تسبب أمر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بالتعبئة العسكرية، في سفر أعداد كبيرة من الشبان الروس للخارج؛ للفرار من تنفيذ
التجنيد الإجباري.
وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي أشارت إلى
دعم محلي واسع النطاق للتدخل الروسي في أوكرانيا، إلا أن حملة التجنيد على نطاق
واسع قد تكون خطوة محفوفة بالمخاطر داخليا، بعد وعود الكرملين السابقة بعدم اتخاذها، وبعد سلسلة من الهزائم في ساحة المعركة بأوكرانيا.
وقال روسي عرّف نفسه باسم سيرجي فقط بعدما هبط
في بلغراد قادما من موسكو: "كل شخص عادي يشعر بالقلق، إنه أمر مروع... من
الطبيعي الشعور بالخوف من
الحرب وما شابه ذلك".
وقالت منظمة معنية بمراقبة الأوضاع إن
الاحتجاجات المناهضة للحرب في 38 مدينة روسية شهدت القبض على أكثر من 1300 شخص أمس
الأربعاء، مع التخطيط للمزيد في العطلة الأسبوعية. وأفادت مصادر إخبارية مستقلة
بأن بعض من تم القبض عليهم تلقوا أوامر بالتوجه إلى مكاتب التجنيد اليوم الخميس،
وهو أول يوم كامل في تنفيذ التجنيد الإجباري.
وقال وزير الدفاع في إدارة بوتين إن التعبئة
تهدف إلى تجنيد نحو 300 ألف رجل.
وارتفعت أسعار تذاكر الرحلات الجوية للسفر خارج
روسيا إلى أكثر من خمسة آلاف دولار لتذكرة اتجاه واحد إلى أقرب الأماكن خارج
البلاد، ونفدت تذاكر معظم الرحلات لأيام مقبلة. كما شهدت المعابر الحدودية الروسية
مع فنلندا وجورجيا تكدسا كبيرا.
وقالت شركة الطيران الحكومية إيروفلوت إنها
ستعيد الأموال لمن لا يتمكنون من السفر بعد الحجز بسبب استدعائهم للتجنيد.
ويقول بوتين إن روسيا تنفذ "عملية عسكرية
خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا، وتخليصها من القوميين الخطرين، والدفاع عن موسكو من
حلف شمال الأطلسي. وتصف كييف والغرب أفعال روسيا بأنها تحرك إمبريالي غير مبرر
لإعادة احتلال بلد تخلص من الهيمنة الروسية مع تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991.
وفي أوزبكستان، حيث ينتقل الكثيرون أو يسافرون
إلى روسيا للعمل، حذرت السلطات من ملاحقة المواطنين الذين ينضمون إلى الجيوش
الأجنبية. وعرضت روسيا الجنسية السريعة على من سجلوا أسماءهم، وقالت أوكرانيا إنها
ألقت القبض على مواطنين من أوزبكستان يقاتلون في صفوف بوتين.
ودعت حركة الاحتجاج الروسية المناهضة للحرب
فيسنا (الربيع) إلى المزيد من الاحتجاجات يوم السبت. وقالت: "في النهاية، دفع
غرامة أو أيام قليلة من الحبس أفضل من إقامة جنازة".
إلى ذلك، ذكرت وكالات أنباء روسية، الخميس، نقلا
عن هيئة الأركان العامة الروسية، أن نحو عشرة آلاف شخص تطوعوا للتجنيد في الحملة
العسكرية الروسية بأوكرانيا، دون انتظار أوراق الاستدعاء الصادرة في إطار تعبئة
جزئية.
وقال وزير الدفاع سيرغي شويغو، إنه يهدف إلى
تجنيد 300 ألف من ذوي الخبرة للحملة الروسية في أوكرانيا، التي تعرضت مؤخرا
لانتكاسات شديدة.