يرى
الكاتب البريطاني سايمون تيسدال أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع في ورطة
كبيرة وأنه محاصر ويائس، إذ لم يكن يتوقع ذلك الجمود في ساحة القتال في أوكرانيا، أو
تفجيرات بسيارات مفخخة في موسكو أو هجمات مذلة على شبة جزيرة القرم الحصينة.
وتساءل
تيسدال في مقال له في صحيفة "الغارديان" حول هل سيهب أصدقاء بوتين في
الغرب لمساعدته وتقديم يد العون له؟
يقول
تيسدال: "إن المستنقع العسكري اللامتناهي ليس سيناريو يمكن لبوتين أن يتحمله، لأن
العقوبات الغربية البطيئة تؤدي إلى تآكل اقتصاده واستنزاف القوة البشرية والعتاد العسكري
بشكل مطرد. إذن ما هي خياراته؟".
يرحج
الكاتب أنه مع تزايد الضغط الغربي على بوتين، فإن الخيار المتاح أمامه هو رفع تكلفة
الحرب على داعمي أوكرانيا ومن ثم تقويض مقاومة كييف.
وبالرغم
من إعلان زعماء بريطانيا وفرنسا وألمانيا دعمهم طويل الأمد لأوكرانيا الأسبوع الماضي. إلا
أن تيسدال يرى أن بوتين لديه، في المقابل، العديد من الوسائل التي يمكنه من خلالها
تقويض الوحدة الغربية والبقاء قويا، إذ أن "أوروبا مليئة بنقاط التوتر المحتملة
التي يمكن استغلالها بسهولة وخطوط الصدع الجيوسياسية الموروثة من الحقبة السوفيتية.
وبالمثل، يوجد لدى روسيا عدد من الحلفاء والمتعاطفين المنتشرين عبر المشهد الأوروبي
الممزق سياسيًا".
ويعدد
تيسدال هؤلاء الأصدقاء؛ ومنهم ألكسندر لوكاشينكو رئيس بيلاروسيا الذي "هو بالفعل
في جيب بوتين"، بعد أن ضمنت موسكو بقاءه بعد أن أثار "تزويره" للانتخابات
الرئاسية لعام 2020 احتجاجات على مستوى البلاد، واعتبر الكاتب أن "لوكاشينكو سيفعل
ما يقال له".
"داخل
الاتحاد الأوروبي، يُنظر إلى فيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر، على أنه حصان طروادة
لبوتين. مثل الكثيرين في أقصى اليمين في أوروبا، أوربان معجب بأيديولوجية (بوتين) القومية
المتعصبة ويشاركه نظرته العنصرية والمعادية للمثليين".
لقد
عرقل أوربان مرارا عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد موسكو، ووقع صفقة غاز منفردا مع الكرملين
الشهر الماضي ومن ثم فـ"من الواضح أن أوربان لا يمكن الوثوق به".
وأدى
انهيار الحكومة الإصلاحية في بلغاريا في حزيران/ يونيو، وما تلاه من حديث عن إصلاح
العلاقات مع موسكو، إلى إثارة القلق من أن بوتين يكتسب نفوذاً لتقسيم الاتحاد الأوروبي.
ووفقا
للكاتب، فإن إيطاليا فيها العديد من الزعماء الحزبيين اليمينيين المتطرفين أنصار بوتين،
ومن المتوقع أن ينضموا إلى ائتلاف حاكم بعد انتخابات الشهر المقبل، ومن هؤلاء ماتيو
سالفيني ورئيس الوزراء السابق سيلفيو بيرلسكوني.
وعدد
الكاتب نقاط اشتعال في أوروبا يمكن أن يستخدمها بوتين لإثارة الصراعات القديمة وصرف
الانتباه عن أوكرانيا، ومن ذلك إمكانية اعتماده على سياسيين رئيسيين من خارج الاتحاد
الأوروبي مثل ألكسندر فوتشيتش، رئيس صربيا، الذي يلقبه معارضوه بـ"بوتين الصغير"
في إثارة صراع في منطقة غرب البلقان المضطربة (بين الصرب والبوسنيين).
"مولدوفا
وجورجيا المقسمتان عرقياً ووجود قوات روسية على أراضيهما، هما أيضًا نقاط اشتعال محتملة.
والثالثة هي كالينينغراد، حيث نشر بوتين صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت هذا الشهر لترهيب
جيران الناتو. كما يبدو أن إستونيا على وجه الخصوص، مع وجود أقلية عرقية روسية فيها،
هدف (لبوتين)".
واختتم
حديثه: "توحي سياسة حافة الهاوية المتهورة لبوتين في محطة الطاقة النووية، زابوريجيا،
المحتلة في أوكرانيا بأنه سيخاطر بأي شيء تقريبًا للفوز. (هو) يائس بهدوء ويزداد خطورة
يومًا بعد يوم".
روسيا ترفض إنشاء مصنع لمسيرات تركية بأوكرانيا: سندمره
سفينتا حبوب جديدتان تبحران من أوكرانيا
أردوغان وبوتين يلتقيان في سوتشي لبحث أوكرانيا وسوريا