صحافة دولية

WSJ: استقالات كثيرة في نيوم بسبب مصاعب وعمليات تحرش

مصاعب كبيرة يواجهها العاملون في المنطقة تسببت في تركهم أعمالهم- جيتي
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن استقالات كبيرة في صفوف موظفي مشروع "نيوم" بالسعودية، بسبب ظروف العمل غير المريحة، وحالات تحرش جنسي من كبار المدراء بحق موظفات.

ونقلت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21" حادثة على لسان موظفين سابقين وحاليين، أنه، في عام 2020، وبعد أن ألغت شركتان متخصصتان في ألعاب الفيديو رعايتهما للمشروع، بسبب السجل الحقوقي للمملكة، اجتمع رئيس المشروع، نظمي النصر، مع فريق الاتصالات وسألهم عن سبب عدم تحذيرهم له بأن ذلك قد يحصل.

ونقلت على لسان "مصادر" على اطلاع مباشر على الاجتماع أن رئيس المشروع، قال للموظفين: "إن لم تخبروني من المسؤول.. فسآخذ المسدس من تحت مكتبي وأطلق النار عليكم".

وفي ما يلي النص الكامل للترجمة:

في صيف سنة 2020، ألغت شركتا ألعاب فيديو صفقات رعاية مع مدينة نيوم المستقبلية في السعودية بعد شكاوى المعجبين بشأن سجل حقوق الإنسان في البلاد. وعلى خلفية ذلك، دعا الرئيس التنفيذي لمشروع مدينة نيوم نظمي النصر فريق الاتصالات الخاص به إلى اجتماع طارئ في عطلة نهاية الأسبوع وسأل عن سبب عدم تحذيره من إمكانية حدوث ذلك.

ووفقًا لأشخاص على دراية مباشرة بالاجتماع، قال النصر: "إذا لم تخبروني من المسؤول، فسوف آخذ مسدسًا من تحت مكتبي وأطلق النار عليكم". وفي وقت لاحق، قام بعض الزملاء بمواساة موظفةٍ انهارت باكية حسب أقوالهم. ومنذ ذلك الحين، استقال معظم الموظفين الذين حضروا ذلك الاجتماع من العمل مع نيوم كجزء من هجرة جماعية للموظفين الأجانب، وذلك وفقًا للموظفين الحاليين والسابقين.

تعتبر مدينة "نيوم" المستقبلية أكثر المشاريع طموحًا بالنسبة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وهو عبارة عن مجموعة من المجتمعات المستقبلية التي تحركها التكنولوجيا مع قوانينها الخاصة عبر منطقة بحجم ولاية ماساتشوستس، ويحلم الشاب البالغ من العمر 36 سنة أن تتميز يومًا ما بالسيارات الطائرة والديناصورات الروبوتية وقمر اصطناعي عملاق.

إن هذا المشروع جزء من خطة تهدف لجعل المملكة الصحراوية أقل اعتمادًا على عائدات النفط وذلك بمساعدة أفضل وألمع المهندسين والمعماريين والمديرين التنفيذيين والمخططين الحضاريين في العالم. استقدمت المملكة عشرات الآلاف من الأجانب ذوي الياقات البيضاء للعمل في مبادرات بمليارات الدولارات تم إطلاقها في السنوات الأخيرة في عهد الأمير محمد لإنشاء مدن وصناعات جديدة. وتشمل هذه الخطة خمسة مشاريع ضخمة مثل نيوم وعشرات مشاريع التطوير العقاري الأصغر حجمًا والشركات الجديدة.

قرر الكثير من الموظفين المغتربين في السعودية مغادرة البلاد الآن تاركين خلفهم ثقافة إدارية يقول المديرون التنفيذيون السابقون إنها في أسوأ الحالات تستخف بالمغتربين ومطالبها غير واقعية وتغض الطرف عن العنصرية والتمييز في المعاملة.

تم دمج مشروعين عملاقين مؤخرًا، بينما فقدت ثلاثة مشاريع رؤساءها التنفيذيين الأجانب لتُسلَّم جميعها للإدارة العليا. كما غادر مديران تنفيذيان أمريكيان دائرة مالية قيد الإنشاء بقيمة 10 مليارات دولار في العاصمة الرياض وشركة تطوير تضم 50 مركزًا ترفيهيًا. ولم يتجاوب أي منهما لطلبات التعليق.

ويعد مشروع نيوم أفضل مثال على تضارب ثقافات الشراكات. يقول موظفون حاليون وسابقون إن الرجل الذي اختاره الأمير محمد لقيادة نيوم غالبًا ما يوبخ ويخيف موظفيه. تحت قيادة نظمي النصر، فقدت نيوم العشرات من المديرين التنفيذيين الوافدين من قوتها العاملة التي يبلغ قوامها 1500 فرد. استقال الكثير منهم أو طُردوا من العمل منذ أن تم استقطابهم من شركات مثل "والت ديزني" و"سيمنز إيه جي" و"ماريوت الدولية". وذكر موظفون سابقون أن بعضهم ضحوا بعقود تزيد قيمتها عن 500 ألف دولار سنويًا بدلاً من العمل في عهد نظمي النصر.

قدّم أندرو ويرث، الرئيس التنفيذي السابق لمنتجع "باليساديس تاهو للتزلج"، في صيف سنة 2020 استقالته من المنصب الأعلى في منتجع جبلي مخطط له في نيوم، مشيرًا في خطاب استقالته الذي اطلعت عليه صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن قيادة نظمي النصر كانت "تشمل باستمرار الاستنقاص ونوبات غضب غير ملائمة مهنيًا".

رفضت إدارة نيوم إتاحة التواصل مع نظمي النصر سواء لإجراء مقابلة معه أو الإجابة على أسئلة محددة لهذا المقال. ولم ترد الحكومة السعودية على طلبات التعليق.

في بيان مكتوب، قالت إدارة نيوم إنها تمثل "نطاقًا وطموحًا لم يشهده العالم من قبل" وأنها مستمرة في الاحتفاظ بالمواهب واستقطابها، مؤكدة أن "الموظفين متحمسون لما يفعلونه وملتزمون بشدة بالارتقاء إلى رؤية نيوم وتحقيقها". في المقابل، يقول الأشخاص الذين عملوا مع النصر إنه ملتزم برؤية ولي العهد ويعمل على تسليم المشروع البالغ تكلفته 500 مليار دولار بأي ثمن.

 

اقرأ أيضا: WP: ابن سلمان قد يأخذ ما يريده من بايدن خلال زيارة السعودية


في مؤتمر عُقد في تشرين الثاني/ نوفمبر حول بناء نيوم قبل سنة 2030، وهو التاريخ الذي تم تحديده من قبل ابن سلمان باعتباره ذروة التحول الاقتصادي، قال نظمي النصر: "نحن في سباق مع الوقت. إنها مهمة شاقة للغاية على الجميع".

يقول الموظفون الحاليون والسابقون إن سرعة تغيير الموظفين أدت إلى تباطؤ المشروع. بدأت نيوم الآن فقط في وضع حجر الأساس بعد أكثر من خمس سنوات من التخطيط والعديد من الخطط الرئيسية.

وحسب ما أفاد به متحدث باسم صندوق الاستثمارات العامة، وهو صندوق الثروة السيادية الذي يشرف على المبادرات، فإن لديهم قوة عاملة دولية متنوعة ومتنامية عبر أكثر من 100 مشروع وشركة تابعة. وأضاف: "لقد شهدنا تقدمًا واضحًا وملموسًا في المشاريع، بما في ذلك بناء مجتمعات سكنية جديدة ذات مستوى عالمي، ومشاريع تطوير ترفيهية وسياحية".

بالنسبة للعديد من الأجانب، تمثل المشاريع السعودية فرصة فريدة لإنشاء صناعة أو شركة من الصفر. قال بيتر تيريوم، الرئيس التنفيذي السابق لشركة الطاقة الألمانية "آر دبليو إي إيه جي" ورئيس قطاعات الطاقة والمياه والغذاء في نيوم، في فيديو ترويجي: "عندما عرفت نيوم لأول مرة، ورأيت فرصة ليس للترميم أو إعادة البناء، وإنما لابتكار شيء جديد تمامًا.. كانت تلك فرصة رائعة".

قال بعض المدراء التنفيذيين الغربيين السابقين الذين عملوا في المشاريع العملاقة إن المدراء التنفيذيين السعوديين يمكن أن يكونوا عدوانيين ووقحين، ولكنهم في كثير من الأحيان ليسوا غير منطقيين، ويمكن للعديد من المغتربين أن يزدهروا. وأضاف هؤلاء التنفيذيون أن العديد من السعوديين، مثل نظمي النصر اكتسبوا ثقة ولي العهد وهم حريصون على إثبات قدرتهم على المساعدة في تنفيذ المشاريع التي تلبي أهدافه الطموحة.

يقول أولئك الذين يلقون اللوم على ثقافة العمل في المشاريع الجديدة إن الخلل يبدأ من القمة مع الأمير محمد، نجل الملك سلمان البالغ من العمر 86 سنة والحاكم الفعلي للبلاد. يؤكد بعض المديرين التنفيذيين السابقين أن مطالبه غير واقعية وغالبًا ما يغير رأيه. وأضاف هؤلاء التنفيذيون أن سجن رجال أعمال سعوديين وأفراد من العائلة المالكة بتهمة الفساد - فضلاً عن قمع المعارضين السياسيين - خلق حالة من عدم الارتياح وثقافة الخوف بين بعض المساعدين الذين ينفذون المشاريع.

أورد أنتوني هاريس، المدير السابق للابتكار في فريق التعليم في نيوم: "نظمي يأخذ أوامر من رئيسه، وكل شخص آخر في نيوم يأخذ أوامره من نظمي". استقال مستشار التعليم والمحاضر السابق في جامعة كيب تاون في أيار/ مايو من السنة الماضية بعد سنة من العمل على المشروع، موضحًا: "لقد جعلوني أشعر أنني بلا قيمة على الإطلاق، على الرغم من الراتب الكبير الذي يدفعونه".

في اجتماع آخر، قال النصر لأحد المديرين التنفيذيين أن يذهب إلى الصحراء ليموت حتى يتمكن من التبول على قبره، وذلك وفقًا لأشخاص عملوا مباشرة مع النصر. وقال النصر في اجتماع آخر، حسب تسجيل سمعته الصحيفة: "أنا أقود كل شخص منكم مثل العبد. عندما يسقط ميتا، أحتفل. هذه هي الطريقة التي أعمل بها في مشاريعي".

قال جوزيف رايت، المدير السابق لأمن تكنولوجيا المعلومات الذي غادر نيوم في نيسان/ أبريل من سنة 2021، إن أسلوب النصر في القيادة يعود إلى الإدارة العليا. ففي سنة 2020، تأخر أعضاء فريقه في الإبلاغ عن التهديدات الأمنية في نيوم وتم توبيخهم في مكالمة جماعية من قبل رئيس العمليات سيمون آينسلي، الذي صرخ عليهم بسبب التأخير، على حد قول رايت. وتذكر بعد ذلك إضافة آينسلي قول: "هذه هي الطريقة التي يعاملني بها نظمي - أنا فقط أنقلها إليكم".

أشار مسؤول سعودي كبير لم يكن يتحدث نيابة عن الحكومة إلى أن الأمير محمد وديوانه الملكي على دراية بأسلوب إدارة نظمي النصر وبمعدل الأعمال المرتفع في نيوم: "لكن يبدو أنهم يؤمنون بنجاعة هذا الأسلوب".

وقد رفض آينسلي، وهو أجنبي من المملكة المتحدة كان قد غادر المشروع في شباط/ فبراير، التعليق. وقالت إدارة "نيوم" في بيانها إن "الموظفين يشاركون تحديدا لأنهم من أولئك الأفراد الذين يفكرون خارج الصندوق".

وفقا لموظفين حاليين وسابقين في "نيوم"، أثار النصر إعجاب الأمير محمد بعمله السابق في شركة النفط العملاقة أرامكو وتطويره لمجمع جامعي على البحر الأحمر. وحسب صحيفة "عرب نيوز" السعودية، فقد قام النصر في أرامكو، وهي شركة ذات قوة عاملة أجنبية كبيرة، بإدارة برنامج التوسع منذ سنة 1991 لأكبر حقل نفط في المملكة العربية السعودية، مما ضمن قدرتها على سد فجوة الإنتاج التي خلفها فقدان إنتاج النفط من العراق والكويت خلال حرب الخليج الأولى.

في سنة 2009، وصفت مجلة "ميدل إيست إيكونوميك دايجست" التي تتخذ من دبي مقرا لها، في افتتاحيتها بناء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا لمدة ثلاث سنوات تحت إشراف النصر بأنه "إنجاز دولي". وقد تضمن المشروع شركات عالمية ساعدت في بناء 3000 وحدة سكنية وتسع مدارس ومرافق ترفيهية وعيادة طبية وملعب للغولف.

وفي نيوم، خلف نظمي النصر كلاوس كلاينفيلد، الرئيس التنفيذي السابق لشركة آركونيك. وقد قال هؤلاء الأشخاص إنه تولى منصب سلفه وجعله أكبر، وقام بتسريح العشرات من كبار موظفي كلاينفيلد، بينما نقل سلفه الذي تولى لفترة وجيزة منصب مستشار والذي لم يستجب لطلبات التعليق، إلى غرفة أصغر في مكتب في الرياض.

إلى جانب نيوم ومنتجعين يتم بناؤهما على البحر الأحمر، تخطط المملكة العربية السعودية لبناء مرافق للاستجمام والترفيه في وسط العاصمة، وإعادة بناء جدة - ثاني أكبر مدينة في البلاد. وقد أنشأ صندوق الاستثمارات العامة شركة تطوير عقاري سكنية ومشغل هليكوبتر وشركة أمنية ومستثمرا في مسابقات ألعاب الفيديو وشركة للاستثمار في ملاعب الغولف. وقال المتحدث باسم صندوق الاستثمارات العامة إن جهود الصندوق في السنوات الأربع الماضية خلقت نصف مليون موطن شغل في السعودية.

تتطلب كل هذه المشاريع تدفق الأجانب لأنها تشمل صناعات مثل السياحة والترفيه والتكنولوجيا التي كانت غير موجودة إلى حد كبير في مجتمع بُني سابقًا حول القيود المحافظة. ومع أن الأمير محمد يريد توظيف السعوديين، إلا أن قلة قليلة من السكان المحليين لديهم الخبرة في هذه المجالات.

على حد قول موظفين سابقين، فإن الإغلاق الذي تسببت فيه جائحة كوفيد-19 في سنة 2020، دفع النصر إلى التهديد بتعويض الموظفين العالقين في الخارج إذا لم يعودوا إلى المملكة العربية السعودية. وأفاد موظفون سابقون بأن البعض، بما في ذلك مديرو التسويق والعلامات التجارية للمشروع آنذاك، لم يعودوا أبدا.

وفقا للأشخاص الحاضرين في اجتماع افتراضي مفتوح مع موظفي نيوم في صيف 2020، انتقد النصر الموظفين لتسببهم في تأخير مشروع "نيوم" عن الجدول الزمني، وقد طلب منهم أن يقدموا له أسماء الموظفين الذين كانوا يبطئون تقدم العمل.

شارك المسؤولون التنفيذيون على مجموعة واتسآب صورًا لكتاب إدارة الأعمال الذي قالوا مازحين إن النصر قد قرأه بعنوان "أسرار نصر أتيلا الهوني، زعيم القرن الخامس المخيف".

كافح المصممون في نيوم، وهي كلمة يونانية يعني نصفها الأول "جديد" بينما تمثل "الميم" الحرف الأول من كملة "مستقبل" بالعربية، لتحقيق أهداف ولي العهد التي يعتبرها العديد من الموظفين السابقين غير واقعية، مشيرين إلى عناصر مثل "ذا لاين"، وهي مدينة خطية يبلغ طولها 55 ميلاً متصلة بواسطة قطار فائق السرعة بدون سيارات سبق أن أعلن عنها الأمير محمد في مقطع فيديو في كانون الثاني/ يناير من السنة الماضية.

وفقا لعرض تقديمي اطلعت عليه الصحيفة، فقد تطورت هذه الفكرة منذ ذلك الحين إلى خطة لبناء هياكل مزدوجة معكوسة على طول المدينة بأكملها مع قمم يصل طولها إلى 1600 قدم عن سطح الأرض، أي أكثر من ارتفاع مبنى إمباير ستيت، من شأنها أن تضم ما يصل إلى مليون شخص.

واجه الاقتراح معارضة موظفي نيوم في التعليقات، حيث قال أحد التعليقات تحت عنوان الشواغل الرئيسية: "ستكون التكلفة هائلة". في حين قال آخر "من المحتمل أن يتسبب السطح العاكس الكبير لجدران الهيكل في خسائر فادحة في أعداد الطيور" مشيرًا إلى أن نيوم في طريق هجرة الطيور.

تقول إدارة نيوم في مقاطع الفيديو التسويقية إنها "مُسرِّع للتقدم البشري"؛ فهي تريد إنشاء مجتمع أكثر ليبرالية مما هو عليه في بقية المملكة العربية السعودية. ويتوقع الموظفون أنها ستسمح ببيع الكحول، والاختلاط بحرية بين النساء والرجال. وتشير بعض الحوادث، في الموقع نفسه، إلى صعوبة تنفيذ هذه الرؤية - مما يعكس التحديات الأوسع التي واجهتها المملكة العربية السعودية في الحد من ثقافتها المحافظة.

قال أشخاص مطلعون على مكان الإقامة، إن الموظفات السعوديات طالبن بحمام سباحة منفصل وصالة ألعاب رياضية في المخيم، وقد وقع نقل بعض الموظفين الذكور إلى ملحق مخصص للرجال فقط في مكان آخر لفترة قصيرة. ووفقا لإرشادات المجتمع التي تراها الصحيفة، يُحظر الرجال والنساء من دخول مقصورات بعضهم البعض.

في مقابلة نُشرت في 10 أيار/ مايو في صحيفة أبوظبي، قال رئيس السياحة في نيوم أندرو ماكيفوي إن قوانين المشروع ستلائم "طموحات أولئك الذين نحاول استقطابهم للعمل والعيش هنا وأن خيار بيع الكحول لا يزال قائما"، مشيرا إلى أنه سيتم تسمية السكان الجدد نيوميين.

بعد أيام قليلة، قالت الحكومة السعودية في بيان إنها "نفت بشكل قاطع" هذه التعليقات. وأضافت أن نيوم ستخضع لقوانين الدولة ولن يكون لسكان المشروع لقب خاص يميزهم عن السعوديين. ولم يستجب ماكيفوي، الذي يقول الأشخاص المطلعون على الأمر إنه استقال منذ ذلك الحين، لطلبات التعليق.

ذكر الموظفون الحاليون والسابقون إن محاولات التقرب الجنسية غير المرغوب فيها كانت متكررة في معسكر نيوم. ووفقا لأشخاص مطلعين على الاتهام، غادرت موظفة أجنبية نيوم في السنة الماضية بعد أن اشتكت من سلوك رئيسها التنفيذي الغربي غير اللائق. وقال هؤلاء الموظفون إن المدير التنفيذي، الذي يقول الموظفون السابقون إنه مقرب من نظمي النصر، لا يزال في منصبه.

وفقا لرسائل البريد الإلكتروني التي اطلعت عليها الصحيفة، قالت موظفة أمريكية بريطانية سابقة في شكوى منفصلة للسيد نصر إنها تعتقد أن سبب طردها يتمثل في رفضها الاستمرار في علاقة جنسية مع رئيسها. واتصل مسؤولو الموارد البشرية في نيوم بالشخص الذي وجِّه له الاتهام، ولم يتخذوا أي إجراء ضده.

أورد ويرث، الرئيس التنفيذي السابق لمنتجع نيوم الجبلي، في بيان مكتوب: "لا تتسامح القيادة مع كره النساء والعنصرية والسلوكيات المسيئة فحسب، بل إن هذه السلوكيات المقيتة تظهر في الواقع من قبل القيادة باستمرار".

ومن جهتها، قالت إدارة نيوم في بيانها إن الإدارة تعطي الأولوية القصوى لسلامة الموظفين ورفاهيتهم: "يُراجع كل ادعاء بسوء السلوك أو المخالفات، ويتم التعامل معه بسرعة وبشكل مناسب".

وسط هذه المسائل، شددت نيوم الإجراءات الأمنية حول المخيم، حيث أكد موظفون حاليون وسابقون أن الإدارة قامت بتركيب عشرات الكاميرات في أماكن سكن الموظفين، مما أثار قلق بعض السكان. وقد قال رايت، موظف أمن تكنولوجيا المعلومات السابق الذي شارك في مراقبة المخيم، إن الكاميرات تقوم بمراقبة "كل التحركات".