صحافة دولية

الديمقراطيون يقولون إن بايدن يميل إلى إسرائيل أكثر منهم

تلحمي: القضية الفلسطينية لا تعتبر حاليًا أولوية في السياسة الأمريكية لكن هذا لا يعني أنه ليس لها أي تأثير على شعبية الإدارة- جيتي
أظهرت استطلاعات الرأي السابقة وجود فجوة واسعة بين ناخبي الحزب الديمقراطي من ناحية، ومواقف الديمقراطيين المنتخبين في الكونجرس وإدارة بايدن من ناحية أخرى، فيما يتعلق بالسياسة الأمريكية تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، كما أظهر استطلاع "اديد" للقضايا الحرجة في جامعة ميريلاند، والذي  يتضمن أيضًا انقسامًا حول مسألة مقاطعة إسرائيل.

وقال شبلي التلحمي، في مقال في معهد "بروكينغز" الذي ترجمته "عربي 21"، إنه تم إجراء استطلاع حول القضايا الحرجة في أيار/ مايو 2022، شمل 2091 مستجيبًا، وذلك من قبل شركة نيلسن سكاربورو، طرح فيه سؤال حول كيفية نظر المستجيبين إلى موقف إدارة بايدن من القضية الإسرائيلية الفلسطينية، مقارنة بموقفهم، مبينًأ أنه ليس من المستغرب أن أكثر من النصف بقليل (54 بالمئة) لا يعرفون، مضيفًا أنه بشكل عام؛ قال 44 بالمئة من الجمهوريين إن الإدارة تميل أكثر نحو فلسطين، وقال 9 بالمئة إنها تميل أكثر نحو إسرائيل، بينما قال 26 بالمئة من الديمقراطيين إن فريق بايدن يميل أكثر نحو إسرائيل، وقال 3 بالمئة إنه يميل أكثر نحو فلسطين.


المواقف تجاه حركة المقاطعة

وذكر الكاتب أنه من أكثر القضايا إثارة للجدل في الخطاب السياسي الأمريكي حول القضية الإسرائيلية الفلسطينية مسألة مقاطعة إسرائيل، خاصة حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات، وقد سعى الكاتب لاستقصاء المواقف حول هذه القضية؛ حيث كانت استطلاعات الرأي الأخيرة حول المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات متسقة، فلم يسمع غالبية الأمريكيين عن هذه المقاطعة، ومن بين أقلية من سمعوا بها، يعارضها الجمهوريون أكثر مما يؤيدونها، بينما يدعمها عدد أكبر من الديمقراطيين أكثر من معارضتهم لها.

وفي أحدث استطلاع حول المشكلات الحرجة، والذي أُجْرِيَ في الفترة من 22 إلى 28 حزيران/ يونيو 2022 على 2208 مشاركًا؛ طرح سؤال واحد حول المقاطعة لجميع المشاركين، ومفاده: "ما هو موقفك، إذا كان لديك موقف، من حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات التي تستهدف إسرائيل؟"، وقد كانت الإجابات معبرة؛ فقد قال 34 بالمئة فقط إنهم لا يعرفون، بينما قال 18 بالمئة آخرون إنهم لا يؤيدون أو يعارضون حركة المقاطعة، وقدم ما يقرب من نصفهم آراء داعمة أو معارضة، وكان التقسيم على الصعيد الحزبي متشابهًا، فقد عارض 50 بالمئة من الجمهوريين بشدة أو إلى حد ما حركة المقاطعة، بينما أيدها 9 بالمئة، في الوقت نفسه، أيد 33 بالمئة من الديمقراطيين حركة المقاطعة، وعارضها 10 بالمئة منهم.

باختصار، كانت استطلاعات الرأي المختلفة، ذات المنهجيات المختلفة، متسقة في الإشارة إلى أنه في حين أن أعدادًا كبيرة من الأمريكيين لم يسمعوا عن حركة المقاطعة، فإن الجمهوريين يعارضونها أكثر مما يدعمونها، ويؤيدها عدد أكبر بكثير من الديمقراطيين أكثر مما يعارضونها.

الأمريكيون يعارضون بشدة قوانين تجريم المقاطعة الإسرائيلية

ذكر الكاتب أنه في استطلاع شهر أيار/ مايو طرح السؤال التالي: "بغض النظر عما إذا كنت تؤيد أو تعارض بشكل شخصي مقاطعة إسرائيل. أي مما يلي أقرب إلى وجهة نظرك؟ 

- يجب أن ندعم القوانين التي تعاقب من يقاطع إسرائيل.

- يجب أن نعارض قوانين تعاقب من يقاطع إسرائيل.

وقد كانت النتائج مذهلة؛ حيث أجاب ثلثا الأمريكيين أنهم يعارضون مثل هذه القوانين، بينما يؤيدها 32٪.

تحليلات

وأكد الكاتب أنه مهما كانت الأسباب، فإن الفجوة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية بين الجمهور والمسؤولين المنتخبين في الكونجرس لا تزال كبيرة، لكنها أضاقت إلى حد ما بعد انتخابات 2018 و2020 التي أسفرت عن انتخاب عدد قليل من أعضاء الكونجرس الذين يعكسون بشكل أكبر الرأي العام الديمقراطي بشأن هذه القضية.


وأوضح الكاتب أن القضية الفلسطينية لا تعتبر حاليًا أولوية في السياسة الأمريكية. وحتى قضايا السياسة الخارجية ذات الأولوية، مثل الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ثبت أنها ذات تأثير ضئيل على الانقسام الحزبي الأمريكي، لكن هذا لا يعني أن هذه القضايا ليس لها أي تأثير على شعبية الإدارة.

ومن الجدير بالملاحظة أنه في عصر الاستقطاب السياسي العميق، جاء جزء كبير من الانخفاض في شعبية الرئيس جو بايدن منذ ربيع 2021 من الديمقراطيين. ومن المؤكد أن معظم الديمقراطيين لن يصوتوا لخصم جمهوري، حتى لو لم يكونوا متحمسين بشأن الرئيس، لكن إلى أي مدى يرون أن قيم وسياسات الرئيس تتوافق مع أو تتعارض مع شؤونهم الخاصة إلى أي مدى يتم تنشيطهم، وبالتالي فإن الانخفاض العام في الشعبية يؤثر على تقييمات غير الديمقراطيين.

واختتم الكاتب بقوله إنه بعد حرب أيار/ مايو 2021 على غزة، كان موقف بايدن المؤيد لإسرائيل على خلاف مع ناخبيه الديمقراطيين، الذين رفض الكثير منهم طريقة تعامله مع هذه القضية. وقد جاء الانخفاض المتزامن في شعبيته في الغالب من الديمقراطيين، وهناك العديد من الأسباب لانخفاض الشعبية، ومعظمها لا علاقة له بالسياسة الخارجية، لكن اختلاف بايدن عن ناخبيه الديمقراطيين بشأن قضية إسرائيل/ فلسطين لن يساعد بالتأكيد.