مؤرخة مسيحية فلسطينية أمريكية مختصة بدراسات دول الخليج العربي. ورغم إنتاجها الغزير إلا أنها لا تذكر إلا برفقة شقيقها المفكر العالمي المعروف إدوارد سعيد. بالإضافة إلى كتبها، كتبت روزماري أيضا لصحف: "فاينشيال تايمز"، "مجلة الشرق الأوسط"، "المجلة الدولية لدراسات الشرق الأوسط" و"موسوعة الإسلام".
لا يوجد الكثير عن سيرة حياة أو تفاصيل حياة روزماري سعيد زحلان وربما كان هذا طبيعيا لسيدة آثرت العمل في صمت، وكانت إلى جانب شخصيتين معروفتين، شقيقها وزوجها.
ولدت روزماري سعيد عام 1937، وهي الأخت الكبرى لأربع شقيقات. وكان والدها وديع سعيد رجل أعمال ثريا ومواطنا أمريكيا، بينما والدتها من مدينة الناصرة.
إدوارد سعيد وشقيقته روز ماري
درست روزماري الموسيقى بولاية بنسلفانيا لكنها لم تمارس المهنة نتيجة لحادث سيارة أدى إلى إصابة يديها وكسر عدة فقرات في ظهرها، ما جعل مهنتها الموسيقية كعازفة بيانو أمرا مستحيلا.
درست روزماري لفترة من الوقت في القاهرة ثم ذهبت إلى بيروت حيث ألقت محاضرات عن التاريخ الثقافي والموسيقي في الجامعة الأمريكية في بيروت وكلية بيروت للمرأة. غادرت بيروت وذهبت إلى لندن وحصلت على شهادة الدكتوراه من كلية الدراسات الشرقية والأفريقية.
تزوجت روزماري من أنطوان زحلان، وهو فيزيائي أكاديمي فلسطيني من حيفا كتب في شتى المجالات الاجتماعية والفكرية وأصبح أحد كبار اختصاصي نقل التكنولوجيا وسوسيولوجيا العلوم في العالم وكان مشجعها الرئيسي علي الإنتاج والعطاء.
كانت روز ماري أحد رعاة حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني في بريطانيا، وأسست مع زوجها حملة لإقامة مكتبة غزة وتوفير الكتب للفلسطينيين. ووفقا لما ذكرته صحيفة "التايمز" فقد كان "قلقها الدائم طوال حياتها لفلسطين ومعاناة الشعب الفلسطيني".
أصدرت عدة كتب من بينها: "نقل التكنولوجيا والتغيير في العالم العربي: وقائع ندوة لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لغرب آسيا، أكسفورد"، "أصول دولة الإمارات العربية المتحدة.. التاريخ السياسي والاجتماعي للولايات المتصالحة"، "إنشاء قطر"، "تكوين دول الخليج الحديثة: الكويت، البحرين، قطر، الإمارات العربية المتحدة وعمان".
وبالإضافة إلي هذه الكتب، نشرت روزماري عدة ورقات بحث في مجلات فكرية وتابعة لمراكز أبحاث عالمية وعربية. معظمها متعلق بموضوع اختصاصها الأساسي وهو نشوء الدول الخليجية وعلاقتها بالغرب في فترة الاستعمار وما بعدها. كما أنها كتبت في صحف عالمية مرموقة وقدمت مقاطع للموسوعة العالمية للإسلام، وكانت تعمل في السنوات الأخيرة على إنتاج كتاب حول "علاقة الدول الخليجية بفلسطين خلال القرن العشرين" وصدر بعد وفاتها.
ونشرت الكثير من الدراسات المهمة، حول التنافس الأمريكي البريطاني في الخليج، والأثر الاقتصادي والاجتماعي للامتيازات النفطية، وكانت ناقدة صارمة للضغط الاستعماري على المنطقة.
توفيت بعد حياة زاخرة بالعطاء والفكر والبحث عن الحقيقة في أحد مستشفيات لندن في 10 أيار/ مايو 2006 بعد صراع مع المرض.
من إصدارات روز ماري سعيد زحلان
مثل شقيقها الأكبر إدوارد سعيد كانت هوية روزماري الفلسطينية مركزية في حياتها. تم ختمها منذ نعومة أظفارها بتجربة أبناء عمومتها وخالاتها وأصدقائها الذين عاشوا لاجئين في عام 1948، ورغم أنها مواطنة أنجليكانية وأمريكية، فإن فلسطين كانت في قلبها، وأدخلت فكرها لتحليل دقيق لكل تفاصيل القضية الفلسطينية.
على الرغم من أن أسلوبها كان وراء الكواليس أكثر من أسلوب إدوارد، فقد شاركت بنفس القدر في النضال من أجل تحقيق العدالة للفلسطينيين.
المصادر
ـ فيكتوريا بريتن، روزماري سعيد زحلان مؤرخ دول الخليج لكن قلبها كان في فلسطين، صحيفة الغارديان البريطانية، 16/5/2006.
ـ بشرى خلفان، نوافذ :ماذا لو كان لسعيد أخت؟، صحيفة "عمان"، مسقط، 23/6/2021.
ـ روزماري سعيد زحلان تركت أثرا غنيا في تاريخ الدول الخليجية وتواجهت كشقيقها ادوارد مع مبدأ صراع الحضارات، القدس العربي، 15/5/2006.
ـ د.عائشة بالخير، روزماري سعيد زحلان، صحيفة البيان الإماراتية، 19/5/2006.
راشد حسين.. عاش لفلسطين ومات فجأة بشبهة اغتيال!
خليل كارلوس توما.. مسيرة شاعر كادح من فلسطين
محاولات إسرائيلية بائسة لاغتيال الهوية الفلسطينية