تتوجه أنظار الكثيرين داخل الولايات المتحدة وخارجها إلى انتخابات التجديد النصفي لمجلسي الشيوخ والنواب الأمريكية، المقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل؛ حيث تسمى هذه الانتخابات الأمريكية "الانتخابات النصفية"؛ لأنها تأتي في منتصف فترة ولاية الرئيس التي تبلغ أربع سنوات.
ونشر موقع "إيه بي سي نيوز" تقريرًا، ترجمته "عربي21"، حيث قال إنه رغم أنه لا يتم وضع الرئيس في ورقة الاقتراح، غير أنه يُنظر إلى الانتخابات النصفية على أنها حكم الناخبين الأمريكيين حول كيفية سير الرئيس، ويمكن أن يكون لها تأثير كبير على قدرته على التشريع والحكم، مستعرضًا العديد من الأسئلة والإحصائيات حول الانتخابات المقبلة.
المقاعد الجاهزة
وبين الموقع أنه يتم انتخاب جميع أعضاء مجلس النواب الأمريكي، البالغ عددهم 435 عضوًا، لمدة عامين فقط لتمثيل دائرة معينة في ولايتهم؛ حيث إن جميع المقاعد مطروحة في الانتخابات النصفية، فيما يتكون مجلس الشيوخ من 100 ممثل لكل ولاية؛ حيث إنه عادة ما يتم انتخاب أعضاء مجلس الشيوخ لولاية مدتها ست سنوات، ما يعني أن حوالي ثلث أعضاء مجلس الشيوخ يواجهون إعادة انتخابهم كل عامين.
ولفت الموقع إلى أن هناك عددا من أعضاء مجلس الشيوخ الذين يفوزون في انتخابات "خاصة"، مثل الديمقراطي الجورجي رافائيل وارنوك، أو تم تعيينهم لقضاء فترة سناتور أخرى، قد يضطرون إلى مواجهة الناخبين في وقت أقرب.
ولاية مجلس الشيوخ
وأوضح الموقع أنه مع اقتراب تشرين الثاني/ نوفمبر، يشغل الحزب الديمقراطي بزعامة الرئيس بايدن خمسين مقعدًا في مجلس الشيوخ، وهذا يعني أنهم غالبًا ما يعتمدون على نائبة الرئيس كامالا هاريس لكسر التعادل وتمرير القوانين من خلال عملية تسمى المصالحة، كما أنهم يحصلون أحيانًا على دعم من الجمهوريين، لكن ليس كثيرًا، وقد يواجه الديمقراطيون تعطيلًا يتطلب أغلبية ساحقة تبلغ 60 صوتًا؛ ما يجعل التشريع أكثر صعوبة.
وأشار الموقع إلى أن الشيء المهم الآخر الذي يفعله مجلس الشيوخ هو تأكيد مرشحي الرئيس ليصبحوا قضاة فيدراليين وقضاة المحكمة العليا؛ حيث يتم تعيينهم مدى الحياة، ويمكن أن يؤثروا على مسار الأمة لأجيال، ولهذا إذا خسر حزب الرئيس أغلبيته في مجلس الشيوخ، فإن خياراتهم القضائية ستميل إلى أن تصبح أكثر وسطية واعتدالًا.
ماذا يحدث مع مجلس النواب؟
وبحسب الموقع، لا يعتبر مجلس النواب الأمريكي على المحك تمامًا مثل مجلس الشيوخ، ولكن يقاربه؛ حيث يشغل الديمقراطيون 220 مقعدًا، ويشغل الجمهوريون 211 مقعدًا، وهناك أربعة مناصب شاغرة بعد استقالة ديمقراطي واحد وجمهوري واحد، وتوفي اثنان من الجمهوريين خلال فترة ولايتهم.
هل يعيد التاريخ نفسه؟
ويتابع الموقع مبينًا أن التاريخ يشير إلى أن الديمقراطيين في خطر حقيقي من فقدان أغلبيتهم في كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ، فخلال انتخابات التجديد النصفي التي جرت لـ19 مرة منذ الحرب العالمية الثانية، حسّن حزب الرئيس نصيبه من أصوات مجلس النواب مرة واحدة فقط، وحصل على مقاعد مرتين فقط.
وفي أعقاب أحداث 11 أيلول/ سبتمبر والإطاحة بطالبان من أفغانستان، حصل جورج دبليو بوش على نسبة تأييد بلغت 63 بالمئة، وحصل حزبه الجمهوري على ستة مقاعد في مجلس النواب، فيما كانت النسبة التي حصل عليها كلينتون في عام 1998 أعلى بثلاث نقاط، وحينها، حصل الديمقراطيون على خمسة مقاعد، لكنهما كانا استثناء؛ فقد شهدت كل الانتخابات النصفية الحديثة الأخرى خسارة حزب الرئيس، بما في ذلك أولئك الذين يتمتعون بشعبية عالية، مثل رونالد ريغان وجورج إتش دبليو بوش.
وأوضح الموقع أن بايدن عليه أن يشعر بقلق كبير؛ حيث وصلت شعبيته إلى حوالي 42 بالمئة، وهي النسبة القريبة من شعبية دونالد ترامب قبل أربع سنوات عندما خسر الجمهوريون أربعين مقعدًا.
وكشف الموقع عن أن متوسط خسارة منتصف المدة لحزب الرئيس في السنوات الـ50 الماضية هو 23 مقعدا في مجلس النواب، فيما كان مجلس الشيوخ أفضل قليلًا لحزب الرئيس -تاريخيًّا- فمنذ الحرب العالمية الثانية، اكتسبوا مقاعد جديدة أربع مرات، وحافظوا على نسبتهم مرتين، لكنهم فقدوا مقاعدهم في 13 انتخابا.
أبرز العوامل
ويوضح الموقع أن نظام التصويت في الولايات المتحدة الأمريكية غير إلزامي؛ حيث تتوقف الانتخابات على من يحضر للتصويت، وغالبًا ما يكون مؤيدو الحزب الذي في المعارضة متحفزين للإدلاء بأصواتهم، في حين أن مؤيدي الحزب الذي في المنصب يمكن أن يصابوا بخيبة أمل ويبقون في المنزل.
ويرى الموقع أن الرئيس بايدن يواجه رد فعل عنيفًا محتملاً لقرارات مثل المضي قدمًا في الاتفاق لإنهاء الوجود الأمريكي في أفغانستان بوساطة سلفه دونالد ترامب، ما مهد الطريق لعودة طالبان، كما وقع بايدن أيضًا على قانون بقيمة عدة مليارات من الدولارات من الإنفاق على إجراءات الإغاثة من جائحة كورونا، والبنية التحتية، وتغير المناخ، التي يعتقد البعض أنها ساعدت في تأجيج التضخم.
من ناحية أخرى، قد يؤدي الغضب من قرار المحكمة العليا الأمريكية في يونيو إلى إلغاء قضية رو ضد وايد -الحق الدستوري في الوصول إلى الإجهاض في الثلث الأول من الحمل- إلى تحدي ديمقراطيي بايدن للتاريخ.
وانتعشت شعبية بايدن الشخصية بما يقرب من خمس نقاط منذ الحكم، فيما فقد الجمهوريون تقدمهم بنقطتين في متوسط استطلاعات الرأي العامة في الكونجرس؛ حيث يتقدم الديمقراطيون الآن بـ 1.5 نقطة.
هل لا يزال ترامب لاعباً رئيسيًّا؟
ويرى الموقع أنه قد يكون اختيار الجمهوريين للمرشحين عاملاً آخر، ففي العديد من الولايات الرئيسية التي يمكن أن تقرر الأغلبية في مجلس الشيوخ، يكافح الجمهوريون غير التقليديين وعديمي الخبرة المدعومون من ترامب -مثل لاعب كرة القدم السابق هيرشل ووكر في جورجيا، وطبيب التلفزيون محمد أوز في بنسلفانيا- في الانتخابات التي كان من المتوقع أن يفوزوا بها؛ حيث إن هذه الانتخابات تعدّ استفتاء على دونالد ترامب بقدر ما هي على جو بايدن، ويمكن أن تقرر ما إذا كانت يمكن إعادة الانتخابات بين ترامب وبايدن في عام 2024.
ما الذي أحتاج لمعرفته أيضًا؟
هناك أيضًا انتخابات للحكام وغيرهم من شاغلي المناصب في ست وثلاثين ولاية أمريكية وثلاث مناطق في نوفمبر، ويمكن لهذه الانتخابات أن يكون لها تأثير كبير على السباقات الرئاسية المستقبلية؛ حيث يفكر الحكام الديمقراطيون مثل جافين نيوسوم من كاليفورنيا وجريتشن ويتمير من ميشيغان في الترشح البيت الأبيض.
اقرأ أيضا: معاريف: مخاوف من تصاعد العداء للاحتلال وسط "نخب" أمريكا
ويختتم الموقع تقريره بالإشارة إلى أن هناك أخبارا جيدة للرئيس بايدن؛ حيث يشير التاريخ أيضًا إلى أن هزيمة الديمقراطيين لن تؤثر بالضرورة على فرصه في الفوز بولاية ثانية إذا ترشح في عام 2024، ففي القرن الماضي، فاز ما يقرب من ضعف عدد الرؤساء الحاليين الذين ترشحوا للانتخابات بدلًا من خسارتهم، وعانى جميعهم باستثناء اثنين من خسائر انتخابات منتصف المدة.
تأجيل أول لقاء دبلوماسي كبير بين ليز تراس وجو بايدن
وفد برلماني من تايوان يزور الكونغرس الأمريكي في سبتمبر
قضاء أمريكا: لا تعويض لضحايا 11 سبتمبر من أموال أفغانستان