انتهى الموسم الكروي 2021/2022 في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى، بتتويج كل من ريال مدريد، ميلان، مانشستر سيتي، باريس سان جيرمان، بايرن ميونيخ.
وكان لافتا خلال الأعوام القليلة الماضية ارتفاع معدل أعمار "المعمّرين" في الملاعب، وعدم اقتصار أدوارهم على الوجود الرمزي والمعنوي في الفريق.
في ريال مدريد، وفي سن الـ34 عاما، قدم المهاجم الفرنسي كريم بنزيما أفضل مواسمه على الإطلاق، في الوقت الذي اعتزل فيه العديد ممن هم في سنّه، إذ أحرز النجم ذو الأصول الجزائرية 27 هدفا في الدوري، وصنع 12، كما سجل 15 هدفا في دوري الأبطال وصنع اثنين، في أفضل سجل له بالبطولتين على الإطلاق.
وفي سن الـ36، لعب الكرواتي لوكا مودريتش دورا هاما في إحراز الريال للقبين المحلي والقاري، إذ أتم 45 كاملة هذا الموسم، وهو معدل مرتفع جدا مقارنة للكثيرين في عمره.
وفي إيطاليا، ساهم كل من النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش (40 عاما)، والفرنسي أوليفير جيرو (35 عاما) في إحراز ميلان للقب بعد غياب دام 11 سنة كاملة.
ارتفاع كبير
رصدت "عربي21" أرقاما لافتة لارتفاع معدل أعمار اللاعبين "المعمّرين" في الدوريات الكبرى، إذ لعب هذا الموسم في الدوري الإسباني 43 لاعبا تجاوزوا سن الـ34 عاما، بزيادة بلغت نحو 62 بالمئة عن قبل 10 مواسم، إذ بلغ عدد اللاعبين في هذا السن حينها 27 لاعبا.
الدوريان الإنجليزي والإيطالي حافظا على معدل الأعمار للاعبين الكبار في السن تقريبا، إلا أن الزيادة الكبيرة كانت في الدوري الألماني الذي لعب فيه هذا الموسم 38 لاعبا أكبر من 33 سنة، فيما لم يلعب بهذا السن قبل 10 سنوات سوى 23 لاعبا.
روبرت ليفاندوفسكي الذي أتم 33 سنة في آب/ أغسطس الماضي، تمكن خلال الموسمين الحالي والماضي من إحراز أكبر عدد من الأهداف له (76 هدفا).
فيما سجل الفرنسي أنتوني موديست مهاجم كولن 20 هدفا، وهو في سن الـ34 عاما.
وبالمجمل، فإن هدافي الدوريات الخمسة الكبرى لهذا الموسم، تجاوز جلهم حاجز الـ30 عاما، باستثناء كيليان مبابي هداف الدوري الفرنسي مع باريس سان جيرمان، والذي أحرز 29 هدفا بفارق 4 أهداف عن ملاحقه وسام بن يدر الذي يبلغ من العمر 31 عاما.
الدوريات الخليجية
في الدوريات الخليجية، لا سيما السعودي والقطري، بات دور اللاعبين كبار السن رئيسيا في تحقيق الإنجازات، بخلاف السنوات السابقة التي كانت تشهد رحيلا مبكرا للاعبين المواطنين بسبب انخفاض معدل اللياقة، بالإضافة إلى تعاقد الأندية مع نجوم عالميين بهدف إنهاء مسيرتهم في الخليج لأهداف تسويقية.
في الموسم الكروي 2010/2011، بلغ عمر لاعبي الدوري القطري الذين تجاوزوا 33 عاما، 21 لاعبا فقط، بينما ارتفع في الموسم الحالي 2021/2022 إلى 31، بزيادة بلغت 66 بالمئة.
الدوري السعودي شهد النسبة الأكبر بزيادة فاقت الـ100 بالمئة، إذ بلغ عدد اللاعبين ممن تجاوزوا 33 عاما قبل 10 سنوات، 19 لاعبا فقط، بينما وصل عددهم هذا الموسم إلى 44 لاعبا.
وفي قائمة أفضل 5 هدافين للموسم الحالي في السعودية، تجاوز 4 منهم سن الثلاثين عاما.
وبات من الطبيعي مشاهدة لاعبين خليجيين يصلون إلى أفضل مستوياتهم على الإطلاق في سن الثلاثين، على غرار سالم الدوسري، وسلمان الفرج.
مقارنة الأساطير
بعد تجاوزه سن الثلاثين عاما، خاض النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو 68 مباراة دولية، وسجل 63 هدفا، في حين خاض قبل سن الثلاثين 118 مباراة وسجل 52 هدفا.
في حين أن نجوما بارزين مثل البرازيلي بيليه توقف عن اللعب الدولي في سن 31 عاما، فيما خاض مارادونا 5 مباريات فقط بعد سن الثلاثين، وتوقف رونالدينو عن حمل قميص السامبا في سن 29 عاما.
في منتخب إسبانيا مثلا، خاض أسطورة الدفاع سيرجيو راموس 180 مباراة دولية، 38 منها بعدما تجاوز سن الثلاثين، في حين أن نجما سابقا مثل راؤول غونزاليس مثل بلاده لآخر مرة في سن 29 عاما، علما أنه استمر في الملاعب 6 سنوات بعد ذلك، في دوريات أقل تنافسية من الدوريات الكبرى.
عمل احترافي ورياضي
في تصريحات لصحيفة "آس" الإسبانية، قال المدرب الرياضي الكرواتي فلاتكو فوتشيتش، إن مواطنه لوكا مودريتش بإمكانه اللعب حتى سن الأربعين في مستوى ثابت.
فوتشيتش الذي سبق أن درب مودريتش لسبع سنوات، أوضح أن الرياضيين بشكل عام عليهم العمل بشكل مضاعف للبقاء في مستوى عال، وهنا تكمن الفروقات بين لاعبين يصلون إلى بداية النهاية عند سن الثلاثين، وآخرين يبدأون بتسطير أفضل سنوات عمرهم بعد هذا السن.
بحسب فوتشيتش فإن مودريتش كان يتدرب بمفرده قبل كل جلسة تمرين، والهدف هو إبقاء عضلاته أكثر مرونة.
يقول فوتشيتش: "إن عُدت 7 سنوات للخلف فسترى أن لوكا ربما ليست لديه أي إصابة، هذا بسبب التحضير وبسبب تركيزه على التدريبات ونمط حياته".
وبحسب فوتشيتش فإن هناك نوعية من اللاعبين يهتمون بأجسادهم بشكل لافت مثل رونالدو، ومودريتش، وهم قادرون على البقاء في مستوى عال بالملاعب حتى سن الأربعين.
النظام الغذائي
عند وصوله إلى مانشستر يونايتد صيف العام الماضي، قالت وسائل إعلام إنجليزية، إن كريستيانو رونالدو سبب قلقا لزملائه في غرفة الملابس بسبب النظام الغذائي الصارم الذي يتبعه.
يفضل رونالدو أطباقا تحتوي على البيض والسمك، والأفوكادو، وهو يمتنع بشكل تام عن المشروبات الغازية.
النجم المصري محمد صلاح بدوره، قال إنه يشعر بالذنب في حال تناول الفطيرة المحلية الشهيرة "المشلتت".
يقول صلاح إنه وفي آخر زيارة له إلى مصر تناول في يوم واحد "الفطير"، ثم "الحمام" و"الكشري"، وهو ما دفعه إلى الامتناع بشكل تام عن أي طعام ثقيل لمدة شهر كامل.
يقول صلاح إنه يفضل الأطعمة التي تحتوي على البركلي، والأفوكادو، وسلطات السمك أو الدجاج، ويبتعد عن أي نشويات من شأنها الإخلال في نظامه الغذائي الذي هو عماد برامجه اللياقية.
أدوات متطورة
في الأعوام الأخيرة ظهرت أدوات متطورة تساعد على تنمية اللياقة لدى الرياضيين، وهو ما كان يفتقده اللاعبون قبل سنوات.
من الأجهزة المتطورة التي بدأت بعض الأندية الأوروبية في استخدامها، جهاز قياس مستوى السرعة والتسارع "1080 سبرنت"، وهو يميز حاجة كل لاعب للتركيز على درجة معينة من تمارين رفع اللياقة.
وبفضل تقنيات متطورة يحملها هذا الجهاز، يتمكن المدربون من اكتشاف مستوى لاعبيهم في الجري، ومدى استجابتهم عند تغيير اتجاههم، أو في الجري الخلفي (الارتدادي).
الكشف عن موعد حفل جائزة الكرة الذهبية لعام 2022