طالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الأربعاء، القضاء العراقي بحلّ البرلمان قبل نهاية الأسبوع المقبل.
وأكد عبر حسابه في "تويتر"، مواصلة مناصريه اعتصامهم في محيط البرلمان داخل المنطقة الخضراء في وسط بغداد.
وفي أعقاب تغريدة الصدر، أصدر الإطار التنسيقي بيانا لم يذكر فيه قضية الانتخابات المبكرة والبرلمان، بينما شدد في المقابل على ضرورة المضي قدماً بتشكيل حكومة.
ورفع الصدر من مستوى الضغط على خصومه، داعيا الأسبوع الماضي إلى حلّ البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة.
وقبل خصومه في الإطار التنسيقي بحلّ البرلمان بشروط.
اقرأ أيضا: هل تراجع الصدر عن "تغيير النظام" بالعراق؟.. محللون يجيبون
لكن الصدر طالب، الأربعاء، في تغريدة باللجوء إلى القضاء لحلّ البرلمان، الذي انسحب نواب كتلته منه في حزيران/ يونيو، معتبرا أن الكتل السياسية "متمسكة بالمحاصصة والاستمرار على الفساد"، و"لن يرضخوا لمطالبة الشعب بحلّ البرلمان".
وطالب الصدر "الجهات القضائية المختصة، وبالأخص رئيس مجلس القضاء الأعلى"، بالتدخل و"تصحيح المسار، خصوصاً بعد انتهاء المهل الدستورية الوجيزة وغيرها للبرلمان باختيار رئيس للجمهورية وتكليف رئيس وزراء بتشكيل حكومة".
وأضاف أن على القضاء "أن يقوم بحلّ البرلمان بعد تلك المخالفات الدستورية ... خلال مدة لا تتجاوز نهاية الأسبوع القادم ... وتكليف رئيس الجمهورية بتحديد موعد انتخابات مبكرة مشروطة"، مؤكداً أنه سيعلن عن تلك الشروط لاحقاً.
وقال إنه "خلال ذلك يستمر الثوار باعتصاماتهم"، لكن "سيكون لهم موقف آخر إذا ما خُذل الشعب مرة أخرى".
وينصّ الدستور العراقي في المادة 64 منه على أن حلّ مجلس النواب يتمّ "بالأغلبية المطلقة لعدد أعضائه، بناءً على طلبٍ من ثلث أعضائه، أو طلبٍ من رئيس مجلس الوزراء وبموافقة رئيس الجمهورية".
اقرأ أيضا: كيف تفاعلت الأطراف العراقية مع دعوة الصدر لحل البرلمان؟
وطلب الصدر "من الثوار ومن الكتلة الصدرية المستقيلة ونواب آخرين... تقديم دعاوى رسمية للمحكمة الاتحادية وبطرق قانونية"؛ بهدف المضي بحلّ البرلمان.
وفي الأثناء، قال الإطار التنسيقي في بيانه إنه تم عقد لقاء بين أطرافه نوقش فيه خصوصاً "مسار الحوارات الجارية مع بقية القوى الوطنية؛ من أجل الإسراع في استكمال الاستحقاقات الدستورية، والإسراع في حسم مرشح رئاسة الجمهورية، وتشكيل حكومة خدمية".
وبحسب البيان، دعا قادة الإطار "القوى السياسية إلى العمل معا للحفاظ على المكتسبات الديمقراطية، واستمرار الحوارات البناءة للتوصل إلى حلول للأزمة الحالية، وتشكيل حكومة قادرة على تجاوز التحديات التي تواجهها البلاد".
وشدّد كذلك على ضرورة "احترام المؤسسات، وفي مقدمتها السلطة القضائية والتشريعية"، و"عدم تعطيلها عن أداء مهامها الدستورية"، في إشارة غير مباشرة إلى التيار الصدري.
ويأتي ذلك بعدما أعلن رئيس الوزراء العراقي الأسبق وخصم الصدر السياسي، نوري المالكي، الاثنين، رفضه حلّ البرلمان والذهاب إلى انتخابات مبكرة قبل عودة البرلمان إلى الانعقاد.
ولا يزال العراق منذ الانتخابات البرلمانية المبكرة في تشرين الأول/ أكتوبر 2021، في شلل سياسي تام، مع العجز عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة.
ويكمن الخلاف الأساسي في أن التيار الصدري أراد حكومة "أغلبية وطنية" بتحالف مع السنة والأكراد، في حين أراد خصومه في الإطار التنسيقي الإبقاء على الصيغة التوافقية.
واقتحم مناصرو زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أواخر تموز/ يوليو، المنطقة المحصنة، ودخلوا البرلمان، قبل أن ينقلوا اعتصامهم إلى محيطه.
وبلغت الأزمة السياسية في العراق ذروتها مع رفض الصدر لمرشح خصومه -محمد السوداني- في الإطار التنسيقي، الذي يضمّ خصوصاً كتلة سياسية ممثلة لفصائل الحشد الشعبي، لرئاسة الوزراء.
رغد صدام تنفي تأييدها لتظاهرات الصدريين في بغداد
هل يستطيع الصدر الإطاحة بالنظام العراقي بدون تحالفات؟
العراق بلا حكومة ورئيس لفترة قياسية من الجمود السياسي