل تطبيقات VPN.
وهذا سيخفف من أنشطة المتسللين.
تتطور
تهديدات الهاتف المحمول مع مرور الوقت، وستستمر في التحسن أيضا. لكن هذا ليس ما
يجب أن نهتم به، الشيء الوحيد الذي يستحق قلقنا هو أمننا وخصوصيتنا. لذلك، يجب على
المرء اتخاذ جميع التدابير الاحترازية للتأمين من الخطر المحتمل.
عقيدة بريطانيا المحدّثة.. تميل إلى واشنطن
مخاطر الإدارة الحالية للأزمة الأوكرانية على السلم الدولي
النقابات الأمنية ودورها في استراتيجيات الحكم بعد الثورة بتونس