طرح تعيين وزير أفريقي مبعوثا أمميا إلى ليبيا في هذا التوقيت بعض الأسئلة والتكهنات عن أهداف الخطوة وعلاقتها بنقل الملف إلى الاتحاد الأفريقي ودول الجوار العربي.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة عن تعيين الوزير السنغالي عبدالله باتيلي ممثلا خاصا جديدا في ليبيا خلفا للمبعوث الأخير يان كوبيتش، الذي تولت مهامه مؤقتا الدبلوماسية الأمريكية ستيفاني وليامز.
وجاء تعيين مبعوث أممي جديد إلى ليبيا بعد حالة من الخلاف داخل مجلس الأمن ورفض عدة شخصيات مرشحة ومنهم وزير الخارجية الجزائري الأسبق رمضان لعمامرة ليحسم المجلس قراره بتعيين الدبلوماسي الأفريقي باتيلي.
ومن التساؤلات التي طرحها تعيين وزير أفريقي مبعوثا أمميا إلى ليبيا: هل تم نقل الملف للاتحاد الأفريقي فعليا؟ وما التحديات التي تنتظر باتيلي؟ وهل يسير على نهج سابقيه أم ينجح؟
"إرضاء لأفريقيا"
وفي تعليق، اعتبر وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر، أن "خطوة تعيين وزير سنغالي مبعوثا أمميا هدفها إرضاء أفريقيا واتحادها ولا أعتقد أنه بمثابة تسليم ملف ليبيا لأفريقيا، ويبقى اللاعبون السابقون هم الأكثر تأثيرا في الملف، ومن العراقيل التي تواجه المبعوث الجديد هي طواقم إدارته التي ستقوده في نفس مسار من سبقوه وتعطيه نفس المعلومات وتقدمه لنفس الشخصيات".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21": "وكون هذا التعيين جاء بعد انقسام دولي حول الأزمة الليبية فهو لن ينجح ما لم يكسب ثقة الدول صاحبة المصلحة، لكن كونه أفريقيا فيجب أن يكون أكثر فهما لقضية ليبيا وطبيعة نظامها السابق، لكن هذا يعتمد على مدى انفتاحه وموقفه من التحرر من الزعامات وحكم الفرد الذي يسود أفريقيا ليستوعب حاجة ليبيا لبناء دولة مدنية ديمقراطية"، وفق تقديره.
وتابع الوزير الليبي السابق: "أما أهم الملفات التي تنتظر المبعوث الجديد فتتلخص في: ملف الانتخابات ومشكلة السلطة التنفيذية القادرة على تنفيذ العملية الانتخابية وحمايتها وتوفير البيئة المناسبة لإجرائها"، كما رأى.
"ملفات وحكومة مركزية"
الباحث السياسي السوداني المتخصص في الملف الليبي، عباس محمد صالح، رأى أن "مهمة المبعوث الجديد لن تكون سهلة لأنه يتولى إدارة ملف شديد التعقيد ورجع إلى المربع الأول بعد سقوط القذافي، ويكاد هذا التعقيد الحالي ينسف كل ما راكمه المبعوثون السابقون من تقدم".
وأشار في تصريحه لـ"عربي21" إلى أنه "حتى الاتحاد الأفريقي نفسه لم يكن سوى مراقب عن بعد للتطورات في ليبيا وبالتالي فهو يفتقر للإلمام بالسياقات المتعددة للصراع الليبي والخبرة اللازمة لتحقيق نجاح ما في الملف، بينما فشلت قيادة الاتحاد في التعاطي الإيجابي مع صراعات مماثلة أو حتى أقل تعقيدا"، بحسب كلامه.
وأضاف: "نجاح المبعوث الجديد يتوقف على قدرته على دعم توجه غالبية الليبيين لتأسيس حكومة مركزية يتوافقون عليها يمكنها الاضطلاع بالمهام والوظائف الدولية السيادية في ظل الانقسام المؤسساتي والعسكري والجغرافي الذي يضع البلاد على حافة التقسيم الفعلي نتيجة الانقسام السياسي الحاد".
"الاستفتاء أولا"
في حين قال عضو الهيئة التأسيسية لمشروع الدستور في ليبيا، سالم كشلاف إنه "من المهم جدا أن يتغير نهج عمل البعثة الأممية في ليبيا بشكل يخالف ما سارت عليه خلال المدة، وسيكون من المفيد تحديد أولويات العمل وترتيبها بشكل صحيح بأن يبدأ بالدفع بالاستفتاء على الدستور ثم دعم مرحلة التجهيز للانتخابات".
وأوضح أنه "قد يواجه المبعوث بعراقيل إذا اتخذ نفس الحلول التي سبقها إليه سلفه، خاصة في ما يتعلق بالتعويل على التوافق بين مجلسي النواب والدولة للوصول إلى حل في ليبيا. ويجب عليه البحث عن بدائل أخرى لاسيما تفعيل عمل الدائرة الدستورية التي ستكون عاملا مهما في كبح جماح الأطراف السياسية"، وفق قوله.
اقرأ أيضا: حكومتا الدبيبة وباشاغا ترحبان بـ"باتيلي".. وصمت من البرلمان
وتابع: "قد يساهم كون المبعوث أفريقيا في إعطاء هامش من التفاعل الأفريقي والعربي مع الحالة الليبية ولكنه في تقديري لن يكون كافيا في إزالة أسباب الأزمة أو الوصول إلى حلول ناجعة وسريعة، وأن الأمر سيبقى في أيدي دول بعينها منخرطة في الشأن الليبي ولديها وكلاء محليون يعطونها السبب للتدخل بقوة هناك"، بحسب تصريحاته لـ"عربي21".
تحشيد عسكري في طرابلس الليبية.. والأمم المتحدة تدعو للتهدئة
أول رد من الدبيبة على مطالبة باشاغا له بتسليم السلطة