وصف رئيس وزراء تايوان، سو تسينج تشانج، الجمعة، الصين بأنها "الجارة الشريرة" للجزيرة، بسبب أنها تستعرض قوتها "عند بابنا".
ويأتي ذلك في إشارة منه إلى التدريبات العسكرية، التي تجريها الصين حول تايوان هذا الأسبوع بعد زيارة رئيسة النواب الأمريكي نانسي بيلوسي.
وأضاف سو للصحفيين، ردا على سؤال بشأن إطلاق الصين صواريخ، أنها تدمر ببتعسف الممر المائي الأكثر استخداما في العالم، من خلال التدريبات العسكرية.
وقال؛ إن دول الجوار والعالم يدينون تصرفات الصين.
بيلوسي تعلق على هدف الزيارة
من جهتها، نفت بيلوسي الجمعة، أن يكون هدف زيارتها مؤخرا لتايوان، بهدف تغيير الوضع الراهن في تايوان أو المنطقة.
وزارت بيلوسي ووفد من الكونغرس اليابان في المحطة الأخيرة من جولة آسيوية، تضمنت مرورا قصيرا ومفاجئا بتايوان، الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي التي تعتبرها بكين تابعة لها.
وأثار الأمر غضب الصين، ودفعها إلى إجراء تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية في المياه المحيطة بتايوان، سقطت خلالها خمسة صواريخ في المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان.
وتعهدت بيلوسي بتضامن واشنطن مع تايوان، وقالت إن جولتها الآسيوية، التي دفعت الصين إلى إجراء تدريبات عسكرية غير مسبوقة، لم تكن تتعلق قط بتغيير الوضع الراهن في تايوان أو المنطقة.
اقرأ أيضا: الغارديان: زيارة بيلوسي لتايوان تنذر بالكوارث لاقتصاد العالم
وكانت زيارة بيلوسي لتايوان أرفع زيارة لأحد المسؤولين الأمريكيين للجزيرة منذ 25 عاما. وجاءت بينما تشعر طوكيو، أحد أقرب حلفاء واشنطن، بقلق متزايد إزاء تنامي قوة الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادي، وإمكانية إقدام بكين على عمل عسكري ضد تايوان.
وتابعت بيلوسي؛ "إن الدعم الجارف للسلام والوضع القائم في تايوان شيء مشترك بين الحزبين في مجلسي النواب والشيوخ".
ونددت الصين بجولة بيلوسي التي شملت زيارة الوفد كلا من سنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية، إضافة إلى تايوان واليابان.
وقال تلفزيون الصين المركزي؛ إن المناورات العسكرية التي بدأت أمس الخميس، بعد يوم من مغادرة بيلوسي تايوان، ومن المقرر أن تنتهي يوم الأحد المقبل، ستكون أكبر مناورات تجريها الصين في مضيق تايوان.
الصين واليابان ومجموعة السبع
في سياق متصل، قالت وزارة الخارجية الصينية الجمعة؛ إنها قدمت احتجاجات رسمية للدول الأوروبية المعنية ومبعوثي الاتحاد الأوروبي، بسبب التصريحات المتعلقة بتايوان الصادرة عن وزراء خارجية دول مجموعة السبع، والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية.
وذكرت الوزارة في بيان أن نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي قدم الشكاوى الدبلوماسية أمس الخميس.
وقالت وزارة الخارجية الصينية، الجمعة؛ إن بكين استدعت السفير الياباني لديها لتقديم احتجاجات صارمة على مشاركة بلده في البيان "المخطئ" للمجموعة.
وتصاعد التوتر بين اليابان والصين أمس الخميس عندما أعلنت بكين إلغاء اجتماع بين وزيري خارجية البلدين، كان من المقرر عقده على هامش اجتماع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في كمبوديا، بسبب استيائها من بيان مجموعة السبع.
إلغاء رحلات جوية
وألغت خطوط جوية رحلات إلى تايبه، وغيرت مسارات رحلات أخرى لتجنب المجال الجوي القريب الذي أغلق أمام الطيران المدني خلال التدريبات العسكرية الصينية، التي أشعلتها زيارة بيلوسي إلى تايوان.
ونشرت بكين عشرات الطائرات والصواريخ بالقرب من الجزيرة الخميس، في أكبر تدريبات تجريها على الإطلاق في مضيق تايوان.
والمجال الجوي المعني صغير نسبيا، لكن التعطيل الناجم عن أكبر مناورات عسكرية تجريها الصين في المنطقة منذ إطلاقها صواريخ قبالة الساحل في عام 1996، يعيق السفر بين جنوب شرق وشمال شرق آسيا.
ويحدث إغلاق المجالات الجوية وتغيير مسارات الرحلات في شتى أنحاء العالم خلال التدريبات العسكرية الكبيرة.
لكن الوضع الحالي غير معتاد، إذ إن التدريبات الصينية تقسم 12 ميلا بحريا (22 كيلومترا) من المياه الإقليمية التي تطالب بها تايوان، وهو ما يقول المسؤولون بالجزيرة إنه يتحدى النظام الدولي، ويصل إلى حد فرض حصار على بحرها ومجالها الجوي.
اقرأ أيضا: الولايات المتحدة أم الصين.. من الأقوى عسكريا؟ (إنفوغراف)
وأعلنت شركتا كوريا للطيران والخطوط الجوية السنغافورية إلغاء الرحلات من وإلى تايبه الجمعة، بسبب المناورات، كما ألغت شركة الطيران الكورية رحلاتها ليوم السبت وأرجأت رحلات الأحد.
وقال متحدثان باسم شركتي "إيه.إن.إيه" اليابانية القابضة والخطوط الجوية اليابانية؛ إن الرحلات إلى تايبه ما زالت مستمرة كالمعتاد، لكنهما تتجنبان المجال الجوي المتضرر خلال تلك الرحلات، وأيضا في المسارات المؤدية إلى هونج كونج وجنوب شرق آسيا.
وقالت كل من شركة طيران "كاثي باسيفيك" في هونج كونج والخطوط الجوية الفلبينية؛ إن رحلاتهما تتجنب مناطق المجال الجوي المحددة حول تايوان، في خطوة قد تؤدي إلى إطالة زمن بعض الرحلات، بينما حذرت هيئة تنظيم الطيران الفيتنامية شركات الطيران المحلية لتتجنب المنطقة.
وأظهرت خدمة تتبع الرحلات (فلايت رادار 24) أن الخطوط الجوية الصينية وإيفا للطيران، وهما شركتا طيران تايوانيتان، لا تزالان تسيران رحلات من وإلى الجزيرة حتى صباح الجمعة، وكذلك شركتا الشحن فيديكس كورب ويونايتد بارسل سيرفيس، مع تجنب المناطق المتأثرة بالمناورات.
كما أظهرت (فلايت رادار 24) أن هناك رحلات لطيران الإمارات ويونايتد إيرلاينز والخطوط الجوية التركية في الطريق إلى تايبه صباح الجمعة بالتوقيت المحلي.
ومع ذلك، فإن المجال الجوي المعني ضئيل في تأثيره على قطاع الطيران العالمي، مقارنة بقرار معظم شركات الطيران تجنب التحليق فوق أماكن أخرى مثل روسيا وأوكرانيا وأفغانستان وكوريا الشمالية والعراق وسوريا.
جدل حول ثقوب "مريبة" بطائرة بيلوسي.. هل استهدفت؟ (شاهد)
الولايات المتحدة أم الصين.. من الأقوى عسكريا؟ (إنفوغراف)
تايوان: مستعدون للحرب.. والصين تطلق مقذوفات صوبها