قالت مجلة "إيكونوميست" إن الملك عبد الله الثاني يبدو بعد 23 عاما على العرش الهاشمي متعبا ومنعزلا ويائسا من مملكته. والخلافات داخل العائلة المالكة تهدد استقرار المملكة.
وأضافت المجلة في تقرير ترجمته "عربي21"، أنه في الوقت الذي يكشف فيه حكام الخليج عن رؤى كبيرة يبدو بدون أفكار، فإن طريقته المفضلة لحل أي مشكلة في الأردن هي تشكيل لجنة.
ومع تطبيع عدد من الدول العربية علاقاتها مع "إسرائيل" تراجعت أهمية الأردن الإستراتيجية كدولة مواجهة، وكذا تراجع الدعم من السعودية ودول الخليج، حيث كان المصدر الرئيسي للموارد نظرا لقلة المصادر الطبيعية في الأردن. وفي الوقت نفسه فإن المواطن العادي بات يواجه غلاء الأسعار مع نصف الشباب تقريبا بدون عمل، فيما أصبح الاقتصاد في كلمات رئيس وزراء سابق ساخط، مفلسا.
وباختصار فالأردن وملكه ليسا سعيدين. وتقول المجلة إن السخرية من الملك باتت متكررة، وأجبرت التسريبات عن ملكية الملك وعائلته سلسلة من البيوت في بريطانيا والولايات المتحدة عبد الله على نفي أنه قام بإنفاق الثروة الوطنية في الخارج. ولم تفلت رحلته الأخيرة إلى فرانكفورت لإجراء عملية في الظهر من التعليقات التي تنم عن الحقد حول حالة النظام الصحي في الأردن. كما أغضب قرار هدم أحياء فقيرة قريبة من القصر ولأغراض جمالية البدو الذين عاشوا فيها.
اقرأ أيضا: الأمير الأردني حمزة يتنازل عن لقبه.. ويتصدر "تويتر"
ولزيادة الهموم أكثر، يواجه الملك عبد الله أزمة مستمرة في القيادة. وفي العام الماضي وضع أخاه غير الشقيق الأمير حمزة تحت الإقامة الجبرية بسبب تآمره للانقلاب عليه، حسبما قال المسؤولون الأردنيون. ولم تنجح الجهود للملمة الوضع، فرغم طلب الأمير حمزة الصفح من أخيه إلا أنه لا يزال تحت الإقامة الجبرية. وكلما حاول الملك تهميشه كلما أصبح مركزا للتظلمات الشعبية. فشبه الأمير بوالده الملك حسين الذي حكم من 1952 إلى وفاته عام 1999 ومعرفته باللهجة البدوية تثير مشاعر الحنين لزمن أحسن.
وقال مسؤول سابق، إن "الجهود لإسكات حمزة زادت من شعبيته وتحوله لتهديد"، ووصفه خبير عسكري غربي بـ"المشكلة". وبالمقارنة، فوالدة الملك عبد الله هي ابنة العقيد البريطاني توني غاردنر، وهي الوحيدة من بين زوجات الملك حسين الأربع التي لم يطلق عليها لقب "ملكة". ويقال إن حمزة كان ابن الملك المفضل. وكتبت الملكة نور، الأمريكية ذات الأصول الشرقية، في مذكراتها أن الملك حسين أراد أن يكون الملك عبد الله بديلا لمدة عقد حتى يكون حمزة مستعدا للحكم.
وتقول المجلة إن هذا يبدو تخمينات، فعلى أية حال أعفي الأمير حمزة من ولاية العهد عام 2004 وفي عام 2009 سمى الملك ابنه حسين وليا للعهد. وبات الأمير حمزة يرسل رسائل مختلطة، ففي 3 نيسان/ أبريل كتب تغريدة على تويتر أعلن فيها تخليه عن لقبه كأمير قائلا: "من الصدق لله والضمير لا أرى سوى التعالي والتخلي عن لقب أمير، لقد كان لي الشرف العظيم لخدمة بلدي الحبيب وشعبي العزيز على مدى سنوات حياتي" و"سأبقى كما كنت دائما وطالما أعيش مخلصا لأردننا الحبيب".
اقرأ أيضا: هل يغلق اعتذار الأمير حمزة "ملف الفتنة" في الأردن؟
وتقول المجلة إن البعض يتحدث عن تعب حمزة من استمرار السيارات العسكرية أمام بواباته وأضوائها التي تنعكس على نوافذه، ولهذا يريد الخروج من السباق. ولكن كلمة "التعالي" قادت آخرين للاعتقاد أنه لا يزال يطمح للمناصب. وأطلقت عليه والدته لقب "شريف" وهو اللقب الذي حمله أبناء العائلة قبل قيام المملكة.
وترى المجلة أن صراعا على الخلافة بين حمزة، وولي العهد الأمير الحسين، ووالدته ذات الأصول الفلسطينية، قد يوسع الشق بين البدو والأردنيين من أصل فلسطيني وعددهم كبير.
ورغم كل المصاعب الاقتصادية لا يزال الأردنيون يقدرون الاستقرار الطويل الذي يحسدون عليه. ومهما كانت عيوبه، فالملك عملة نادرة في المنطقة، لأن يديه ليستا ملوثتين بالدماء. ولكن الصدوع في داخل العائلة تتسبب بمخاوف وتوترات، فالأردنيون يريدون بلدهم أن يكون مفترق طريق إقليمي لا قمرة قيادة للمؤامرات الملكية.