حملت زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى اليونان، إشارات عدة حول أولويات الدول الغربية مع المملكة العربية الغنية بالنفط، فيما مثلت متنفسا للأمير "المنفي اختياريا"، وفق تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية.
وذكرت الصحيفة أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد حظي خلال زيارته إلى اليونان، في الرحلة الأولى لدولة غربية منذ مقتل الصحفي جمال خاشقجي، بترحيب "ربما بدا مستحيلا في الآونة الأخيرة".
ولفتت إلى أن اليونان أوضحت بعد ثلاث سنوات من مقتل خاشقجي، أن السياسيين يفضلون "الحديث عن الطاقة بدلا من الصحفي النجم الذي قطعه عملاء سعوديون في إسطنبول".
وأشارت كاتبة المقال إلى أنه تم التوقيع، في غضون 48 ساعة، على 17 اتفاقية ثنائية في "مسقط رأس الديمقراطية"، بما في ذلك اتفاقية تنص على تركيب كابل كهربائي بين البلدين من شأنه أن يوفر لأوروبا "طاقة أرخص بكثير"، بحسب ما تعهد به الأمير، وفقا للغارديان.
واعتبرت الصحيفة أن رحلة أثينا تسلط الضوء على مدى رغبة الغرب الحالية في التواصل مع الرياض بعد الغزو الروسي لأوكرانيا الذي أدى إلى ارتفاع أسعار النفط.
وتأتي الرغبة الغربية، بعد أقل من أسبوعين، على زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمملكة التي سبق أن وصفها بأنها منبوذة، "لأسباب ليس أقلها دورها في اغتيال خاشقجي"، بحسب الصحيفة.
وبحسب الغارديان فإن الزيارة إلى اليونان تعتبر بالنسبة للأمير البالغ من العمر 36 عاما، بمثابة بداية لعملية إعادة تأهيل "تأمل منها الرياض إنهاء سنوات من المنفى الاختياري".
اقرأ أيضا: ابن سلمان: سنزود أوروبا بـ"طاقة أرخص" عبر اليونان
وذكر الديوان الملكي السعودي في بيان، إن ولي العهد سيلتقي بقادة اليونان وفرنسا "لبحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات فضلا عن عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك".
وبحسب الغارديان، فإن ابن سلمان، وصل إلى أثينا بوفد قوامه 700 فرد على سبع طائرات، يقال إن إحداها كانت منتظرة كمستشفى.
وكشفت بوابة الأخبار اليونانية، في تقرير لها، أن البعثة السعودية طلبت 350 سيارة ليموزين، معلقة بالقول إنه "طلب فاق العرض لدرجة أنه كان لا بد من إحضار السيارات من بلغاريا وألمانيا".
كما أنه تم إرسال 180 حقيبة مليئة بالملابس والأحذية والأغراض الشخصية الأخرى من أجل إقامة ولي العهد في فندق فورسيزونز في الريفيرا الأثينية.
وذكرت بوابة إنفيميريدا اليونانية الأربعاء، أنه "قبل أيام قليلة وصل طلب خاص للألواح الزجاجية المضادة للرصاص، والتي تم تركيبها برافعة عملاقة في الجناح الذي استولى عليه ابن سلمان".
وأضافت وسائل الإعلام أن الأمير كان قلقًا للغاية من تعرضه للتسمم، حيث رفض جميع الدعوات لتناول الطعام خارج الفندق، باستثناء الحفل في متحف الأكروبوليس بعد جولة ليلية في الموقع قدمها وزير الثقافة شخصيًا.
وختمت الصحيفة البريطانية بالقول: "بالنسبة لمن يتبعون آل سعود، فإن إقامة الأمير في أوروبا مهمة"، فيما وصف الباحث في معهد بيكر بجامعة رايس في هيوستن، كريستيان أولريتشسن، الأمر بأنه "خطوة رمزية للغاية بعد عزلته" بعد مقتل خاشقجي.
الكشف عن اعتقال سعودي بأمريكا هدد معارضين بالقتل
بوليتيكو: السعودية تلجأ لشركة علاقات عامة لتحسين صورتها
بلومبيرغ: حلم مشروع الصحراء لمحمد بن سلمان يزداد غرابة