جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يحبط عملية أوكرانية لاختطاف طائرات تابعة للقوات الجوية الروسية.. فهل سيتكرر مسلسل اختطاف الطائرات وتجنيد الطيارين؟
يعيد كشف الأمن
الفيدرالي الروسي، إحباط عملية أوكرانية، لاختطاف طيارين تابعين لسلاح الجو
الروسي، إلى الأذهان حوادث سابقة، لتجنيد الطيارين.
ولم يكن صباح 16 آب/ أغسطس 1966 في قاعدة الرشيد
الجوية جنوب العاصمة بغداد، عاديا، حيث تشكيل من طائرات الميغ 21 التابع للقوة
الجوية العراقية، يستعد لطلعات تدريبية روتينية والنقيب الطيار منير روفا أحدهم.
وحلق السرب العراقي كالمعتاد فغرد روفا خارجه
مخترقا الأجواء الأردنية باتجاه البحر الميت فمطار تل أبيب.
تجنيد روفا بدأ في قاعدة تكساس الأمريكية يوم أرسل
مع طيارين زميلين للمشاركة بدورة تدريبية هناك. عائلة روفا كانت قد سبقته قبل
العملية بعد تهريبهم من بغداد عبر إيران إلى لندن من دون علمها بخيانته، وذلك
بتخطيط وتنسيق مسبق بين جهازي الموساد والسي آي إيه.
والهدف من العملية هو الحصول على طائرة ميغ-21 روسية
الصنع التي كانت حينها تتفوق على نظيراتها من المقاتلات الحربية آنذاك الميراج
الفرنسية الفانتوم وسكاي هوك الأمريكيتين.
زميلا روفا في دورة قيادة التشكيل الجوي ذاتها النقيب
شاكر محمود والملازم أول حامد الضاحي، وبعد فشل الموساد بتجنيدهما والإيقاع
بهما اغتيلا تباعا، الضاحي في تكساس ومحمود في بغداد.
العملية التي أطلق عليها 007 وإضافة إلى هدفها
المعلن بالتعرف على أسرار الميغ-21، جاءت ردا على إسقاط السوفييت عام 1960 طائرة
تجسس أمريكية من طراز لوكهيد يو-2 وأسر طيارها ومن ثم الحصول على تقنياتها
المتطورة.
مهمة لوكهيد يو-2 التي أسقطت فوق الأراضي السوفييتية، كانت للتجسس على الـ ميغ-21 الروسية، والتي زودت بها القوات الجوية العراقية والمصرية والسورية.. ما
يشكل خطرا كبيرا على دولة الاحتلال.
وتعد القوة الجوية العراقية واحدة من أقدم وأقوى
وأفضل المنظومات الجوية في الشرق الأوسط، وبلغت ذروتها خلال الحرب العراقية الإيرانية
ووصل تعداد مقاتلاتها الى 1050 طائرة تعرضت 500 منها للتدمير خلال حرب الخليج الثانية
1991. واضطر العراق من أجل الحفاظ على البقية الباقية، إلى إيداع طائرات مدنية
واخرى عسكرية لحمايتها من القصف الأمريكي في إيران.
وبلغ عدد الطائرات حينها 143 مقاتلة من طراز
ميراج وميغ وسوخوي إضافة إلى طائرات الأواكس، إلا أن إيران لم تعد الطائرات وتحفظت
عليها بعد انتهاء الحرب بزعم أنها جزء من تعويضاتها ولم ترجع إلى العراق سوى عدد
قليل منها إبان الحرب على تنظيم الدولة 2014- 2017.