أثارت اللقاءات والتحركات التي يقوم بها المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى ليبيا في شرق البلاد ولقاء ساسة وعسكريين هناك بعض الأسئلة عن سر التقارب الفرنسي مع الشرق الليبي وتأثير ذلك على تقارب الأخير مع تركيا مؤخرا.
وأجرى المبعوث الفرنسي الخاص إلى ليبيا، بول سولير عدة لقاءات واجتماعات في شرق ليبيا، بدأها بلقاء اللواء خليفة حفتر صحبة السفيرة الفرنسية في ليبيا دون كشف محاور اللقاء أو ما دار بينهما واكتفيا بنشر الصور فقط.
انتخابات سريعة
كما التقى سولير برئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح فور عودة الأخير من زيارة لدولة قطر، ناقش معه المسار الدستوري وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وقالت السفارة الفرنسية لدى ليبيا عبر حسابها على موقع "تويتر" إن "المبعوث الفرنسي أكد لرئيس البرلمان أولوية سيادة ليبيا، وأهمية استكمال القاعدة الدستورية وإجراء انتخابات رئاسية ونيابية "سريعا" وفق رغبة الليبيين".
وطرحت هذه التحركات واللقاءات تساؤلات: هل يؤثر التقارب التركي مع عقيلة وحفتر الآن على تقارب الشرق الليبي مع تركيا؟ وهل تعتبر الخطوة دعما فرنسيا لمعسكر شرق البلاد؟
تركيا أهم وأقوى
من جهته، قال عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، بلقاسم قزيط إن "زيارات المبعوث الفرنسي لدى ليبيا إلى شرق البلاد ولقاء بعض الشخصيات هناك ليست خاصة ولا فردية فقد قام قبلها بزيارات إلى المنطقة الغربية والتقى خلالها رئيس المجلس الرئاسي وكذلك رئيس مجلس الدولة هناك، لذا فزيارته للشرق تدخل ضمن هذه التحركات".
وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21" أن "هذه الزيارات تحاول فرنسا عن طريقها القول بأنها موجودة في الملف الليبي ومهتمة به، ولا أعتقد أن هذه التحركات ستؤثر على العلاقة مع تركيا سواء شرقا أو غربا كون أنقرة ودورها أكبر وأكثر أهمية".
اقرأ أيضا: ما مكاسب عقيلة صالح وخليفة حفتر من التقارب مع قطر؟
دعم حفتر فقط
في حين رأى الضابط من الشرق الليبي، العقيد سعيد الفارسي أن "هذه التحركات واللقاءات مخطط لها وهي امتداد لموقف فرنسا الثابت من دعمها لحفتر وقواته ومشروعه بل هي الداعم الدولي الرئيسي للأخير، وهذه التحركات هي عبارة عن تجديد الدعم لحفتر فقط".
وأضاف في تصريحات لـ"عربي21" أن "هذا الدعم المتجدد هدفه ألا يقدم حفتر أي تنازلات ولو اضطر للحرب مرة أخرى خوفا من أن تخسر فرنسا الجنوب والشرق لو خسر حفتر سياسيا، ومؤكد أن هذه التحركات جاءت بعد تقارب "عقيلة وحفتر" مع تركيا أي أنها تحركات ضد أنقرة وضد الاتحاد الأوروبي كله"، وفق قوله.
دور الوساطة
ومن جانبها، عضو هيئة الدستور في ليبيا، نادية عمران رأت أن "فرنسا تحاول لعب دور الوسيط منافسة بذلك بعض الدول التي تسعى الآن للقيام بوساطة بين الأطراف الليبية والدول المتنفذة في ليبيا في محاولة لإظهار حيادها، وكذلك لإيجاد موطئ قدم لها في المشهد الليبي".
وأشارت لـ"عربي21" إلى أن "فرنسا كادت أن تفقد دورها في الملف الليبي كونها محسوبة على أحد الأطراف، لكن الآن يبدو أنها جادة في الانضمام للوساطة التي تقودها تركيا"، بحسب تقديراتها.
تفاؤل حذر
وقال الصحفي من الجنوب الليبي، إسماعيل بازنكة في تصريح خاص لـ"عربي21" إن "لقاءات المبعوث الفرنسي في الشرق الليبي تأتي استكمالا للقاءات سابقة أجراها في المنطقة الغربية، وتأكيده على ضرورة إجراء انتخابات نزيهة في أقرب وقت يتماشى مع التوجه الشعبي في ذلك".
وتابع: "فرنسا لا زال تأثيرها قويا على معسكر الشرق الليبي كما أنها ستترأس الاتحاد الأوروبي وكذلك دورة مجلس الأمن القادمة لذا فدورها هام وهي بذلك لا تتعارض مع الجهود الدولية، لكن لو صدقت نواياها، رغم أن تاريخها السياسي في ليبيا يقول عكس ذلك".
ما مكاسب عقيلة صالح وخليفة حفتر من التقارب مع قطر؟
ما مصير أموال رفعت الأسد المصادرة بعد إدانته في فرنسا؟
ما تداعيات منع برلمانيي غرب ليبيا من السفر لشرق البلاد؟