نشرت صحيفة "لوبوان" الفرنسية تقريرا تناولت فيه الحيل التي اعتمدتها أوكرانيا لخداع الجيش الروسي، خلال الحرب الدائرة منذ أكثر من ستة أشهر.
وقالت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الجيش الأوكراني اخترق الدفاع الروسي شرق خاركيف شمال البلاد بطريقة لم يتوقعها أبدًا.
وأدى الهجوم المقترن بعنصر المفاجأة إلى هزيمة القوات الروسية، وهو ما مثّل كارثة جعلت السلطات الروسية تعترف، في لحظة نادرة، بالصعوبات التي واجهتها، وفقا للصحيفة.
وأعلنت أوكرانيا تحرير قرى بلاكليا وفولوخيف يار وبورشيفى وغيرها التي تمتد من مدينة خاركيف إلى مناطق شرق البلاد.
كما أكد متحدث باسم الجيش الأوكراني، السبت، الاستيلاء على كوبيانسك، وهي مركز رئيسي للسكك الحديدية والطرق.
وفي الوقت الحالي، تتمركز القوات الأوكرانية على أبواب إيزيوم، وهي مدينة تحظى بموقع استراتيجي بين دونباس وخاركيف ويبدو أن الاستيلاء عليها بات وشيكا.
وحسب الصحيفة الفرنسية، فإلى جانب الأهمية الاستراتيجية لهذه المواقع، تعطي الانتصارات العسكرية دفعة لمعنويات القوات الأوكرانية.
وأعلنت السلطات الأوكرانية، الإثنين الماضي، هجومًا مضادًا من ثلاث خطوات لتحرير خيرسون في جنوب البلاد.
وقد فرضت السلطات تعتيما إعلاميا صارما على العمليات الجارية في جميع أنحاء البلاد وحظرت وصول الصحفيين إلى الخطوط الأمامية.
وبينما كانت كل الأنظار تتجه إلى ميكولايف وخيرسون، نُفّذ الاختراق الأوكراني شرق سلوفيانسك في دونباس.
اقرأ أيضا: أوكرانيا تستعيد 500 كم.. وقصف روسي مكثف على خاركيف
وهذا الأسبوع، شنت القوات الأوكرانية هجومها شرق خاركيف خدع هيئة الأركان العامة الروسية بجعلها تعتقد أن الهدف الرئيسي كان خيرسون، فأعادت نشر قواتها في الجنوب مقابل خلو جبهة خاركيف.
لكن صور القرى المحررة المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل أهالي القرية والجنود كسرت التعتيم الذي تتبعه السلطات الأوكرانية.
وذكرت الصحيفة أن انتشار هذه الأخبار أجبر القوات الأوكرانية على تأكيد ما تم تداوله دون السماح للصحفيين بالذهاب إلى المنطقة ليروا بأنفسهم حقيقة التقدم العسكري.
وعلى الجانب الروسي، أبلغ المدونون عن الصعوبات التي واجهوها في خاركيف وأعربوا عن قلقهم إزاء عدم رد فعل القوات الروسية.
والجمعة، عرضت القنوات الرسمية الروسية إرسال تعزيزات، فيما اعترفت هيئة الأركان العامة يوم السبت بخسارة كوبيانسك ثم أعلن إيغور كوناشينكوف، المتحدث باسم وزارة الدفاع، عن "نقل القوات المنظمة المتمركزة في بلاكليا باتجاه أراضي دونيتسك".
وأشارت الصحيفة إلى أن تأكيد استعادة إيزيوم سيكون أكبر انتصار لأوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي في شهر شباط/ فبراير الماضي.
ولا شك أن الأسلحة الغربية، أحد مفاتيح الهجوم الأوكراني، التي قدمتها أوروبا والولايات المتحدة، جعلت هذه النجاحات ممكنة.
وبفضل قاذفات صواريخ هيمارس المتعددة والمدافع بعيدة المدى إم777 ومدافع زوزانا بات من الممكن كسر خطوط الإمداد والبطاريات الروسية.
وبمساعدة حلفائها الأجانب وربما الثوار الموجودين في المنطقة المحتلة، حددت المخابرات الأوكرانية الجزء المراد مهاجمته من الجبهة وأهداف مدفعيتها.
WP: روسيا تستخدم مسيّرات إيرانية في حربها بأوكرانيا
أكاديمي أمريكي: أطراف النزاع في أوكرانيا تلعب بالنار
كاتب فرنسي: هكذا يتلاعب الغرب بالمصطلحات تجاه فلسطين