تزايد الاهتمام العراقي بالتواجد العسكري التركي على أراضيها، تزامنا مع تنفيذ تركيا لعملية "المخلب-القفل" ضد معاقل تنظيم "بي كي كي"، الذي تضعه أنقرة على قوائم الإرهاب، في مناطق متينا والزاب وأفشين-باسيان شمال العراق.
وازداد هذا الاهتمام عقب قصف استهدف منتجعا سياحيا في إقليم كردستان بشمال البلاد الأربعاء، وأودى بحياة تسعة مدنيين وجرح 23 آخرين، حيث اتهمت سلطات العراق، تركيا بالوقوف وراء العملية، وهو ما نفته تماما أنقرة.
ولاحقا، قررت الحكومة العراقية مساء الأربعاء استدعاء السفير التركي لدى بغداد للاحتجاج على الهجوم، كما القائم بأعمالها من أنقرة "لغرض المشاورة".
وعقب القصف، عقد البرلمان العراقي جلسة استثنائية، كشف خلالها رئيس أركان الجيش الفريق أول قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يار الله، معلومات جديدة عن التواجد العسكري التركي في الأراضي العراقية.
وأشار عبد الأمير رشيد يار الله إلى وجود تبليغ له لعدم ذكر أعداد القوات التركية المتواجدة في العراق، لكنه قال: "سأتحدث بكل صراحة أمام ممثلي الشعب.. هناك خمسة قواعد رئيسة موجودة في شمال العراق للقوات التركية"، مبينا أن القواعد تضم أكثر من أربعة آلاف مقاتل تركي.
وأفاد رئيس أركان الجيش الفريق أول قوات خاصة بوجود حالة ازدياد التوغل التركي واحتلال العديد المناطق، مجددا دعوته إلى إرسال قوات من الجيش والبيشمركة إلى هذه المناطق حتى يجبروا الأتراك على ترك نقاطهم، على حد تعبيره.
وصرح بأن عدد نقاط الجيش التركي في العام 2021 كانت 40 نقطة، وفي بداية 2022 بلغت 90 نقطة، واليوم هناك 100 نقطة داخل أراضي العراق، تبعد مسافات قليلة عن مناطق زاخو والعمادية ودهوك.
وأضاف: "تقوم قوات الجيش والبيشمركة بالسيطرة على هذه المناطق حتى لا نعطي فرصة للأتراك للتقدم أو نشر مدفعية وبالتالي إيقاع الخسائر بالمواطنين".
وتابع عبد الأمير رشيد يار الله، قائلا: "376 كيلومترا تقل أو تكثر تفصل بيننا وبين تركيا ضمن حدود إقليم كردستان، ما معناه نحن كوزارة دفاع ليس لنا السلطة ولا يتواجد أي جندي من جنودنا في هذه المنطقة"، مضيفا أنه "حتى إذا أردنا أن نذهب فيجب أن نأخذ موافقات رسمية حتى نصل".
وبحسب المسؤول العسكري العراقي فإن "القوات الاتحادية لا تتواجد في مناطق إقليم كردستان عدا قوات الحدود فقط، وهي قوات إنذار، وليست قوات مقاتلة، ولا تستطيع حماية نفسها".
وأكد في السياق أنه دائما في الحروب تأخذ القوات المقاتلة مكان قوات الحدود، عندما تشرع القوات المعادية بالهجوم على دولة معينة.
والأحد، أعلنت وزارة الدفاع التركية عن تحييد اثنين من إرهابيي تنظيم "بي كي كي" في منطقة عملية "المخلب-القفل" شمال العراق، حيث قالت في بيان الأحد إن "قواتها حيدت إرهابيين اثنين من بي كي كي إثر رصدهما في منطقة عملية المخلب-القفل".
اقرأ أيضا: مجلس الأمن يناقش الثلاثاء القصف على دهوك العراقية
وأشارت إلى أن الجيش التركي سوف يواصل تدمير أوكار الإرهابيين في المرحلة القادمة أيضًا.
وأطلقت تركيا، منذ 18 نيسان/ أبريل الماضي، عملية "المخلب-القفل" ضد معاقل تنظيم "بي كي كي" الإرهابي في مناطق متينا والزاب وأفشين-باسيان شمال العراق، حيث تتهم أنقرة التنظيم، باستهداف قواتها ومواطنيها.
ما تأثير اتفاق إسطنبول على أسعار القمح العالمية؟
مجلس الأمن يناقش الثلاثاء القصف على دهوك العراقية
قمة ثلاثية بطهران تجمع بوتين ورئيسي وأردوغان الأسبوع المقبل