صدر حديثا عن دار "العائدون للنشر" في عمّان، كتاب قصائد للشاعر الفارسي المتصوف محمود الشبستري بعنوان "حديقة ورود من الأسرار"، قامت بالترجمة الكاتبة والمترجمة لمى سخنيني، المهتمّة بعالم التصوّف والمتصوّفة.
وكتب الشبستري قصائده التي لقيت شهرة واسعة في القرن الرابع عشر ميلاديّة، التي تُعدُّ واحدة من أعظم الأعمال الفارسية الكلاسيكية للتقاليد الصوفية الإسلامية، وتستند القصائد في الغالب إلى الإسلام والصوفيّة والعلوم التي تعتمد عليها.
وكتبت سخنيني مقدّمة للترجمة جاء فيها:
"بحسب تاريخ وفاة الشاعر الصوفي الشبستري (1317م/720هـ) عن عمر ناهز الثالثة والثلاثين عامًا، نستطيع تقدير تاريخ ولادته كما يلي (1284م/ 687 هـ). وقد دُفن في شبستر، وأصبح مرقده مقصدًا للزوّار والسائحين في أذربيجان. ومن تفاصيل حياته المسجّلة، أنه كان مرتبطًا بإخلاص بأحد تلاميذه الذي عُرف باسم الشيخ إبراهيم، وأنه بالإضافة إلى "حديقة ورود من الأسرار"، ورغم عمره القصير، ترك لنا الكثير من الآثار، ومنها "سعادة نامه" الذي شرح فيه بعض أحواله، وألقى الضوء على الأجواء الدينية في عصره، وكتاب "شاهد نامه" وهو عن العشق والمعشوق والعاشق، و"مرآة المحققين" في معرفة النفس والله والعالم، و"حقّ اليقين في معرفة ربّ العالمين" ويشتمل على حقائق ودقائق في الحكمة الإلهية والتصوف".
وعلقت سخنيني بخصوص قصائد الكتاب: "عن وردة الصوفيّين نعلم من مصادر عدّة أن الوردة تحتل مكانة مميزة في الصوفية، إذ تبدو وكأنها احتفال وصلاة عميقة، وتبدو وكأنها برزخ العبور من العالم الأرضي إلى العالم السماوي.
اقرأ أيضا: الصوفية والفقهاء.. والصراع على الحب الإلهي
وتوجد رمزية الوردة في الشعر الصوفي الفارسي، حيث تمثل ألغاز وجمال المسار الروحي. وإذا كانت الأزهار ترمز إلى عالم الأرواح، فإن الوردة تجسد مسار حياة الإنسان".
يقول حافظ الشيرازي:
"كان للوردة جمال المحبوب، عشقها العندليب
لم يستطع أن يُحبّ غيرها وهي لم تنطق بكلمة"
وتضيف: كتب الشبستري كتابه هذا في حوالي عام 1311م، في إطار المثنويّات، كلّ بيتين معًا. وقد جاءت ردًا على خمسة عشر سؤالًا عن الميتافيزيقا الصوفية طرحها روح الدين أمير حسين الهروي الملقّب بالجنيد الثاني (ت 1318م) على "الأدباء الصوفيين في تبريز".
وحول تسمية الكتاب، يقول الشاعر:
عندما دعا قلبي إلى السماء طالبًا عنوانًا لهذا الكتاب،
جاء الجواب إلى قلبي "إنها حديقتنا للورود".