أعرب مجلس بطاركة ورؤساء الكنائس في مدينة
القدس المحتلة عن قلقه البالغ من دعوة رئيسة وزراء
بريطانيا،
ليز تراس، حكومتها إلى مراجعة موقع
السفارة البريطانية لدى الاحتلال ونقلها إلى القدس المحتلة.
وسبق أن نقلت صحيفة "تلغراف"
البريطانية عن المتحدثة باسم الحكومة البريطانية، أن رئيسة الحكومة تراس
"تراجع موقع السفارة في تل أبيب"، كما ترددت أنباء عن أن تراس أبلغت
نظيرها الإسرائيلي يائير لابيد، خلال لقاء بينهما على هامش اجتماع الجمعية العامة
للأمم المتحدة في نيويورك، أنها تدرس نقل سفارة بلادها من تل أبيب إلى القدس
المحتلة.
وقال المجلس في بيان له وصل "عربي21"
نسخة عنه: "تابعنا بقلقٍ بالغ الدعوة الأخيرة التي وجهتها رئيسة الوزراء
البريطانية الجديدة تراس، لحكومتها لمراجعة موقع السفارة البريطانية في
إسرائيل"، منوها أن "هذا التوجيه جاء استجابة لطلب مجموعة "أصدقاء
إسرائيل المحافظين"، الذين يسعون إلى نقل السفارة من موقعها الحالي في تل
أبيب إلى موقعٍ جديد في القدس".
اقرأ أيضا: متحدث رسمي لـ"عربي21":
نقل سفارة بريطانيا للقدس قيد المراجعة
ولفت إلى أنه "تم الاعتراف بالقدس منذ
فترة طويلة من قِبَل المجتمع الدولي، بما في ذلك المملكة المتحدة، على أنها تتمتع
بمكانة خاصة (Corpus Separatum)
وذلك بهدف حماية حرية الأديان، والطابع الخاص للقدس كمدينة مقدسة، واحترام الأماكن
المقدسة فيها وحرية الوصول إليها (تقرير الأمم المتحدة.. وضع القدس 1997)".
وشدد المجلس على أن "الوضع الديني الراهن
(الستاتيكو) في القدس، ضروري للحفاظ على الانسجام في مدينتنا المقدسة والعلاقات
الجيدة بين المجتمعات الدينية في جميع أنحاء العالم"، موضحا أن "الاعتراف بالوضع الراهن (الستاتيكو)؛ هو تأكيد للمكانة الخاصة (Corpus Separatum)، والتي طبقتها معظم
حكومات العالم من خلال الامتناع عن إقامة سفاراتها في القدس حتى يتم التوصل إلى
اتفاق على الوضع النهائي بشأن المدينة المقدسة".
ورأى أن "النقل المتوخى للسفارة
البريطانية إلى القدس من شأنه أن يقوّض بشدة هذا المبدأ الرئيسي الذي هو المكانة
الخاصة للقدس وأي مفاوضات سياسية تسعى لدفع السلام إلى الأمام"، بحسب تقديره.
وأضاف: "في الواقع، إجراء مراجعة لموقع
السفارة البريطانية لا يشير فقط إلى أن الاتفاقات التي تم التفاوض عليها بشأن
القدس وباقي أنحاء الضفة الغربية قد حلت بالفعل النزاعات الجارية بين الأطراف
المعنية - في حين أنها لم تفعل ذلك – ولكنه أيضا يشير إلى عدم وجود حاجة لمثل هذه
المفاوضات، وأن استمرار الاحتلال العسكري لتلك الأراضي وضم شرقي القدس من جانب
واحد أمران مقبولان! ونحن لا يمكننا أن نصدق أن هذه هي الرسالة التي تود الحكومة
البريطانية إرسالها إلى العالم".
وفي ضوء الاعتبارات السابقة، ذكر مجلس بطاركة
ورؤساء الكنائس في القدس، أنه "ينظر إلى مراجعة موقع السفارة كعائق إضافي
أمام عملية السلام المحتضرة بالفعل"، مؤكدا أن مسعى الحكومة البريطانية نقل
السفارة من تل أبيب إلى القدس المحتلة "سيأتي بنتائج عكسية".
وطالب رئيسة الوزراء البريطانية وحكومتها
بـ"مضاعفة جهودهما الدبلوماسية لتسهيل استئناف العملية السياسية بين إسرائيل
ومنظمة التحرير الفلسطينية من أجل المضي قدما في إطار زمني محدد ومرحلي لمبادرة
سلام جدية وفقا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".
وختم المجلس البيان باعتقاده أنه "من خلال
هذه المبادرة فقط، سيتم إحلال سلام عادل ودائم في القدس وفي جميع أنحاء الشرق
الأوسط".