تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر استباحة مئات المستوطنين المسجد الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل بالضفة المحتلة، وإقامة حفل راقص داخل المسجد.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد أغلقت الحرم الإبراهيمي منذ الأحد الماضي؛ بحجة "الأعياد اليهودية"، وحولت محيط المسجد إلى ثكنة عسكرية، وانتشر المئات من جنود وآليات الاحتلال في المنطقة، وتم إغلاق كافة المداخل المؤدية للمسجد.
وأثار مقطع الفيديو استياء واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أنه يتزامن مع نشر الكثير من المستوطنات اليهوديات على مدار الأيام الماضية صورا ومقاطع فيديو وهن يرقصن في المسجد الأقصى وأمام قبة الصخرة أثناء الاقتحامات.
وقال نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، إن "قطعان المستوطنين قاموا باقتحام المسجد الإبراهيمي، ثاني أهم وأقدم مسجد فلسطيني بعد المسجد الأقصى، وقاموا بطرد المصلين منه، وتدنيسه، والرقص فيه على أنغام الموسيقى الصاخبة، في مشهد تقشعر له الأبدان".
وأكدوا أن "المسجد الإبراهيمي ينتهك في كل أعياد الاحتلال بعد تقسيمه زمانيا، حيث يتفرد المستوطنون به، ولا يسمح للمسلمين بدخوله خلال احتفالاتهم".
وأضافوا: "التقسيم الزماني الكامل خطر يهدد المسجد الأقصى أيضا".
ويعدّ الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة أقدم بناء مقدس عند المسلمين، وقد بني فوق مغارة مدفون فيها النبي إبراهيم خليل الرحمن وزوجته وولده النبي إسحاق وحفيده النبي يعقوب عليهم السلام.
وللحرم الإبراهيمي مسميات عدة، فيُعرف عند المسلمين باسم المسجد الإبراهيميّ، نسبةً إلى النبي إبراهيم، ويشتهر في الإعلام باسم الحَرَم الإبراهيميّ، إلا أن بعض المسلمين يرفض تسميته بالحَرَم. أمّا عند اليهود، فجاءت تسميته بـ(مغارة المَكْفيلة)، وهو الاسم المذكور في التوراة للمغارة التي يقوم عليها المسجد، والتي اشتراها النبي إبراهيم من "عفرون الحثي" ليدفن فيها زوجته سارة بعد موتها".
ويطلق على المسجد الإبراهيمي أيضا كهف البطاركة؛ كون المغارة ضمّت مدفن الأنبياء إبراهيم وإسحق ويعقوب، وزوجاتهم سارة ورفقة وليئة، وهؤلاء الأنبياء يُعتبرون من بطاركة العهد القديم في الديانة اليهودية.