مع تصاعد العمليات الفدائية الفلسطينية في داخل حدود الـ48، وتزايد الشكاوى الأمنية الإسرائيلية بخصوص نجاح المنفذين في التسلل من جدار الفصل العنصري من خلال الثغرات المنتشرة على طوله الممتد بعشرات الكيلومترات، بات هذا التحدي الأمني يشكل تهديدا جديا أمام أجهزة أمن الاحتلال في الفترة الحالية.
ووفقًا للتقديرات، فإن هناك 40 ألف عامل غير قانوني يعملون داخل حدود فلسطين المحتلة عام 48 ويدخلون دون عوائق، ودون الحصول على تصاريح رسمية، مع العلم أن حوالي 200 ألف عامل فلسطيني من الضفة الغربية يعملون بشكل رسمي، منهم 119 ألفا لديهم تصاريح عمل دائمة، ويعمل 30 ألفا آخرين في مستوطنات إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.
ليلاخ شوفال المراسلة الأمنية لصحيفة إسرائيل اليوم، ذكرت في مقال ترجمته "عربي21" أن "المبادئ العامة لدى الجهات الأمنية يتم بموجبها منح تصاريح العمل في إسرائيل فقط للشباب الفلسطينيين الذين تزيد أعمارهم عن 22 عامًا، والمتزوجون، ولا يوجد أي مؤشر أمني حولهم، حيث يتم تقسيم تصاريح العمل إلى قطاعات، يتم منح معظمها لقطاع البناء، بجانب مجالات الزراعة والصناعة والخدمات والمستشفيات، وما إلى ذلك، ويتم تحديد حصة التصاريح لكل قطاع من خلال اقتراح قرار حكومي، حيث يشمل أيضا العمل في المخابز والمصانع".
اقرأ أيضا: اعتراف إسرائيلي: جولاتنا القتالية ضد "حماس" عديمة الجدوى
وأضافت أن "المؤسسة العسكرية الإسرائيلية مهتمة للغاية بزيادة أعداد تصاريح العمل للفلسطينيين، لاعتبارات أمنية تتعلق بإبعاد الفلسطينيين عن مجال الانخراط في الفعاليات الوطنية الفلسطينية، لكن وزارة الاقتصاد تحد من عدد التصاريح بزعم أن الإسرائيليين يمكنهم العمل في هذه المهن، رغم أنه من الناحية العملية لا يرغب الكثير من الإسرائيليين في القدوم للعمل في المخبز الساعة الثانية صباحا، وفي الوقت ذاته لا يخفى على أحد أن طلب الفلسطينيين للحصول على تصاريح العمل في إسرائيل مرتفع للغاية".
لكن الخطورة الأمنية أمام أجهزة الأمن الإسرائيلية أن هناك أرباب عمل "وهميون"، ينجحون في الحصول على تصاريح عمل للفلسطينيين، دون وجود مصدر عمل حقيقي، وفي هذه الحالة يدخل العمال الفلسطينيون إلى إسرائيل ويبدأون بالبحث عن فرص عمل غير قانونية، أو يدخلون لأغراض غير مهنية، وإنما عسكرية وأمنية معادية.
في هذه الأيام يعمل الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام- الشاباك على فحص موضوع تصاريح العمل للفلسطينيين، في ظل وجود قرابة 40 ألفا منهم يتسللون إلى إسرائيل دون عوائق من خلال العديد من الثغرات في الجدار، بدلاً من المعابر الرسمية بسبب الازدحام فيها، والحاجة للوقوف ساعات طويلة في طوابير لا تحتوي على مياه شرب أو دورات مياه، لكن استغلال العمال لهذه الثغرات سهل عليهم تنفيذ العمليات الفدائية.
المشكلة التي يواجهها الجيش الإسرائيلي أنه لن يكون قادراً على الاحتفاظ بهذا العدد الكبير من القوات العسكرية على طول الجدار، لأن ذلك سيضر بتدريب الجنود، واستعدادهم للحرب القادمة، الأمر الذي يعني أنه لن يكون هناك علاج جذري لهذا التهديد الأمني، وستواجه المؤسسة الأمنية والعسكرية صعوبات جمة في العثور على حل حقيقي لهذه الظاهرة المقلقة.
إحباط إسرائيلي من فشل منع العمليات.. هذه نقاط الضعف
الاحتلال ينفذ مناورة لمحاكاة سيناريو قتالي مع فلسطينيي48
نائب بالكنيست يدعو للاستفادة من عملية "السور الواقي" بالضفة