التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الجمعة، برئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، فيما ذكرت وسائل إعلامية أن رئيس الحكومة الليبية المعينة من البرلمان فتحي باشاغا متواجد في تركيا.
وتأتي زيارة الدبيبة وباشاغا إلى تركيا، بعد أسبوع من اشتباكات اندلعت في طرابلس بين جهاز "دعم وحفظ الاستقرار" التابع للمجلس الرئاسي، و"اللواء 777" التابع لرئاسة الأركان، ما خلف 32 قتيلا و159 جريحا.
ومنذ أشهر تتصارع في ليبيا حكومتان إحداهما برئاسة فتحي باشاغا التي كلفها مجلس النواب في طبرق، والثانية يقودها الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة يكلفها برلمان جديد منتخب.
والجمعة، التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الدبيبة في قصر "وحيد الدين" بمدينة إسطنبول.
وبحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي لحكومة الدبيبة، فإن اللقاء تناول "الملف السياسي وعددا من الملفات الاقتصادية والعسكرية والسياسية".
اقرأ أيضا: الدبيبة يلتقي أردوغان ووزير خارجية قطر لبحث حل سياسي بليبيا
واتفق الجانبان على "برنامج عمل بين البلدين يشمل التعاون العسكري ومجال الطاقة، وعودة الشركات التركية لاستكمال المشروعات المتوقفة"، بحسب المكتب الإعلامي بطرابلس، فيما لم تكشف السلطات التركية تفاصيل اللقاء.
ورغم عدم وجود تأكيد رسمي من السلطات التركية، أكد المكتب الإعلامي لحكومة باشاغا، أن الأخير توجه إلى تركيا "لبحث المسار السياسي وسبل التعاون بين البلدين" بدعوة من الحكومة التركية.
حركة دبلوماسية مكوكية بين الدبيبة وباشاغا
صحيفة "دنيا" التركية، قالت إن حركة دبلوماسية تجري في إسطنبول، حيث وصل الدبيبة وباشاغا بنفس اليوم بدعوة من الحكومة التركية.
وأضافت الصحيفة في تقرير للكاتبة زينب قورجنلي، أنه تم الإعلان عن توجه باشاغا إلى تركيا بدعوة شخصية من الرئيس أردوغان، فيما لم يتم التطرق إلى وصول الدبيبة من مالطا.
وتابعت بأن أنقرة تحاول التوفيق بين الجانبين اللذين تحول الصراع بينهما من سياسي إلى صراع مسلح.
ورأت أن الإعلان عن دعوة باشاغا شخصيا من أردوغان قد يكون شرطا من المسؤول الليبي للقدوم إلى تركيا، فالحكومة التركية التي تعترف رسميا بالدبيبة كرئيس وزراء لليبيا، لم تتخذ موقفا واضحا بشأن باشاغا.
وأضافت أن باشاغا قد يستغل الدعوة من أردوغان شخصيا لصالحه وتحويلها كـ"دعاية" بأنه اعتراف ضمني من أنقرة بمزاعمه بأنه "رئيس وزراء"، وعليه فإن زيارته تشكل مكسبا له.
وكشفت الصحيفة أن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو يجري حركة دبلوماسية مكوكية بين الدبيبة وباشاغا، بمشاركة رئيس الاستخبارات هاكان فيدان ووزير الدفاع خلوصي أكار.
اقرأ أيضا: دبلوماسي أمريكي: الليبيون فقدوا الثقة في نخبتهم السياسية
ورأت أنه إذا أمكن التوصل إلى "حل وسط" عبر الرئيس أردوغان فمن المؤكد أن يتم قبوله من الدبيبة وباشاغا، وتسجيل "انتصار دبلوماسي" للحكومة التركية.
تركيا لم تغلق أبوابها أمام الدبيبة وباشاغا
المحلل السياسي التركي أفوك نجاة تاشجي، ذكر أن لدى أنقرة اتفاقيات مع الحكومة الشرعية السابقة، ومن ناحية أخرى لها الدور الأبرز في طرد حفتر من طرابلس، وإمكانية الحديث عن الانتخابات اليوم.
وأضاف في حديث لـ"عربي21"، أن تركيا هي إحدى الجهات الفاعلة الرئيسية في ليبيا تاريخيا وحاليا، وإذا كانت هناك مساعي وساطة تركية الآن، فإن ذلك يعود سببه كون أنقرة تحافظ على علاقات متوازنة إلى حد ما مع كلا الجانبين.
وأشار إلى أن أنقرة تريد الحفاظ على المكاسب التي حققتها في ليبيا، موضحا أنه بينما كانت طرابلس ستقع في أيدي حفتر كانت تركيا تعمل على حماية الحكومة المعترف بها والمكاسب الديمقراطية وسط صمت الجميع.
ولفت إلى أن تركيا التي حققت نجاحا دبلوماسيا باتفاق "ممر الحبوب" بين روسيا وأوكرانيا والذي بدا مستحيلا، قادرة على إجراء دبلوماسية ناجحة في ساحة صراع مثل ليبيا.
وبالنظر إلى "السياسات الضبابية" للجهات الفاعلة الدولية في ليبيا، والعلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا مع حفتر، فإن تركيا هي الدولة التي يمكن الوثوق بها بالنسبة لليبيين، كما يذكر تاشجي.
وأضاف أن أنقرة التي تعد حاليا الضامن الأكبر لأمن العاصمة طرابلس، لن تتردد في أن تكون الفاعل الرئيس في عملية مصالحة محتملة بين الدبيبة وباشاغا، لافتا إلى أنه في ظل التوترات خلال الأشهر الماضية لم تغلق تركيا أبوابها في وجه الجانبين وطبقت "دبلوماسية مكوكية" ناجحة.
أردوغان يهدد اليونان.. هل يؤدي التوتر إلى حرب؟
السلطات التركية تقبض على برلمانية متهمة بـ"الإرهاب"
أنقرة تتهم أثينا بتفعيل "أس300" ضد مقاتلات تركية ببحر إيجة