هل ينقذ غاز أفريقيا الأوروبيين؟

سيكون بديلا للإمدادات الروسية.. خط أنابيب يعبر صحراء القارة الأفريقية ويغذي أوروبا بالغاز النيجيري.. هل تنقذ نيجيريا والجزائر أوروبا من فخ بوتين؟


أزمة الطاقة العالمية المتمثلة في ارتفاع أسعار النفط والغاز والتأثيرات السلبية على أوروبا نتيجة تخفيض موسكو صادراتها من الغاز إلى القارة العجوز عوامل تُسرّع إنجاز مشروع طاقي أفريقي عملاق ظل حبيس الأدراج والأماني طوال عقود لتكون الإشارة الأبرز توقيع وزراء الطاقة في الجزائر والنيجر ونيجيريا (28 يوليو/ تموز 2022).


مشروع عملاق


يمتد مشروع خط أنابيب الغاز العابر للصحراء من مدينة واري جنوبي نيجيريا التي تعدّ أكبر المناطق المنتجة للطاقة فيها مرورا بأراضي النيجر وصولا إلى الجزائر على مسافة تفوق 4500 كيلومترا وسيُمكّن هذا الخط من نقل ما يقارب من 30 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي النيجيري إلى أوروبا سنويا وتقدر كلفة إنجازه بأكثر من 13 مليار دولار وستتكفل الجزائر ونيجيريا ببناء وتشغيل الخط بنسبة 90% فيما سيكون نصيب النيجر 10% وتعود فكرة المشروع إلى ثمانينيات القرن الـ 20 ووُقّعت أول مذكرة تفاهم بشأنه بين الدول الثلاث عام 2002 تلتها اتفاقية أخرى عام 2009 لكن المشروع لم يشهد أي تقدّم يُذكر منذ ذلك الحين وتجدد الاهتمام بالمشروع في أعقاب أزمة الطاقة العالمية جراء الحرب الروسية الأوكرانية ومساعي أوروبا للتقليل من التبعية للغاز  الروسي.


طموحات وصعوبات


الوضع العالمي بات دافعا مهما لإنجاز المشروع رغم الصعوبات المالية للدول الثلاث بسبب تراجع احتياطاتها النقدية لكن أوروبا  قد تكون مُضطرة لتقديم جزء من التمويل والدعم التقني خاصة أن المشروع سيقدّم لها بديلا عن الإمدادات الروسية وسيكون بمثابة الخلاص من قبضة بوتين وابتزازه.
المشروع يواجه أيضا بعض التحديات اللوجستية والأخطار الأمنية وخاصة منها مرور الأنبوب في مناطق تنشط فيها الجماعات المسلحة ولعل أبرز الأخطار تهديد حركة تحرير دلتا النيجر في مناسبات سابقة (2009) باستهداف المشروع من البداية فهل يتحقق الخط العملاق على أرض الواقع؟