قرأت عن نظرية في علم السياسات الدولية، يمكن أن نسميها نظرية (كيس الخيش)، وهي موضوعة ومصممة لغايات قيادة وسيادة واستعباد واستبعاد الناس والعباد في كل زمان ومكان.
تتلخص النظرية في قصة شعبية تتخذ أشكالا متنوعة، نسختنا العربية تقول إن مهندسا زراعيا، جلس في القطار بجانب فلاح. كان الفلاح يحمل كيسا من الخيش، وهو قماش خشن يسمح بالتنفس لمن بداخله.
كان الفلاح ينام عدة دقائق ثم يصحو فجأة ويقوم بتحريك كيس الخيش ، ثم يغفو. ليصحو بعد دقائق، ويحرك كيس الخيش الذي يضعه أمامه. كان المهندس الزراعي فضوليا، فعرّف على نفسه للفلاح وسأله عن سبب هذه الحركات الروتينية لكيس الخيش، وتساءل عما بداخله:
- أهلا باشمهندس: أنا فلاح، تعاقدت مع مركز أبحاث لأزودهم بعدد من الفئران والجرذان كل شهر، لغايات إجراء التجارب عليها.
- فهمنا هي فئران وجرذان، لكن لماذا تحركها كل فترة؟
- السبب واضح جدا يا باشمهندس، عندما يتوقف الكيس عن الحركة، يرضى كل جرذ وكل فأر بالموقع الذي يشغله داخل الكيس وتسكن حركته المعادية للفئران أو الجراذين المجاورة له، فيشرع في قضم الكيس ليهرب منه.
- وماذا يحصل لو لم تحركه ؟
- تخيل .... عشرات الفئران والجراذين تتفرغ لقضم الكيس، كل من جهته، سيتحول الكيس خلال دقائق إلى ما يشبه المنخل المليء بالثقوب، ويهرب جميع من بداخله من مصيرهم الأسود.
- وماذا يحصل عندما تحركه؟
- يحصل أن تصطدم الكائنات ببعضها، وكل واحد منها يعتقد أن الآخر اعتدى على الحيّز الذي يشغله، فتشرع الحيوانات في مهاجمة بعضها، وتنسى الكيس.... فأصل بحمولتي، سالما غانما، إلى مركز الأبحاث، وأقبض ثمنها شندي بندي.
بدون أي تفسير ولا تحوير على القصة، وحسب تطبيق نظريات الداروينية الاجتماعية علينا .... هذا ما يحصل معنا في العالم العربي. يحركوننا ويضربوننا ببعض، حتى نشتبك معا، فننسى أننا جميعا محتجزين في ذات الكيس، فنتوقف عن النضال من أجل حريتنا، ونتفرغ لقتال بعضنا البعض ......هذه تفاصيل ما يجري في وطني الكبير .... العالم العربي.
ترى..هل ندرك اللعبة ، ونشترك – ذات عقد- معا في قضم كيس الخيش؟؟؟؟؟