الأفراد والمجموعات والجمعيات التي تطالب بحقوق الحيوان، وفي ولاية كاليفورنيا الأمريكية تحديدا حيث شرعت-بناء على الضغوط- بتطبيق قانون حقوق الدجاج البيّاض الذي طالب فيه مؤيدو حقوق الحيوان، ووقّع عليه ناخبو الولاية وتم تطبيق العمل من سنوات…ألف مبروك للدجاج وللبيض أيضا.
يضمن القانون حق الدجاج بالتمتع بمساحة كافية لأن يتحرك ويلف ويدور ويرفرف و« يتجبّد» بحرية، مما اضطر أصحاب مزارع الدجاج لتركيب أقفاص جديدة توفر المساحات المطلوبة للدجاج لممارسة حقوقه الجديدة، وتوجب على أصحاب المزارع، أيضا، تركيب تدفئة في الأقفاص، بعد أن كان الدجاج يتدفأ بعضه من بعض، مما ترتب على ذلك زيادة في أسعار البيض في كاليفورنيا « المستهلك الأكبر للبيض في الولايات الأمريكية» إلى ما يقارب الضعف تقريبا.
بالطبع لن أسألكم حول رأيكم في ارتفاع أسعار البيض في كاليفورنيا، بل عن هذه الرفاهية التي باتت تتمتع فيها الدجاجات البياضة التي تحمل الجنسية الأمريكية في الولاية: هل سيؤدي ذلك إلى هجرة جماعية للدجاج نحو كاليفورنيا من الولايات الملاصقة ثم من الولايات المتحدة، فالقارة الأمريكية فالأمريكيتين، ثم قارات العالم أجمع، عدا العالم العربي!
طبعا لن نسمح لدجاجنا اللاحم ولا البياض، بطلب اللجوء الإنساني إلى هناك، وسوف نحاجج الأفراد والمجموعات والجمعيات التي تطالب بحقوق الحيوان، وندافع عن قراراتنا بمنع اللجوء.
أنتم تعرفون أن الملايين من أبناء العالم العربي يعيشون في مخيمات، معظمها عشوائي، بعضهم هربا من العدو الصهيوني، وهم لا يتمتعون بنصف الحقوق التي يتمتع بها الدجاج العربي حاليا، ولم يشكوا ولم يتذمروا، وأنتم تعلمون أن الشكوى لغير الله مذلة، فهل أنتم كفار، لا سمح الله ؟؟؟
كيف ترضون على أنفسكم، وكيف ترضى دجاجاتكم أن تسمح لنفسها، ومقابل رفاهيات زائلة، أن ترفع أسعار البيض على المستهلكين، مقابل أقفاص أكثر سعة ومدفّأة ومكندشة؟؟
كيف تنامون بعمق، بينما تحاسبكم ضمائركم على كل شهقة طفل نام جائعا؛ لأن ذويه لم يستطيعوا دفع ثمن بيض رفاهيتكم الغالي؟؟.
وكيف وكيف وكيف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عن موقع سواليف الأردني