أثار كاتب مصري قضية المصالحة بين النظام والإخوان المسلمين في أعقاب زيارة عبد الفتاح السيسي إلى قطر، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ وصوله إلى الحكم بعد الانقلاب العسكري على الرئيس الراحل محمد مرسي.
والأربعاء، غادر، رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، قطر، بعد أول زيارة رسمية للدوحة استغرقت يومين، التقى خلالها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وقال أسعد هيكل في مقال: "بالأمس القريب تساءل الرئيس السيسي في معرض حديثه عند زيارته لقناة السويس، وهو ينظر إلى وزير ماليته، قائلا: لازم تعرفوا ان الجهد ده سيتضاعف، والشكيك هيبقي اكتر، طيب ليه؟ اقول لكم ليه؟ ..ثم سكت قليلا وسأل، قاصدا توجيه سؤاله للجميع: طيب نتصالح؟".
وتابع: "ثم عاد وسأل مباشرة وزير المالية، الذي لاذ تماما بالصمت وهو في حرج شديد، مكتفيا برفع ذراعه الايمن فقط وكأنه يريد ان يقول، انا مليش دعوه بالموضوع ده خالص: نتصالح مع مين يا دكتور معيط؟".
وأضاف: "بينما أخذ البعض حديث الرئيس إلى منحى الهزل، مدعيا أنه تحدث بطريقة غير مفهومة، في حين أن حديث الرئيس كان واضحا! فالمتمعن أكثر في تحليل أحاديث الرئيس السيسي سيجد أنه أشار إلى مسألة التصالح هذه مرات كثيرة، وعلى فترات زمنية متقطعة مضت".
وبالنسبة للكاتب، فإن "المسألة هنا واضحة، فالرئيس يقصد من السؤال الذي طرحه بوضوح على الملأ، أنه هل من المجدي الآن أن يعقد الآن مصالحة مع جماعة الإخوان؟ مع الأخذ في الاعتبار المحاذير أو التحفظات التي قال عنها في ذات الحديث، إن التصالح معهم، أي الإخوان يعني، أنهم سيعودون ليعملوا في مساحه عشان ميعملوش كده، على حد وصف سيادته، لكنه عاد وحذر في ذات الوقت من أن هذه المساحة ستكون إلى حين!".
وقال أسعد هيكل إنه يعذر من لم يفهم ما كان يقصده السيسي، وإن كان واضحا ذلك للبعض الآخر، خاصة أن حديث الرئيس هذا جاء قبل زيارته لدولة قطر، في وقت تزامن ذلك مع سيل من رسائل الشكر إليه والثناء عليه، ممن يجوز أن نطلق عليهم رموز الأحزاب المدنية المعارضة في مصر، وذلك على إثر صدور قرارت بالعفو عن بعض السجناء، وقرارات أخرى اجتماعية.
واعتبر الكاتب أن هناك مفصلا تاريخيا هاما، حيث "نترقب معه مجريات ونتائج زيارة الرئيس لقطر، لنسأل بدرونا، أمام قلة المعلومات المتوافرة"، متسائلا: "هل ستنجح دولة قطر في القيام بدور الوسيط بين الإخوان والسلطة، وتعقد هذه المصالحة، وهي دولة لها خبرة وباع كبير في هذا الشأن، وسبق أن نجحت في وساطات دولية عديدة مماثلة؟ وإلى ماذا سينتهي الحال؟".
وبحسب المقال، فإن "المصالحة بين السلطة والإخوان آتية، آتيه لا ريب فيها، بقطر أو بدون قطر، اليوم أو غدا، أو بعد غد، فهي تكاد أن تكون حتمية تاريخية، رأيناها حدثت وعهدناها، خلال عصور وأحداث كثيرة مرت في بلادنا على مدار أكثر من سبعين عاما مضت".
وأشار إلى أن "ما يهمنا كمراقبين أو كمحللين للأحداث، في ملف المصالحة هذه أولا، أن يعود المغتربون بالخارج إلى وطنهم دون ملاحقة أمنية، وأن تتوقف حملات الكره المتبادلة، وأن تنتهي أحداث العنف التي والحمد لله تكاد أن تنعدم، والتي عاشتها سابقا، بلادنا إلى غير رجعة، وأن تلغي كافة القوانين الاستثنائية التي صدرت والتي انتقصت كثيرا من الحريات في بلادنا على مدار السنوات الماضية".
اقرأ أيضا: هل تسقط أحكام "التخابر مع قطر" بعد زيارة السيسي للدوحة؟
وتساءل الكاتب عن مرحلة ما بعد المصالحة قائلا: "هل سيعود الإخوان كمتحالفين مع السلطة، للعمل ضد الأحزاب والقوى المدنية، ولو في الخفاء كما عهدناهم، ويكرروا ما حدث عندما تصالح معهم الرئيس الراحل السادات في مطلع السبعينيات؟ أم سيعود الاخوان مدعين أنهم دعاة فقط، ولا شأن لهم بالسياسة؟ أم سيعودون، لينتظروا الصدفة التاريخية ليتحالفوا مجددا ولو شكليا، مع الأحزاب والقوى المدنية كما حدث خلال أيام يناير وما بعدها من عام 2011، بهدف الوصول وحدهم مرة أخرى لكراسي السلطة، وهو حلم لا شك أنه يراودهم، وما زالوا يرددونه حتى الآن؟".