حذر موقع "بوكينغ" للسفر على الإنترنت زبائنه من السفر إلى المستوطنات الموجودة في الضفة الغربية، بسبب الأوضاع غير المستقرة التي تعيشها.
ودفع هذا التحذير، وزير السياحة الإسرائيلي يوئيل رازفوزوف إلى عقد مناقشة طارئة بزعم خطورة هذه الخطوة، مع العلم أن هذا الموقع السياحي يقع مقره الرئيسي بمدينة امستردام بهولندا، ويحتوي على أكثر من 28 مليون قائمة، وهو متاح بـ43 لغة حول العالم.
آنا بارسكي مراسلة صحيفة معاريف، كشفت أن "المواقع الإسرائيلية المستهدفة من إعلان الموقع السياحي العالمي تتركز في مستوطنات أريئيل ومعاليه أدوميم، وتظهر صياغة التحذير أن زيارة هذه الأماكن ستكون مصحوبة بزيادة الخطر على السلامة، وانتهاك حقوق الإنسان والمخاطر الأخرى على الضيوف والمجتمع المحلي، مما حدا بالأوساط الإسرائيلية لعقد مناقشات عاجلة، واتخاذ سلسلة خطوات، بينها الضغط السياسي على إدارة الموقع بالاشتراك مع الوزارات الحكومية والهيئات ذات الصلة، وإجراء حوار مباشر معه".
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "وزارة السياحة قررت دراسة إطلاق حملة تسويقية مخصصة لجلب السياح من الخارج إلى مستوطنات الضفة الغربية، واعتبار وضع تحذيرات بشأن السفر إليها خطيئة سياسية، وعملا مشيناً للغاية، لأن هذا الموقع السياحي التجاري اختار التصرف فقط لاعتبارات سياسية، ونعتزم العمل بكل الوسائل المتاحة لإحباط القرار، بجانب التداعي العاجل لإجراء مناقشة بشأن التعامل مع قرار الموقع، والآثار العامة المترتبة عليه".
من ردود الفعل الإسرائيلية الغاضبة على هذا القرار، ما زعمه وزير السياحة رازفوزوف بالقول إنه "لا يمكن لشركة تجارية أن تحدد حدود إسرائيل وأراضيها"، فيما علق عوديد رافيبي رئيس مستوطنة "إفرات" بقوله إنه يتوقع من وزارتي السياحة والخارجية ومكتب رئيس الوزراء معارضة القرار، داعيا الإسرائيليين لعدم الانضمام إلى خيار المقاطعة، والحضور والزيارة، لتقوية اقتصاد هذه المستوطنات.
أما رئيس المجلس الاستيطاني في غوش عتصيون شلومو نعيمان، فزعم أن قرار الموقع السياسي يحمل إيحاءات معادية للسامية، بدليل أنه يسمح بحجز فنادق في أفغانستان، التي تعيش أوضاعا أمنية سيئة، مما يجعل المستوطنات عرضة للتمييز والتسبب بالأضرار المالية الجسيمة، وسيكون لقرار مقاطعتها ثمن باهظ.
الرئيس التنفيذي لحركة بيتار اليمينية إيغال براند، طالب دولة الاحتلال ووزارة الخارجية بفرض عقوبات على الموقع السياحي، وتحصيل ثمن دبلوماسي تجاري ممن يؤذون السياحة الإسرائيلية، وسيادتها.
يشكل قرار الموقع السياحي العالمي "بوكينغ" مناسبة لتأكيد واتساع رقعة مقاطعة دولة الاحتلال ومستوطناته في الضفة الغربية وشرقي القدس المحتلة، ومرتفعات الجولان، باعتبار خطوته جزءا من الهجوم متعدد الأنظمة الذي تواجهه إسرائيل على الساحة الدولية، بوصفها مصدر الشرّ الإقليمي، لأنها تمارس نظام الفصل العنصري ضد الفلسطينيين.
وتعتبر الأوساط الإسرائيلية أن هذا القرار مقدمة لتشويه صورة دولة الاحتلال في الرأي العام العالمي، واعتبار مستوطناتها مناطق غير آمنة، مما يجعل خطواتها للتصدي لهذه المقاطعة مآلها الفشل الذريع، لأنها لا تملك استراتيجية واضحة باستثناء كيل الاتهامات بمعاداة السامية فقط، وهذا العجز الإسرائيلي الرسمي في مواجهة حركات المقاطعة الدولية يجعل الحديث لا يدور عن "طلقة في القدم فقط، بل عملية بتر حقيقية"، مما يشكل ضربة قاتلة لإسرائيل ككل، ويعبّد الطريق أمام ساستها ومستوطنيها للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
"هآرتس": الإرث البريطاني رسخ القمع والاحتلال في فلسطين
"يديعوت": مقاومو الضفة لا يستسلمون.. وقلق إسرائيلي
"معاريف": ضغوط لابيد وغانتس على الضفة ستفجر الأوضاع