تناول عدد من الباحثين في الشؤون الاستخبارية
والحركات "الجهادية"، خلال منتدى عقده معهد واشنطن، لدراسة تطورات هذه
الحركات على مستوى العالم، واستعرض ما يجري مع تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة وهيئة
تحرير الشام في سوريا.
وأوضح المعهد في تقرير نشره، أن تنظيم
القاعدة لم يتبق فيه سوى عدد قليل من أعضاء القيادة القديمة، ولا يزال أيمن الظواهري، خليفة أسامة بن لادن
كـ"أمير" للتنظيم، متواجدا في جنوب سيا وظهر عدة مرات في مصادر إعلامية
عام 2021.
ويقبع في إيران كل من
سيف العدل، نائب أمير الجماعة، وعبد الرحمن المغربي، مديرها الإعلامي. ويواصل
هؤلاء وغيرهم من القادة إظهار الوحدة التي يتسم بها هيكل القيادة في تنظيم القاعدة،
من خلال استخدام وسائل الإعلام والدعاية، ما يزيد من قوة التجنيد التي تتمتع بها
الجماعة ويحافظ على صورتها.
ويتعاون كبار القادة
أيضا بحسب المعهد، مع زعماء إقليميين جدد لا تعرف أسماؤهم جيدا ولكنهم يتمتعون
بسلطة كبيرة ضمن التسلسل الهرمي المركزي في التنظيم.
وقال الباحثون إن هذه الهيكلية تسمح بصمود
التنظيم أمام التحديات المختلفة، ففي حين تحقق بعض الفروع الأقوى في الصومال، إلا
أنها تعوض عن الخسائر الكبيرة التي تلحق به في حلقات أضعف بسوريا واليمن وجنوب شرق
آسيا.
ويواصل قادة تنظيم
القاعدة أيضا إشادتهم بقيادة حركة طالبان وهم مهتمون بشدة بالحفاظ على ملاذ آمن في
أفغانستان. حتى إن تنظيم القاعدة صرح علنا بأنه لن يشن هجمات من داخل حدود البلاد،
من أجل الحفاظ على هذه العلاقة وتجنب النزاع مع الحكومة الجديدة.
أما على صعيد هيئة تحرير الشام المتمركزة في
إدلب بسوريا، فتوفر وفقا للباحثين عدسة جيدة "للرؤية من خلالها على المستقبل
المحتمل للمنظمات الجهادية".
اقرأ أيضا: قتيلان وجرحى في هجوم على معبد للسيخ بكابول
ففي حزيران/ يونيو
2018، بدأ قائد الهيئة أبو محمد الجولاني حملة عامة للتواصل مع المجتمعات المحلية
في إدلب. ومنذ ذلك الحين، تحولت من منظمة جهادية بحتة إلى هيكل حكم أولي يسيطر
بنشاط على الأراضي ويحافظ عليها من أجل الاحتفاظ بالسلطة السياسية.
وعلى هذا النحو، وسعت
هيئة تحرير الشام حملات الدعوة التي أطلقتها في المنطقة، ما يعني التواصل على
مستوى القاعدة الشعبية وتوفير الخدمات للسكان المحليين. وربما تكون قطعت شوطا
بعيدا في الانتقال من النزعة الجهادية السلفية التي تهيمن عليها النظرة الدينية
إلى النزعة التي تتخذ اتجاها سياسيا أكبر وبالتالي، "لم يعد الجولاني زعيما
لجماعة إرهابية أو فصيلا متمردا فحسب، بل أصبح رئيسا لنظام حكم غير مكتمل أيضا".
ولفت المعهد إلى أن نهج جبهة النصرة، شمل
التواصل مع الولايات المتحدة، ونقلت عن جيمس جيفري، المبعوث الخاص السابق لواشنطن في كل من عملية التدخل في سوريا
و"التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة، أن هيئة تحرير الشام استخدمت
الاتصالات السرية من أجل بعث الرسالة التالية إلى المسؤولين الأمريكيين:
"نريد أن نكون أصدقاءكم.. نحن لسنا إرهابيين.. نحارب الأسد فقط ولا نشكل
تهديدا لكم".
ويمكن لهذه التغييرات
وغيرها أن تمهد الطريق لتعديل واقع تصنيف هذه الجماعة كتنظيم إرهابي بموجب
القانونين الأمريكي والدولي. إلا أن هذه الخطوة لن تتحقق على الأرجح على المدى
القريب بالنظر إلى أن هيئة تحرير الشام ما زالت تستوفي الشروط القانونية التي
تستدعي تصنيفها كإرهابية.
ورأت أنه يمكن للحكومة
الأمريكية التفكير في استخدام اتصالاتها السرية مع تركيا لإشراك هيئة تحرير الشام
في القضايا الأمنية والإنسانية على افتراض أن الجماعة تفي بالشروط الرئيسية مثل
تحسين وضعها في مجال حقوق الإنسان وفتح انتخابات مجالس الشورى المحلية لجميع
السكان، بما في ذلك النساء.
وعلى صعيد تنظيم الدولة، أشار أحدث تقييم سنوي للتهديدات أجراه مجتمع
الاستخبارات الأمريكية، إلى أن المنظمات الجهادية تمثل تهديداً مستمراً في الشرق
الأوسط وحول العالم، مع أن الضغط المتواصل لمكافحة الإرهاب قد أضعف قدرات الهجوم
الخارجية لتنظيم الدولة، في ظل سعيه لتوجيه ضربات للولايات المتحدة.
قصص مأساوية لأسر أفغانية بعد الإجلاء.. هل خذلتهم أمريكا؟
WSJ: المسؤولون السابقون بأفغانستان يعيشون حياة الرفاهية
NYT: تقرير أمريكي يكشف الفشل بتقدير الضحايا المدنيين باليمن