في ظل تراجع تأييد حزب "الليكود"
الإسرائيلي وزيادة الصراع الإسرائيلي الداخلي قبيل انتخابات الكنيست الـ25
القريبة، يخطط أعضاء كبار في الحزب المذكور إلى استبعاد رئيسه بنيامين نتنياهو
المتهم بالفساد عن الحكومة المقبلة.
وذكر موقع "تايمز أوف إسرائيل"، أن
"أعضاء كبارا في الليكود، يخططون لإقصاء زعيم الحزب نتنياهو جانبا، في حال
فشلت كتلته في الفوز بأغلبية في الانتخابات المقبلة، معتقدين أنها الطريقة الوحيدة
لتجنب جولة سادسة من الانتخابات في أقل من أربع سنوات".
وأوضح مسؤولون كبار في "الليكود"
للموقع أن "نتنياهو سيُمنح سيطرة كاملة تقريبا على الحزب، لكنه لن يكون جزءا
من الحكومة، ما سيسمح للحزب بتشكيل حكومة ائتلافية من يمين الوسط مع الأحزاب
الموجودة الرافضة للجلوس مع رئيس الوزراء السابق (نتنياهو)".
وقال الموقع: "على الرغم من الحملة
الانتخابية القوية لنتنياهو، لا تزال أحدث استطلاعات الرأي تتوقع جمودا سياسيا في
انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، ما دفع مسؤولي الليكود إلى الاستعداد
لسيناريو تفشل فيه كتلة نتنياهو في الوصول اإلى الأغلبية بـ61 مقعدا التي تحتاجها
لتشكيل الحكومة".
وأكد أن خطة الاستبعاد التي تجري صياغتها من
"خلف ظهر نتنياهو، ستبقيه رئيسا لحزب الليكود ويكون عضوا بارزا في الكنيست
المقبل، لكنه لن يكون جزءا من حكومة الوحدة التي سيتم تشكيلها مع حزب "الوحدة
الوطنية" بزعامة بيني غانتس وجدعون ساعر والأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة وأخرى".
وفي هذا السيناريو، "سيختار نتنياهو أحد
أعضاء الليكود الذي سيعمل كرئيس للوزراء في تناوب متفق عليه مع غانتس، وستضم هذه
الحكومة من 10 إلى 12 وزيرا عينهم الليكود، سيستقيلون لاحقا كجزء من القانون
النرويجي، ويحل محلهم أعضاء آخرون في قائمة الليكود، ما سيزيد من نفوذ الحزب في
الكنيست والحكومة"، بحسب الموقع.
وأكد عضو بارز في "الليكود" رفض ذكر
اسمه أن "هذا هو الحل الأفضل"، مضيفا أنه "لا أحد يريد انتخابات
سادسة.. نتنياهو لا يريد أن يُنظر إليه على أنه سبب جولة أخرى من الانتخابات، وسيظل
يائير لابيد في رئاسة الوزراء حتى ذلك الحين، وفي المقابل لا يريد (نتنياهو)
العودة إلى دياره".
وقال المسؤول: "سنتوصل إلى تفاهم يسمح
لنتنياهو بالعمل كرئيس للجنة الخارجية والدفاع في الكنيست، كما أنه سيبقى نتنياهو
زعيما للحزب وسيختار الوزراء كما لو أنه فاز في الانتخابات، وسيتمكن من مواصلة محاكمته
الجارية؛ وهذا ليس من شأننا".
وأشار الموقع، إلى أنه "لم يتضح بعد، ما إذا كان
نتنياهو سيوافق على مثل هذه الخطوة بعد أن رفض خططا مماثلة في الماضي، في حين تعهد
نتنياهو مؤخرا بمواصلة قيادة الكتلة اليمينية إذا فشل في تشكيل حكومة".
وأقر ذات المسؤول، أن هناك "صعوبة في
إقناع أعضاء الليكود الآخرين بالموافقة على سيناريو، حيث يمكن أن يروا أحد
منافسيهم رئيسا للوزراء"، منوها إلى أن "نقطة الخلاف ستكون حول هوية رئيس
الوزراء البديل، ويمكن أن يكون ياريف ليفين مرشحا مقبولا لأنه فاز في الانتخابات
التمهيدية للحزب. لكنني لست متأكدا من أن كبار المسؤولين مثل نير بركات أو يسرائيل
كاتس سيسمحون بحدوث ذلك حتى لو كنا نتحدث فقط عن دور مؤقت".
وأعرب عن أمله في أن "ترضي مثل هذه الصفقة
نتنياهو وغانتس؛ حيث تعهد الأخير بعدم الجلوس مرة أخرى مع نتنياهو بعد حرمانه من
دوره كرئيس للوزراء في ائتلاف سابق بين الحزبين".
ولفت الموقع، إلى أن "بعض أعضاء الليكود،
عارضوا بالفعل هذه المبادرة، وطالب شركاء بركات بإجراء انتخابات أولية لقيادة
الحرب في حال لم يتمكن نتنياهو من الوصول إلى 61 مقعدا (من أصل 120)".
وقال مساعد سياسي لبركات لـ"تايمز أوف
إسرائيل": "إذا لم يصل نتنياهو إلى الأغلبية، فإننا سنطالب بإجراء انتخابات
تمهيدية جديدة، فهذا ليس نظاما ملكيا يمرر فيه العصا إلى وريثه"، مستبعدا
مشاركة نتنياهو في مثل هذه الانتخابات التمهيدية.
وفي سياق متصل، كشف استطلاع رأي أجرته
قناة "كان" الرسمية العبرية، أن "الليكود" بزعامة نتنياهو
تراجع إلى 32 مقعدا، مقارنة بالاستطلاع السابق الذي حصل به على 33 مقعدا، والكتلة
التي يتزعمها نتنياهو انخفضت إلى 59 لأول مرة منذ شهر ونصف، أما حزب قوة "يش
عتيد" بقيادة رئيس الوزراء لابيد، فقد زادت وحصل على 25 مقعدا.
وحافظ "معسكر الدولة" بقيادة
غانتس و"الصهيونية الدينية" بقيادة بتسلئيل سموتريش وإيتمار بن غفير على
قوتهم مع 12 نائبا لكل منهما، حزب "شاس" بقي 8 مقاعد، و"يهدوت
هتوراه" أيضا 7 مقاعد، أما حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة أفيغدور
ليبرمان فارتفع إلى 6 مقاعد و"العمل" بقيادة ميراف ميخائيلي تراجع الى 5
مقاعد وكذلك الأمر لحزب "ميرتس".
وبعد حل "القائمة المشتركة"، أصبحت
قائمة "الجبهة والتغيير" بقيادة أيمن عودة وأحمد الطيبي على حدود نسبة
الحسم وحصلت على 4 مقاعد، وكذلك الأمر مع "القائمة الموحدة" بزعامة
منصور عباس.
تحذير إسرائيلي من تصاعد "الخطر الوجودي" مع قرب الانتخابات