واتهم المالكي في التسريبات مقتدى الصدر بالخيانة، وتلقي أتباعه التدريبات من بريطانيا، وأنه لا بد من التصدي لهذا المشروع سياسيا وعسكريا
جدل واسع أثارته تسريبات صوتية منسوبة لرئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي، وجه فيها شتائم نابية لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وهاجم قادة سنة وأكرادا، الأمر الذي نفاه الأخير، ووصفها بأنها مفبركة، وجاءت في وقت ومنعطف حساس جدا تمر به العملية السياسية.
وكان الناشط العراقي المقيم في الولايات المتحدة علي فاضل، نشر مقاطع صوتية عدة، وقال إنها تسريبات من اجتماع للمالكي مدته ساعة كاملة، وكتب على "تويتر" قائلا: "ما سوف تستمع إليه هو مقتطفات وجزء صغير من تسجيل لاجتماع سري لنوري المالكي مع مقربين منه، من أجل تحديد ساعة الصفر. مدة تسجيل الاجتماع حوالي ساعة كاملة، وسأنشر باقي التسجيل قريبا جدا".
واتهم المالكي في التسريبات مقتدى الصدر بالخيانة، وتلقي أتباعه التدريبات من بريطانيا، وأنه لا بد من التصدي لهذا المشروع سياسيا وعسكريا، ووصف أتباع الصدر بأنهم جبناء، وسبق أن انتصر عليهم وحده بإمكانيات ضعيفة للدولة في وقت كانت إيران تدعم الصدر بالصواريخ، لأنها كانت تريده أن يكون مثل حسن نصر الله (زعيم حزب الله اللبناني)، رغم أنه "جاهل".
وكذلك وجه المالكي اتهامات لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، بالسعي وراء "تدشين زعامة مذهبية لسنة العراق مع ضم مقتدى الصدر لذلك المحور كممثل وحيد عن الشيعة".
وأكد على "ضرورة الحفاظ على المصالح الشيعية إزاء التكتلات القائمة كون الصدر جاهلا، لا يمكن التسليم له بحكم العراق"، مستذكرا الملاحقات الأمنية التي طالت أتباعه عام 2008، بعد زج العديد منهم في السجون وإرغام الآخرين على الهرب خارج البلاد.
وشكلت عمليات الملاحقة التي شنتها السلطات الأمنية ضد أنصار الصدر خلال الولاية الأولى لنوري المالكي، والتي كانت تحت عنوان "صولة الفرسان"، جوهر العداء وبداية لخصومه اتسعت على مر السنوات.
وكشف المالكي خلال التسريبات المنسوبة إليه أن الصدامات التي جرت بين التيار الصدري وعصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي، أثبتت أن "الصدريين جبناء"، وأجبرت الصدر على التراجع، لافتا إلى أنه أسس الحشد الشعبي حتى يكون مشابها للحرس الثوري الإيراني.
واتهم رئيس الوزراء الأسبق السياسيين السنة بأنهم حاقدون، وكان يطاردهم ولا يستطيعون المبيت في بيوتهم، وأنه كان أيضا "مدوخ" الأمريكيين، مشيرا إلى مخطط غربي لانتزاع الحكم من الشيعة، وجعلهم أقلية باستخدام الصدر، ثم قتله فيما بعد.
وفي تسجيل آخر، قال المالكي، إن "المرحلة القادمة قتال (...) كل يدافع عن نفسه، فالصدر يريد أن يقتل ويذبح، والجيش والشرطة لا اعتماد عليهم، وأنا أبلغت رئيس الوزراء (مصطفى الكاظمي) أني لا أثق بجيشه ولا بشرطته".
وأضاف: "نحتاج إلى سلاح. وأنا أحمي نفسي بنفسي، إذا عجز الآخرون أنا لا أعجز، من 10 إلى 15 تجمعا أعمل الآن على تسليحهم يكونون مستعدين للمعركة، والمرحلة الحرجة، وما يدريكم لعلي أهجم على النجف، إذا هجم الصدر على الناس أو على المرجعية، لأن هذا الرجل (الصدر) حاقد، ويريد دما رغم أنه جبان، ويريد أموالا وقد فرهد البلد".
وتابع: "المرحلة القادمة قتال وأنا أعمل على ذلك، وحصلت على دعم من العشائر، أتمنى على الجميع أن يكونوا مستعدين لذلك، وهي ليست قضية إعلام، بل هي قضية استعداد، نفسي وعملي وسلاح، وأن نفكر على قواتنا كيف نوفر لها غطاء رسميا وغطاء آخر لحركة العشائر".
وشدد: "العراق مقبل على حرب طاحنة لا يخرج منها أحد، إلا إذا استطعنا أن نسقط توجهات مقتدى والحلبوسي والبارزاني، إذا أسقطنا مشروعهم نجح العراق، وإن لم نستطع فالبلد نحو الدائرة الحمراء، وأنتم يجب عليكم أن تستعدوا".