كشفت
صحيفة عبرية، عن حاجة الحكومة الإسرائيلية الحالية، برئاسة يائير لابيد إلى التوصل
إلى صفقة تبادل للأسرى مع حركة
حماس.
وأوضحت
"يديعوت أحرنوت" في خبرها الرئيس الذي كتبه الخبير العسكري يوسي يهوشع، أن
"أوساطا في جهاز الأمن والقيادة السياسية، نشروا أمس تفاؤلا حذرا حول صفقة أسرى
مع حماس"، زاعمة أن "الموضوع لم يطرح على جدول الأعمال في وقف إطلاق النار،
والفوارق القائمة بين الطرفين كبيرة".
ويأتي
الحديث الإسرائيلي عن إمكانية التوصل لصفقة تبادل مع حركة حماس، عقب إعلان
الوسيط المصري مساء الأحد الماضي، عن التوصل إلى تهدئة بين حركة الجهاد الإسلامي والاحتلال،
بموجبها تم وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع
غزة الذي بدأ عصر الجمعة واستمر لنحو
ثلاثة أيام.
وذكرت
أن "التفاؤل الإسرائيلي، يأتي بعد نجاح الوسيط المصري في تحقيق وقف للنار، والأمل،
أنه لعله يواصل المهمة لصفقة أسرى أيضا، ولكن التفاؤل الحقيقي يجب أن يأتي من آلية
مفاوضات، وفي هذه المرحلة ليست موجودة على الإطلاق، والفهم الإسرائيلي، أن هناك ساعة
مناسبة للتوصل إلى صفقة مع حماس والتقدم في المفاوضات".
ومن
أسباب "التفاؤل" الإسرائيلي، أن "لابيد يختلف عن أسلافه، لأنه يأتي
مع نهج مختلف أسهل وأكثر راحة، وهو يقول لمن ينشغلون بالمهمة: "سيروا إلى الأمام،
اجلبوا صفقة ودعوني أكون في معضلة، حتى اليوم كنا الطرف الذي يرد على عروض حماس، تعالوا
نكون الطرف المبادر"، بحسب الصحيفة.
في طرح
مصري سابق، "حاولت حماس الفصل بين أسرى الجيش، هدار غولدن وآرون شاؤول وبين إبراهم
منغستو وهشام السيد، وبالمقابل طالبوا ببضع مئات من الأسرى في السجون الإسرائيلية ممن
يستجيبون لهذا التعريف".
وأضافت:
"إسرائيل عارضت هذا بشدة، وطالبت بإدخال الجنديين إلى صفقة شاملة"، موضحة
أن الصفقة التي اقترحتها مصر، شملت السير باتجاه مئات الأسرى، منهم من هم في إطار
"إنساني مقابل إنساني" وعلى عدد أسرى آخرين، بعضهم من أصحاب الأحكام العالية
(يطلق عليهم الاحتلال "من أيديهم ملطخة بالدم")".
ونوهت
"يديعوت" إلى أن "الأمر تعقد جدا بشأن هؤلاء الأسرى (ملطخة بالدم)، حيث
يوجد لجهاز الأمن 6 بنود مختلفة تحت هذا التعريف، في حين أن هناك من يعتقد في إسرائيل،
أن تحرير أسرى قضوا معظم فترة حكمهم، هو ثمن معقول".
وقالت:
"لأجل الوصول إلى اتفاق، يبدو أنه يتعين على إسرائيل أن تدخل إلى قائمة الأسرى عددا
من كبار الأسرى، وضمن آخرين أن تحرر أسرى دورهم في العمليات لم يكن مباشرا، وفي هذه
المرحلة يوجد اعتراض من جهاز الأمن على ذلك، وعلى هذا سيتعين على لابيد – الذي في عهده
كصحفي كان ضد صفقة شاليط – أن يحسم".
وذكرت
أن من بين "المهام الجسيمة" التي سيتولاها رئيس مجلس "مكافحة الإرهاب"
إيال حولتا، الذي يوجد على اتصال مع المصريين، أنه يتعين عليه أن "يتداول معهم ويقدم
لهم المقابل الذي يطالبون به على عملية الوساطة، من إسرائيل ومن وأمريكا أيضا".
وأكدت
الصحيفة، أنه "لن تكون فرصة لصفقة منقسمة، وعائلتا غولدن وشاؤول ستعارضان هذا بشدة،
وكل منهما يطالب بإدخال القضية في إطار التسهيلات الإنسانية لسكان القطاع، وليس من
المتوقع لهذا أن يحصل، أما تحريك المفاوضات من جديد فهذا ممكن".
وأعلنت
كتائب عز الدين
القسام الجناح المسلح لـ"حماس"، في 20 تموز/ يوليو 2014 عن
أسر الجندي الإسرائيلي آرون شاؤول خلال الحرب، في حين كشف الاحتلال في مطلع آب/ أغسطس
2015، عن فقدانه الاتصال بالضابط الإسرائيلي هدار غولدن في رفح، جنوب القطاع.
وكشف الاحتلال في تموز/ يوليو 2015 عن اختفاء الجندي أبراهام منغستو، بعد تسلله عبر
السياج الأمني إلى شمال قطاع غزة، وهو جندي في حرس الحدود من أصول إثيوبية، إضافة إلى
جندي آخر من أصول بدوية يدعى هشام السيد، كان قد فقد بداية عام 2016.
يذكر
أن "كتائب القسام" ترفض الكشف عن عدد أو مصير الجنود الإسرائيليين الأسرى
لديها، وتشترط من أجل البدء في مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال لعقد صفقة تبادل جديدة
للأسرى، إفراج الاحتلال عن كافة الأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار (صفقة شاليط)
ممن أعاد الاحتلال اعتقالهم مرة أخرى.