وصفت مخرجة فيلم "فرحة" فيلمها، بأنه "طرح مختلف" للنكبة الفلسطينية، مشيرة إلى أن النكبة مهمشة في السينما.
وكانت المخرجة دارين سلّام تتحدث لـ"عربي21" على هامش العرض الأول لفيلمها في بريطانيا. وعُرض الفيلم الجمعة في معهد الفن المعاصر في لندن، في افتتاح مهرجان سفر السينمائي للأفلام العربية لسنة 2022، الذي ينظمه المركز العربي البريطاني.
وفيلم فرحة هو فيلم روائي طويل (92 دقيقة)، يتكلم عن قصة بنت فلسطينية عمرها 14، كانت تعيش في قرية في فلسطين سنة 1948. و"في الوقت الذي كانت تحلم فيه بأن تحصل على التعليم في المدينة؛ لأن المدرسة في قريتها فقط للأولاد، وفي والوقت الذي تقترب فيه من تحقيق حلمها، يأتي الاجتياح لقريتها.. وأبوها خوفا على حياتها، يضطر لحبسها في بيت المونة ليحمي حياتها أو ليحميها. وعند هذه النقطة، يتحول حلم فرح من أن تتعلم إلى أن تحمي حياتها أو تخرج من هذه الغرفة".
وتقول سلّام: "النكبة نوعا ما مهمشة في السينما الغربية ولم يتم الحديث عنها كثيرا.. بالنسبة لي أحسست أن هذا الطرح مختلف في "فرحة"؛ لأننا لا نتكلم عن أحداث أو أمور سياسية بقدر الحديث عن قصة شخصية في رحلة بلوغ لطفلة، وكيف أنها تتحول من طفلة لامرأة في هذه الأيام القليلة بعد اجتياح قريتها من الهاغاناة".
اقرأ أيضا: المسرح.. أحد دعائم الهوية الفلسطينية
وعبّرت المخرجة عن تأثرها بـ"ردة فعل الناس" في الغرب، ووصفتها بأنها "مشجعة كثيرا.. وفي كل مرة أعود للتفاعل مع الناس، هم يؤثّرون عليّ.. أكون قادمة لكي أؤثر عليهم بالفيلم أو أتمنى أن يتأثروا بالفيلم، فأجدهم هم يؤثرون علي بردود فعلهم وكلامهم الجميل عن الفيلم"، بحسب تعبيرها.
والفيلم الذي كتبت نصه سلّام أيضا، مستوحى من قصة حقيقية حدثت خلال النكبة الفلسطينية عام 1948، وقد سمعتها المخرجة من أمها التي التقت بصاحبة القصة في مخيمات اللجوء في سوريا. وتم تصوير الفيلم في الأردن عام 2019.
وكان العرض العالمي الأول للفيلم في مهرجان تورنتو بكندا العام الماضي، ثم عُرض في عدة دول في أوروبا، وصولا إلى بريطانيا.
وقد فاز الفيلم بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان مالمو للسينما العربية في السويد في نسخته الثانية عشرة، كما حصل على عدد من الجوائز العربية والدولية، ومنها جائزة أفضل فيلم أورو- متوسطي يتناول قضايا المرأة بمهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة في مصر هذا العام، وجائزة تقديرية من لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بالسعودية العام الماضي.
وكانت سلّام قد قالت في تصريحات سابقة؛ إن الفيلم أغضب إسرائيل؛ لأنه يخاطب المشاهد الغربي واستطاع التأثير فيه، بعكس أفلام النكبة الأخرى التي تخاطب الإنسان العربي.
اقرأ أيضا: متحف الشعب الفلسطيني في واشنطن.. توثيق للهوية الوطنية
انطلاق أول مهرجان للسينما الأوروبية في السعودية
الدورة الخامسة لمهرجان السينما الوثائقية المتوسطية الوثائقية