وسط
ظروف استثنائية فرضتها تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، بدأت الاثنين، فعاليات الدورة
السادسة لمؤتمر دعم مستقبل سوريا والمنطقة، الذي ينظمه الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
ويسعى
المؤتمر إلى تشجيع وجمع المزيد من الدعم للاجئين السوريين في المنطقة والمجتمعات المستضيفة
لهم من خلال المساعدة الإنسانية ودعم التعافي الاقتصادي في المنطقة.
ومن
المرتقب أن يشهد المؤتمر الإعلان عن التعهدات لسوريا والمنطقة للعام 2022، على غرار
ما جرى في الدورة الخامسة التي أقيمت في نهاية آذار/ مارس 2021، حيث تعهدت الدول بتقديم
4.4 مليارات دولار لصالح دعم جهود المساعدات الإنسانية في سوريا ودول اللجوء، في العام
2021، ونحو 2 مليار دولار لبداية العام الحالي 2022.
وتتخوف
المعارضة من ردود فعل روسية "انتقامية" بعد عدم توجيه الاتحاد الأوروبي دعوة
لها لحضور المؤتمر، وخصوصا أن موسكو كانت قد انتقدت المؤتمر، ووصفته بأنه "عديم
القيمة".
وتخشى
المعارضة من عرقلة روسيا تمديد آلية إدخال المساعدات الأممية للشمال السوري عبر الحدود
(معبر باب الهوى مع تركيا)، عند التصويت في مجلس الأمن على ذلك في تموز/ يوليو القادم،
ردا على عدم دعوتها لحضور المؤتمر.
واستبقت
المعارضة انعقاد المؤتمر، ببيان أكدت فيه على ضرورة المساعدات الإنسانية الدولية المقدّمة
للسوريين، وقال الائتلاف في بيان إنه "لا يمكن الاستغناء عنه، سواء في سوريا أو
في دول الجوار، إذ إن عدد السوريين الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية يبلغ
14.6 مليون سوري حسب إحصاءات دولية".
وأضاف
أن المساعدات الإنسانية المقدمة للسوريين تمثل شريان حياة لملايين الأشخاص بما فيهم
الأطفال والنساء، ولا سيما المساعدات المتعلقة بالصحة والأمن الغذائي والتعليم.
المعارضة
السورية مشاركة
وحسب
مصادر "عربي21" وصل وفد الائتلاف المعارض إلى بروكسل برئاسة سالم المسلط
رئيس الائتلاف للمشاركة في فعاليات المؤتمر الذي يعقد على مدى يومين.
وقال
عضو "الهيئة السياسية" في الائتلاف عبد المجيد بركات، في حديث خاص لـ"عربي21"،
إن لهذا المؤتمر صبغة إنسانية أكثر منها سياسية، ويستدرك: "غير أن تواجد وفد الائتلاف
في المؤتمر واللقاءات التي يعقدها مع الدول الفاعلة ربما يساهم في إعادة الزخم للملف
السوري".
وبيّن
بركات، أن الملف السوري يشهد حراكاً دولياً، والمؤتمر يأتي في هذا الإطار، لافتا إلى
أهمية الشأن الإنساني وخصوصا أن حاجة الشمال السوري للمساعدات في زيادة.
"نتائج
رمزية ومعنوية"
من جانبه،
خفض الباحث والخبير المختص بالشأن الروسي، الدكتور محمود الحمزة من سقف توقعاته بنتائج
المؤتمر، قائلاً لـ"عربي21": "المؤتمر يُعبر أوروبياً عن الوقوف إلى
جانب الشعب السوري وعدم نسيان المجموعة الأوروبية للملف السوري".
لكنه،
استبعد أن يقدم المؤتمر شيئا جوهريا لسوريا، مرجحاً أن تكون نتائجه "رمزية ومعنوية،
أكثر منها عملية".
ورغم
التصريحات الأوروبية الأخيرة عن ضرورة التوصل إلى حل سياسي في سوريا، يعتقد الحمزة
أن تحقيق ذلك يتطلب دعماً أمريكياً، للموقف الأوروبي السياسي.
ويقول
الحمزة: "لم تتم دعوة موسكو بسبب الملف الأوكراني، وكان لافتا توجيه الدعوات لدول
لحضور المؤتمر للمرة الأولى".
ومثل
الحمزة، يقول الباحث السياسي الخبير بالسياسات الأوروبية، الدكتور فارس إيغو، رغم انعقاد
المؤتمر في وقع خاص، إلا أنه لا وجود لرغبة غربية بتحريك الملف السوري في سبيل الضغط
على روسيا.
ويضيف
لـ"عربي21": "لا أرى أي رغبة أوروبية على الأقل في محاولة تحريك الملف
السوري باتجاه استعماله للضغط على روسيا، وحتى لو رغبت أطراف في الغرب بذلك، فإن الأمر
على الأرض لم يعد ممكناً، بوجود القوى الإقليمية التي تتحكم بالملف السوري".
وحول
عدم دعوة روسيا لهذا المؤتمر، يرى إيغو أنه "لا يمكن فهم هذا الموقف إلا على ضوء
الحرب الروسية على أوكرانيا، وانعدام التجاوب الروسي بالنسبة للمبادرات العديدة الفرنسية
والألمانية لوقف الحرب من جانب روسيا والبدء بالمفاوضات مع الطرف الأوكراني".
رفض
تعويم النظام السوري
ورغم
ما سبق، يعتقد إيغو أن المؤتمر مهم لجهة تثبيت مواقف العديد من الدول بالنسبة للملف
السوري، أي رفض إعادة العلاقات مع النظام السوري، بالإضافة إلى رفض الطلبات الروسية
لإعادة الإعمار قبل الحل السياسي النهائي.
وبما
يخص المساعدات، يقول: "للمساعدات أهداف إنسانية وأخرى متعلقة بمنع تدهور الوضع
الاقتصادي في سوريا بما يشمل المناطق التي يسيطر عليها النظام، وكذلك في الدول المحيطة
بسوريا، وأولها لبنان، حيث أنّ أي انهيار كامل في الأوضاع الاجتماعية في هذين البلدين
سيشكل خطرا كبيرا على أوروبا في العديد من الملفات مثل الهجرة والإرهاب".
هل يطلق الأسد المعتقلين تنفيذا لمقاربة "خطوة مقابل خطوة"؟
"مجزرة التضامن".. هل يتحرك الغرب لمحاسبة النظام السوري؟
عبر الغاز والنفط.."قسد" تضيّق الخناق على النظام السوري