نشرت صحيفة الفايننشال تايمز، مقالا للكاتب والمؤرخ الأمريكي مايكل أوسلين تساءل فيه عن إمكانية نشوب صراع نووي بين الولايات المتحدة والصين بسبب أزمة تايوان، مرجحا أنه التساؤل الوحيد المسكوت عنه بين مسائل عدة محيرة أثارتها التوترات الجيوسياسية بين البلدين بسبب الجزيرة.
وأشار المحلل السياسي إلى أن تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالدفاع عن تايوان حال تعرضها لهجوم من الصين، جعل هذا التساؤل مشروعا وملحا أيضا، إذ لم يحدث صدام مباشر بين أي من القوى النووية منذ استخدام الولايات المتحدة السلاح النووي في اليابان منذ أكثر من 80 سنة.
والسمة العامة لأي صراع بين قوتين نووتين هي الحرب بالوكالة، إذ كانت هناك حروب بالوكالة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، بحسب المحلل السياسي الأمريكي.
وبمجرد انتهاء الحرب الباردة، اعتقد الكثير من الأمريكيين أن أزمة الصواريخ الكوبية قد انتهت، وهو ما تأكد، حيث قال الكاتب إن الأسلحة النووية لم تختف إلى الأبد بالطبع، لكن حدة ظهورها في المشهد تراجعت بعد أن تحولت القيادة الجوية الاستراتيجية (التي تعد ذراع الردع النووي) إلى قيادة استراتيجية أمريكية.
اقرأ أيضا: كيسنجر: التوتر بين أمريكا والصين قد يؤدي إلى "دمار العالم"
وتراجعت مخاوف انتهاء الحضارة الإنسانية بسبب انفجار نووي مع تحول الولايات المتحدة إلى التركيز على صراعات في الشرق الأوسط والحرب على الإرهاب الدولي.
ومع تصدر قوة نووية كبرى على مستوى العالم المشهد وظهورها في مظهر المعتدي السلطوي في أوكرانيا، يبدو أن هذا يفتح الباب أمام توقعات بأن ينشب الصراع بين الولايات المتحدة التي تتبنى رؤية داعمة لاستقلال تايوان والصين التي تعتبر الجزيرة الآسيوية خاضعة لسيادتها، وهو الصراع الذي لن يكون محدودا بأي حال من الأحوال، وفقا للمؤرخ الأمريكي.
ورأى أوسلين أن الولايات المتحدة والصين هما أول وثاني أكبر اقتصادين على مستوى العالم وكلاهما قوة نووية لا يمكن الاستهانة بها، مضيفا أنه حال ظهور صراع مباشر بينهما، ستظهر إمكانية أن يتحول هذا الصراع إلى صراع نووي.
ولفت المحلل السياسي إلى أن هناك تساؤلات كثيرة تتبادر إلى الذهن عند الحديث عن الخلاف الأمريكي الصيني بخصوص تايوان؛ والتي تتضمن ما إذا كان الصراع قد يبدأ بنية مبيتة من أحد الجانبين أم بسبب حادث عارض يطلق شرارة الحرب، علاوة على التساؤل عن مدى التزام واشنطن بالدفاع عن تايوان في وجه أي هجوم صيني، وغير ذلك من تساؤلات الحرب الباردة.
واعتبر الكاتب الأمريكي أنه بمجرد سقوط صاروخ أمريكي واحد في الأراضي الصينية سوف يكون الرد الصيني بصاروخ مثله يطال الداخل الأمريكي لتبدأ أول مواجهة بالصواريخ الباليستية بين قوى عظمى في العالم.
ورأى المؤرخ الأمريكي أن التبعات التي قد تترتب على صراع عسكري بين الولايات المتحدة والصين سوف تكون خطيرة، لذا لا ينبغي لأي مسؤول في الإدارة الأمريكية أن يتعهد بالدفاع عن تايوان ضد أي هجوم من بكين إلا بعد أن يعي تماما أن الصراع مع الصين قد يكون الأعنف على الإطلاق الذي تواجهه الولايات المتحدة في تاريخها.
"ذا سبيكتيتور": الغضب الصيني في تايوان يأتي بنتائج عكسية
سيناريو مفترض: حرب "ضروس" بين الصين وأمريكا بتايوان عام 2026
الغارديان: هل يتدحرج التوتر بين واشنطن وبكين لصراع عسكري؟