الرئيس التونسي قد حوّل حالة الاستثناء إلى "مرحلة انتقالية" تهدف إلى التمكين لمشروعه السياسي (الديمقراطية القاعدية أو المجالسية). فمن خلال انفراده بإدارة حالة الاستثناء، يبدو أن الرئيس التونسي قد نجح -إلى حد هذه اللحظة- في فرض منطق الأمر الواقع وتمرير خارطة طريقٍ لا تشاركية فيها ولا حوار إلا مع "الشعب" داخليا، ومع الجهات المانحة خارجيا
لأننا نعرف جيدا أن المشهد التونسي هو مشهد غير مستقل في مستوى قراره الوطني سواء قبل 25 تموز/ يوليو أو بعده، فإننا نستبعد أن يكون "تصحيح المسار" قرارا داخليا محضا، ونعتبره استجابة داخلية لقرار جهات خارجية اقتضت مصالحها أن تدعم إجراءات الرئيس، لكن دون أن تُعطيَه صكا على بياض
يبدو أن المسألة لا تتعلق بتحجيم الدور السياسي للإسلاميين (دون السماح بهيمنة استراتيجيات الاستئصال ومنطق الصراع الوجودي)، بل إن المسألة تتعلق بتقييم القوى الدولية (خاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي) لتجربة الانتقال الديمقراطي في مختلف المستويات
مهما كان موقفنا من إجراءات الرئيس قيس سعيد منذ 25 تموز/ يوليو الماضي، فإن تلك الإجراءات قد جاءت لتؤكد هشاشة الوعي/ المنجز الديمقراطي في تونس، كما جاءت لتؤكد أيضا أكذوبة الانشغال الغربي بالديمقراطية وبما قد تتعرض له من انتكاسات
هل تنجح مبادرة أحمد نجيب الشابي بإيقاف "اجتياحات" قيس سعيد؟
الرئيس التونسي و"الأجسام الوسيطة"