أعلنت أوكرانيا، الأربعاء، عن إسقاط مسيرات إيرانية في مناطق بجنوب بالبلاد، فيما استعملت أخرى انتحارية في منطقة قرب العاصمة كييف لأول مرة منذ اندلاع الحرب، وقالت روسيا إن القتال قد توقف بمنطقة خيرسون، وقد وقع الرئيس فلاديمير بوتين، على "الضم النهائي" لأربع مناطق أوكرانية.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية إنها أسقطت 6 طائرات إيرانية الصنع من طراز شاهد، الليلة الماضية، في جنوب البلاد.
وميدانيا أيضا أسفرت هجمات بطائرات مسيرة انتحارية إيرانية استهدفت بلدة بيلا تسركفا، على مسافة نحو 100 كيلومتر جنوبي كييف، عن جرح شخص واحد وأضرار مادية.
وأعلن حاكم منطقة بيلا تسركفا، أوليكسي كوليبا، الأربعاء، أن الهجوم الانتحاري هو الأول من نوعه.
وقال الحاكم أوليكسي كوليبا على تليغرام: "خلال الليل، نفذ العدو ضربات بطائرات مسيرة انتحارية من طراز شاهد-136 استهدفت بيلا تسركفا"، وأبلغ عن إصابة شخص وإلحاق أضرار بالبنية التحتية.
ومساء الثلاثاء، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن جيشه يحقق تقدما "سريعا وقويا" في الجنوب، وأنه استعاد "عشرات" البلدات هذا الأسبوع من الروس في الجنوب وفي الشرق.
وقال في خطابه اليومي الذي ينشر على الشبكات الاجتماعية، إن الجيش الأوكراني يحقق "تقدما سريعا وقويا في جنوب بلادنا.. تم تحرير العشرات من البلدات هذا الأسبوع وحده" في المناطق الأربع التي ضمتها روسيا في نهاية الأسبوع الماضي.
توقف القتال في خيرسون
ومن الجانب الروسي، نقلت وكالة تاس الروسية عن المسؤول الروسي في منطقة خيرسون، كيريل ستريموسوف، قوله الأربعاء إن تقدم الجيش الأوكراني هناك توقف.
وأجبرت القوات الأوكرانية في منطقة خيرسون الجنوبية هذا الأسبوع، القوات الروسية على التخلي عن مواقعها التي كانت تحتلها منذ آذار/ مارس الماضي.
بوتين يوقع على "الضم"
ومن جانب آخر، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، على وثيقة التصديق الخاصة باتفاقيات انضمام إقليمي دونيتسك ولوغانسك ومنطقتي خيرسون وزابوريجيا إلى روسيا.
وعين الرئيس الروسي كلا من دينيس بوشيلين حاكما لإقليم دونيتسك، وليونيد باسيتشنيك على رأس إقليم لوغانسك، وفلاديمير سالدو قائما بأعمال حاكم منطقة خيرسون، ويفغيني باليتسكي حاكما لمنطقة زابوريجيا.
ويأتي هذا التطور عقب موافقة لجنة مجلس الدوما لشؤون هيكل الدولة والتشريعات الحكومية بداية الأسبوع الجاري، على مشروعات قوانين دستورية بـ"ضم" هذه المناطق الأربع لروسيا.
اقرأ أيضا: روسيا: ملتزمون بـ"بيان الحرب النووية".. و200 ألف مجند جديد
تحذير أممي من "الضم"
وعلى صعيد آخر، حذّر مكتب المفوض الأممي السامي لحقوق الإنسان الثلاثاء، من أن إعلان روسيا ضم مناطق أوكرانية لن يؤدي إلا إلى مزيد من الانتهاكات لحقوق الإنسان، وذلك في تقرير سلّط الضوء على معاناة "تفوق الوصف" يعيشها أوكرانيون.
وقال مدير قسم العمليات الميدانية والتعاون التقني في مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان كريستيان سالازار فولكمان في معرض تقديمه تقريرا حول أوكرانيا إلى مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف، إن خبراء الأمم المتحدة وثّقوا "مجموعة من الانتهاكات للحق في الحياة والحرية والأمن".
وأشار سالازار فولكمان إلى أن "الهجوم المسلّح الواسع النطاق لروسيا الاتحادية أدى إلى تردي أوضاع حقوق الإنسان في أوكرانيا".
وأضاف أن "الشعب في أوكرانيا تعرّض لمعاناة وتدمير يفوقان الوصف".
وكشف أن بعثة رصد أوضاع حقوق الإنسان التابعة لمكتب المفوض السامي المتواجدة في أوكرانيا منذ العام 2014، وثقت مقتل 6114 مدنيا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/ فبراير، مرجحا أن تكون "الأرقام الحقيقية أعلى بكثير".
وقال إن "الهجوم المسلّح لروسيا الاتحادية أدى إلى مقتل آلاف الأشخاص وتسبب في دمار كبير لكيانات وبنى تحتية مدنية".
وحذّر من أن الأوضاع ستزداد سوءا مع مضي روسيا قدما في إنجاز عملية ضم مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا، على أثر استفتاءات نُظّمت على عجل ووصفها الغرب بأنها "زائفة".
وأشار إلى أن روسيا بإعلانها ضم المناطق الأوكرانية الأربع "اتخذت خطوات تعمق النزاع بدلا من حله وتفاقم انتهاكات حقوق الإنسان المرافقة له".
ويغطي التقرير الـ34 لمكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان حول أوضاع حقوق الإنسان في أوكرانيا الفترة الممتدة بين 1 شباط/ فبراير و31 تموز/ يوليو من العام الحالي.
عقوبات أوروبية جديدة؟
قالت جمهورية التشيك التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، عبر حسابها على تويتر إن الدول الأعضاء اتفقت على فرض جولة أخرى من العقوبات على روسيا بسبب عدوانها على أوكرانيا.
وأضافت: "توصل السفراء إلى اتفاق سياسي بشأن فرض عقوبات جديدة على روسيا، في إطار رد قوي من الاتحاد الأوروبي على ضم (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين غير القانوني لأراض أوكرانية".
دعم أمريكي متواصل
وتأتي التطورات الجديدة، مع تقديم الولايات المتحدة حزمة مساعدات جديدة إلى أوكرانيا، الثلاثاء، تضمنت مجموعة كبيرة من الأسلحة والذخائر التي من شأنها أن تدعم كييف في قتالها ضد القوات الروسية، بحسب ما ذكرته صحيفة الواشنطن بوست.
وأكد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في مكالمة مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، الثلاثاء، توفير حزمة مساعدة أمنية جديدة بقيمة 625 مليون دولار تتضمن أسلحة ومعدات إضافية لكييف.
وشدد بايدن على أن إقدام أي فرد أو كيان أو دولة على تقديم الدعم لإجراء الضم سيواجه بدفع "ثمن باهظ"، متعهدا بمواصلة "دعم أوكرانيا بينما تدافع عن نفسها من العدوان الروسي.
وقدمت الولايات المتحدة حزمة مساعدات جديدة إلى أوكرانيا، الثلاثاء، تضمنت مجموعة كبيرة ممن الأسلحة والذخائر التي من شأنها أن تدعم كييف في قتالها ضد القوات الروسية.
وبهذا يبلغ إجمالي المساعدات منذ بدء روسيا هجومها على الأراضي الأوكرانية في 24 شباط/ فبراير الماضي، 16.8 مليار دولار.
وقبل أيام، وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على مساعدة جديدة لأوكرانيا تتجاوز الـ12 مليار دولار، وذلك خلال تمديد للموازنة الفيدرالية للولايات المتحدة حتى كانون الأول/ ديسمبر المقبل.
في هذا السياق، قال دبلوماسي روسي في الأمم المتحدة الثلاثاء، إن مستوى المساعدة العسكرية الأمريكية لأوكرانيا يدفع "بالوضع أقرب إلى نقطة خطيرة، تتمثل في مواجهة عسكرية مباشرة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي"، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء "تاس" الرسمية.
أمريكا: جيش روسيا بسوريا أصبح أكثر عدوانية منذ غزو أوكرانيا
مخاوف أمريكية من تفجير نووي "استعراضي" روسي
أمريكا تستعد لتسليح أوكرانيا بنظام "ناسماس" المتطور (شاهد)