نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريرا قالت فيه إن العديد من لاعبي كرة القدم أثاروا مؤخرًا احتجاجات على الأجندة المكثفة للمباريات، والتي يدفعون صحتهم ثمنًا لها، ولكنهم لا يزالون يكافحون من أجل الاستماع لمعاناتهم.
وقالت الصحيفة - في تقريرها الذي ترجمته "عربي21" إن الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين "فيف.برو"، قد نشر في 27 أيار/مايو الماضي دراسة نبّهت إلى الآثار الضارة للحِمْل الزائد الذي تفرضه البرمجة الحالية للمباريات على اللاعبين.
وأفادت الصحيفة بأن الدراسة شملت 1000 لاعب يعانون من الإيقاع المكثف للمباريات وقصر فترات الراحة. ففي موسم 2020/2019؛ خاض اللاعب لوكا مودريتش - على سبيل المثال - 63 مباراة منها 24 مقابلة متتالية دون الحصول على أربعة أيام راحة وهو الحدّ الموصى به؛ كما خاض صانع ألعاب ريال مدريد 61 مواجهة في الموسم المنقضي.
وأشارت الصحيفة إلى أن 41 بالمئة من اللاعبين، ومنذ سنة 2018، خاضوا عشر مباريات متتالية مرة واحدة على الأقل دون الاستفادة من راحة لأكثر من أربعة أيام بين كل مباراة، بالإضافة إلى أن ثلثهم لم يحصلوا سوى على أسبوعين من الإجازة الموسمية في 2020 و2021؛ ويزعم 54 بالمئة منهم أنهم تعرضوا للإصابة بسبب هذه المعدلات المكثفة للمباريات.
هل هو كفاح ضروري أحيانًا؟
وأضافت الصحيفة أن البطولة الجديدة للمنتخبات "دوري الأمم"، ومن خلال فرض أربع مباريات دولية مرهقة في نهاية الموسم؛ جاءت لتؤكد المنافسة السخيفة التي تشارك فيها الاتحادات الوطنية والاتحاد الأوروبي لكرة القدم والفيفا في حشو الرزنامة بالمسابقات.
كما ذكرت الصحيفة أن دوري أبطال أوروبا بعد التعديلات الجديدة سيشهد بدءًا من 2024، 189 مباراة مقابل 125 حاليًا؛ وفي حالة تأثر أفضل اللاعبين بذلك وتعرضوا لإصابات، فإن بريق هذه البطولة سيخفت، ولكن يبدو أن المنظمين غير آبهين بذلك.
ونوّهت الصحيفة بأن العديد من لاعبي كرة القدم دعموا مطالب الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين الساعية إلى فرض قواعد أكثر صرامة من حيث العدد الأقصى من المباريات في كل موسم، وكذلك فترات الراحة الإلزامية.
وبالمقابل، أوردت الصحيفة أن هناك لاعبين آخرين لم يبدوا أي اعتراض؛ بل على العكس من ذلك فقد أبدوا افتخارهم وتباهيهم بما اعتبروه كفاحًا مسليًّا، وفي هذا الصدد؛ قال اللاعب الإنجليزي السابق ستيفن جيرارد: أجريت ست عشرة عملية جراحية، وأجد صعوبة في الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، لكن هذا هو الثمن الذي يجب دفعه لكسب لقمة العيش في كرة القدم الإنجليزية.
وبدوره اللاعب زلاتان إبراهيموفيتش، في أعقاب احتفالات ميلان بلقب الدوري الإيطالي في 26 أيار/مايو الماضي، عبّر عن شعوره بالفخر لأنه لعب لمدة ستة أشهر كاملة وركبته مصابة بتمزق في الرباط المتعامد.
ثمن الألم
وبينت الصحيفة أن اللعب تحت طائلة الإصابة، هو تمامًا ما حدث مع لاعب التنس الإسباني رافاييل نادال في بطولة رولان غاروس 2022؛ حيث استخدم حقنًا للتخدير الموضعي في قدمه المصابة ليتمكّن من اللعب، وهو الأمر الذي أعاد إثارة الخلافات القديمة حول حدود المنشطات ومدى نجاعة الطب الرياضي.
وبحسب الصحيفة؛ فإن الشهرة والثروة أصبحتا تبرّران التضحية بأجساد الرياضيين وتحمّلهم أعباءَ العمل الثقيلة والرحلات الطويلة والألم المستمر والتدخلات الطبية؛ ويضاف إلى ذلك الأضرار النفسية والأمراض العصبية التي يتعرض لها الرياضيون في بعض الاختصاصات.
ومع ذلك؛ ترى الصحيفة أن هذا هو الثمن الذي يجب دفعه مقابل هذه المهنة، فأحيانًا يُدفع لهم الكثير من المال، على الأقل بالنسبة لأقلية منهم؛ ففي كرة القدم مثلاً، اللاعبون الأكثر لعبًا للمباريات هم أولئك الذين يلعبون في كل من أندية النخبة والمنتخب الوطني وهم أيضًا الأعلى أجرًا، ولذلك يجب عليهم أن يتقاضوا أجرة الألم دون إبداء التذمر والشكوى من المصير الذي يحسدون عليه، وألّا ينسوا العمال الآخرين، الذين يعانون أيضًا من أمراض مرتبطة بالعمل، ويتقاعدون بعد ثلاثين عامًا بثروة ضئيلة جدًا.
وختمت الصحيفة بالقول إن الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين "فيف.برو"، أثار "قضية جوهرية" تتعلق بالضغوط التي تمارس على صحة اللاعبين وتكشف عن أزمة تسيير للرياضة؛ و"نموذجًا" تجاوزه الزمن يعتبر اللاعبين عبارة عن موارد، غير أنه في الواقع لا شيء من هذا النموذج تجاوزه الزمن، على العكس لا يزال ساري المفعول بالكامل.
بنزيما يحصد جائزة جديدة مع الفريق الملكي
هالاند يودع رفاقه في دورتموند بعشرات "الساعات الثمينة"
"فيفا" يختار لأول مرة حكمات لقيادة مباريات مونديال قطر