صحافة دولية

صحف أمريكية: أسلحة الغرب ساعدت على تغيير الموازين بأوكرانيا

مدفع هاوتزر حصلت عليه القوات الأوكرانية من الغرب- القوات الأوكرانية

قالت صحف أمريكية إنه على الرغم من الهجمات العنيفة التي تشنها موسكو والموالون لها، في أوكرانيا، إلا أن الأسلحة الغربية ساعدت كييف على إبطاء تلك الهجمات في دونباس.

وبحسب تقريرين لصحيفة "نيويورك تايمز" و"وول ستريت جورنال" فإن الأوكرانيين يبعثون برسالة إلى العالم مفادها "بإمكاننا الانتصار وإن كانت استراتجيتنا بطيئة، ولكن فقط استمروا في تزويدنا بالسلاح والعتاد".

لكن هذا الأسبوع، حيث تستخدم أنظمة صواريخ بعيدة المدى جديدة لتدمير البنية التحتية الروسية، تحاول أوكرانيا مرة أخرى أن تثبت للعالم أنها قادرة على هزيمة الروس. وذلك من خلال تقديم أدلة ميدانية، كما حدث في الهجوم الأخير على بلدة نوفا كاخوفكا الواقعة على ضفة نهر دنيبرو في جنوب أوكرانيا، عندما دمرت صواريخ هيمارس الأمريكية، مستودع ذخيرة روسياً بشكل كامل.

وقبل عدة أيام، أصاب وابل مدفعي أوكراني جسرًا رئيسيًا على نهر دنيبرو كان نقطة عبور مهمة للإمدادات الروسية، في حين يقول محللون إن الهجوم ينذر ببدء هجوم مضاد في الجنوب بهدف استعادة السيطرة على مدينة خيرسون الرئيسية، وفي هذا الصدد أوضح مسؤولون أوكرانيون، الخميس، أن قواتهم قصفت أكثر من 200 هدف في الجنوب باستخدام صواريخ بعيدة المدى ومدفعية.

من جانبه، قال وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف، في خطاب أمام المجلس الأطلسي يوم الثلاثاء إنه "يمكن هزيمة روسيا بالتأكيد وقد أظهرت أوكرانيا بالفعل كيف يمكن ذلك".

وفي حديثه لصحيفة "نيويورك تايمز"، يقول تاراس شموت، الذي يرأس مجموعة غير حكومية تساعد الجنود الأوكرانيين: "نحن الآن نحقق ما لم نحققه من قبل.. ومع ذلك ليس لدينا عصا سحرية تؤدي إلى تحقيق النصر غدا".

ويبدو أن لدى أوكرانيا استراتيجية ناجحة تتمثل في استخدام أسلحة بعيدة المدى للتخلص من مستودعات الأسلحة ومراكز القيادة الروسية في قطع خطوط الإمداد الروسية وإجبارها على الاعتماد على شاحنات ذات سعة محدودة بدلاً من القطارات لنقل الذخيرة إلى خط المواجهة.

وفي هذا الصدد يرى أستاذ الدراسات الإستراتيجية في جامعة سانت أندروز في اسكتلندا، فيليبس أوبراين، أن هذا يعني أن التعزيزات تصل فقط إلى وحدات مختارة بينما تفشل في الوصول إلى وحدات أخرى، وهي قضية لوجستية تعيق قدرة روسيا على مواصلة القصف المدفعي مما ساهم بشكل فعال في مساعدة القوات الأوكرانية في الاندفاع نحو سيفيرودونتسك.

ولفت أوبراين في تصريحات لـ"وول ستريت جورنال" إلى حدوث تغير ملحوظ في الخطاب الأوكراني في الأيام القليلة الماضية، موضحا: "لقد كان صريحًا بشأن الهجوم المضاد، وهذا لا يعني أنه سيكون سهلاً أو أنهم سينجحون تلقائيًا في ذلك".

 

 

اقرأ أيضا:  بوليتكو: مدير "CIA" يعتقد أن بوتين لن يقبل الهزيمة بسهولة


وأردف: "لكن الاتجاه العام للمناقشة الجارية هو أن القدرة الروسية على المضي قدمًا وصلت إلى حدودها".

وكانت روسيا قد استولت على أجزاء كبيرة من شرق أوكرانيا واحتلت منطقة لوغانسك بأكملها وأجزاء من مناطق دونيتسك وخيرسون.

ولكن بعد الاستيلاء على سيفيرودونتسك وليسيتشانسك هذا الشهر بعد أسابيع من المعارك الضارية للمدينتين، اتخذت القوات الروسية ما وصفه محللون عسكريون بأنه "توقف عملياتي" يهدف إلى إعادة تجميع القوات لشن هجوم متجدد في شرق أوكرانيا، بينما قالت وزارة الدفاع الروسية إنها قررت منح جنودها قسطا من الراحة.

وقبل شهر، بدا أن لروسيا اليد العليا بشكل كبير، لكن الجنود الأوكرانيين خاضوا معارك شرسة ودموية وخسروا في نهاية المطاف معارك شوارع ومبارزات مدفعية لمدينتي سيفيرودونتسك وليسيتشانسك في شرق أوكرانيا، ورافق ذلك تشكيك من بعض المسؤولين الغربيين في الحكمة من نهج الأرض المحروقة، قائلين إن أوكرانيا لا يمكنها الفوز في حرب استنزاف.

وحتى الرئيس فولوديمير زيلينسكي، أقر بالتكلفة الباهظة في محاولة الصمود أمام وطأة الجيش الروسي في المجتمعات المهجورة والمدمرة في الغالب، والتي وصفها بـ"المدن الميتة"، قائلا إن ما بين 60 و100 جندي أوكراني يقضون كل يوم.

وقال قادة أوكرانيون إن بدء مرحلة القتال في المدن أوقع خسائر في صفوف الروس أكثر من الأوكرانيين، إذ شدد وزير الدفاع الأوكراني على أن روسيا خسرت من 9 آلاف إلى 11 ألف جندي في المعارك هناك، وهو ما قال إنه يبرر التكتيكات الأوكرانية.

وتضاءلت حدة القتال في دونباس منذ سقوط سيفيرودونيتسك وانسحب الأوكرانيون من ليسيتشانسك، مما يشير إلى أن الروس كانوا إما يتوقفون مؤقتًا لإعادة التموضع أو أن قدراتهم قد تدهورت بشكل كبير.

وتحول الاهتمام جنوبًا وغربًا إلى المنطقة القريبة من نهر دنيبرو، حيث استخدمت أوكرانيا المدفعية بعيدة المدى التي قدمتها الدول الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة لضرب أهداف أعمق خلف الخطوط الأمامية.

مع تصعيدها للهجمات في الجنوب، تواجه أوكرانيا مأزقا استراتيجيا آخر، وهو كيف يجب أن تستخدم قدراتها الفتاكة الجديدة والاختيار بين تركيز قوتها النارية للدفاع في الشرق أو الهجوم على مدينة خيرسون الجنوبية المحتلة التي يسيطر عليها الروس.