حذر مسؤول
إسرائيلي سابق، من التداعيات الخطيرة لحالة "الضعف
الفلسطيني" (الرسمي) على مستقبل "إسرائيل كدولة يهودية"، والتي يمكن أن تؤدي إلى "نقمة فتاكة" حيال مستقبل "إسرائيل".
وأوضح المدير العام السابق في وزارة الخارجية الإسرائيلية، والباحث الكبير في "معهد سياسة الجمهور اليهودي" (JPPI)، آفي غيل، في مقال له بصحيفة
"معاريف" العبرية بعنوان "خلف الضعف الفلسطيني توجد لعنة قاتلة: نهاية دولة إسرائيل كدولة يهودية"، أن "الواقع السياسي يكشف عن تناقض مشوق؛ ففي النقمة تكمن بركة وفي البركة تختبئ مصيبة، هكذا مثلا، القوة الإيرانية، التي تخشاها إسرائيل، هي تخدم مصلحتنا في تعميق علاقاتنا مع العالم العربي".
وبالتوازي، "الضعف الفلسطيني، الذي يباركه الكثير من الإسرائيليين، يطرح علامة استفهام على الطابع اليهودي لإسرائيل".
ورأى أن "التعب من المسألة الفلسطينية يغذيه عجز الفلسطينيين؛ انقسام بين الضفة الغربية وغزة، خصومة بين فتح وحماس، فساد مستشر في القيادة (السلطة)؛ كل هذا يبعد عن الفلسطينيين أفضل أصدقائهم، ويساعد أيضا على تآكل معسكر السلام الإسرائيلي".
وبالفعل، "كل مصافحة من زعيم إسرائيلي لزعيم عربي (تطبيع)، وكل طائرة إسرائيلية تجتاز سماء السعودية، تجسد للجمهور الإسرائيلي صحة مزاعم اليمين؛ بأن إضعاف الفلسطينيين سيسمح بصنع السلام مع العالم العربي دون تنازل عن أي مناطق"، بحسب غيل الذي تساءل: "أهذا سبب للاحتفال؟ تماما لا".
ولفت إلى أنه "برعاية الجمود السياسي في المحور الإسرائيلي – الفلسطيني، تتواصل بمثابرة مسيرة الاستيطان، ومعها يتبدد أيضا الاحتمال للفصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، مضيفا: "المتنافسون في انتخابات
الكنيست القادمة، لن يتطوعوا لشرح كيف برأيهم سيعالجون التهديد الأهم الذي تقف أمامه إسرائيل، وهو فقدان جوهرها كدولة يهودية".
ورأى الباحث، أن "صورة الوضع الديمغرافي في
القدس؛ هي الأكثر تعبيرا للواقع ثنائي القومية الذي يهدد إسرائيل، وهذا الواقع كفيل بأن يصفع إسرائيل في اليوم الذي يقرر فيه العرب في القدس المشاركة في الانتخابات البلدية"، منوها أن منع السلطة للفلسطينيين في القدس من المشاركة في تلك الانتخابات لأن السلطة "ترى في ذلك منح شرعية للاحتلال الإسرائيلي، لكن هذا المنطق الوطني يوشك على التآكل كلما انطفأت الإمكانية العملية لتقسيم البلاد، وكلما تعمق الضعف الفلسطيني (الرسمي)".
وذكر أن استطلاعا للرأي نظمه معهد واشنطن مؤخرا، زعم أن هناك ارتفاعا في رغبة الفلسطينيين المقيمين شرقي مدينة القدس المحتلة في الحصول على "الجنسية الإسرائيلية"؛ وأظهر الاستطلاع المزعوم، أن 48 في المئة يفضلون الجنسية المذكورة مقابل 20 في المئة عام 2020.
وقال المسؤول: "بشكل متناقض، ميول الاعتدال التي تنشأ عن الاستطلاع يجب أن تشعل ضوء تحذير؛ فهي تؤشر إلى أن مسألة مشاركة العرب من سكان القدس في الانتخابات البلدية، هي مسألة وقت فقط؛ آجلا أم عاجلا سيتحررون من عوائق الماضي وسيحققون حقهم القانوني".
ورأى أن "الترجمة السياسية للضعف الفلسطيني، لن ينحصر في القدس، فتجربة القدس ستجسد للفلسطينيين في المناطق بأنه يوجد بديل لحل الدولتين؛ حل الدولة الواحدة، وعندما يقرر الفلسطينيون السير في طريق إخوانهم في القدس، فمن في العالم سيقف إلى جانب إسرائيل في حال ما أصرت على حرمانهم من حقهم في التصويت للكنيست".
وتابع: "إسرائيل ستصبح دولة ثنائية القومية والرموز اليهودية؛ "هتكفا"، العلم، الأعياد، ستفقد مكانتها"، مشيرا إلى أن "الكثير من الإسرائيليين يعتبرون أن الضعف الفلسطيني، هو مسيرة مباركة، غير أن دهاء التاريخ من شأنه أن يثبت بأن في البركة تختفي نقمة فتاكة؛ وهي نهاية إسرائيل كدولة يهودية".