نشرت صحيفة "سفابودنايا براسا"
الروسية تقريرا، سلطت خلاله الضوء عن الانضمام المحتمل للسويد وفنلندا إلى الناتو، المدفوع بتطور الأزمة الأوكرانية الروسية، باعتبارها خطوة تهدد بإضعاف التحالف
وتفككه.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن موجات توسع حلف شمال الأطلسي عقب الحرب الباردة لم تعد
بالنفع عليه أو على شركائه، بل على العكس من ذلك، حمّلته نفقات إضافية، ووسعت نطاق
المسؤولية الدفاعية للحلف.
وبحسب الصحيفة، فإن الكاتب التركي، حسن بصري
يالجين، يرى في مقال نشرته صحيفة "الصباح" التركية، أن الحلف تحول إلى
أداة أيديولوجية حمَّلَتْهُ الدول الأعضاء، المنتمية لأوروبا الشرقية وغيرها،
والتي تسعى للانضمام إليه على غرار السويد وفنلندا، مسؤوليات جديدة، دون تقديم
مساهمة مقابل ذلك.
وأعرب الكاتب عن اعتقاده بأن رغبة دول شمال
أوروبا في الانضمام إلى الحلف هو رد فعل يُغلِّب العاطفة على المنطق، معتبرا أن
الحلف الذي يقوم على الردع يهدد توسعه بإضعاف قوته.
ونقلت الصحيفة عن رئيس مجلس الخبراء في صندوق
التنمية الإستراتيجية الروسي، إيغور شاتروف، قوله إن بروكسل تسعى إلى إظهار
إمكانات الناتو التوسعية، كون ذلك يعكس حيوية المنظمة، بحسب ما يعتقد الخبراء
الإستراتيجيون من واشنطن.
وأشار إلى أن انضمام فنلندا والسويد في المرحلة
الحالية يعادله انضمام أوكرانيا وجورجيا إلى الحلف، ويلغي أهمية تطبيق المادة
الخامسة من ميثاق الناتو فيما يتعلق بأوكرانيا.
وبخصوص عما إذا كان لتركيا تحيز تجاه فنلندا أو السويد
أو ضد توسع الناتو كله، أفاد شاتروف بأن تركيا عضو مميز في الناتو، وتمتلك أكبر جيش
بعد الولايات المتحدة في ذلك الحلف، وتسيطر على مضيق البحر الأسود، وتعتبر بوابة
الناتو نحو الشرق الأوسط.
ولفت إلى أن تركيا تخشى مراجعة اللوجستيات داخل
حلف الناتو، وتغيير إستراتيجية الحلف، ومضاعفة التركيز على الاتجاهات الشمالية
والبلطيقية وحتى القطب الشمالي، بحسب الصحيفة الروسية.
وأضاف: "توسع الناتو في الدول الإسكندنافية
يكشف عن المحاولات الخفية للضغط على روسيا عن طريق فرض قيود على حركة السفن
الروسية في بحر البلطيق، وبالتالي إعاقة الطريق البحري الشمالي".
اقرأ أيضا: برلمان فنلندا يبدأ مناقشة الانضمام إلى "الناتو"
ونسبت الصحيفة إلى شاتروف قوله إن احتمال إعادة
الناتو تركيز إستراتيجيته للمواجهة مع روسيا في الاتجاه الشمالي، جنبا إلى جنب مع
انضمام جميع الدول الإسكندنافية إلى الحلف، يخدم مصالح الناتو، لا سيما أن انضمام
فنلندا وحدها يضاعف طول الحدود البرية الفاصلة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.
وإلى جانب ذلك، تمتلك فنلندا والسويد جيوشا
مدربة من قبل الناتو، يتجاوز قوامها عدد جيوش لاتفيا وليتوانيا وإستونيا مجتمعة،
كما يخلق الموقع الجغرافي لهذه البلدان ظروفا لتنفيذ السيناريو المتمثل في
الاستيلاء على روسيا في بحر البلطيق.
ونقلت الصحيفة تعليق شاترفو على وصف الكاتب
التركي يالجين للناتو بأنه تحالف يقوم على الردع؛ حيث قال شاتروف: "الردع
داخل الناتو يعني اتباع سياسة عسكرية عدوانية تجاه روسيا. ودون حرب، لا يتحقق
الردع إلا عن طريق المفاوضات".
وتابع: "لسنوات عديدة، أخفى الناتو عدم
استعداده لخوض صراع عسكري كامل مع روسيا. ومع ذلك، فإن تجاهل عقد المفاوضات يفاقم
خطر نشوب حرب".
وتساءلت الصحيفة حول ما إذا كانت دول الناتو
مستعدة حقا لخوض حرب مع روسيا؟ وبالنظر إلى امتلاك فقط الولايات المتحدة وتركيا
جيوشا قوية، هل يخدم شن حرب ضد روسيا مصالح أنقرة؟
وتعليقا على هذا، نقلت الصحيفة عن المحلل البارز
بوكالة الاتصالات السياسية والاقتصادية ميخائيل نيزماكوف قوله: "يؤمن الوسط
السياسي التركي بوجود علاقة بين السويد وقوات سوريا الديمقراطية، التي تعرف بكونها
تحالفًا يضم جماعات مسلحة كردية.
ففي نيسان/ أبريل من العام الماضي، وعقب اتصال جمع
بين وزير الدفاع السويدي بيتر هولتكفيست وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم
كوباني، استدعت وزارة الخارجية التركية السفير السويدي في أنقرة.
وفي كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، صرحت
وزيرة الخارجية السويدية، آن ليند، بأن ستوكهولم هي شريك نشط لقوات سوريا
الديمقراطية".
ولفت نيزماكوف إلى إمكانية أخذ تركيا هذه الحقائق
بعين الاعتبار خلال المفاوضات المحتملة بشأن انضمام السويد إلى حلف الناتو، محاولة
منها الحصول على بعض التنازلات، مستبعدا في الوقت ذاته تمكن تركيا من منع انضمام
السويد وفنلندا، باعتبار أن الحلف سيفسر هذه الخطوة على أنها اصطفاف إلى جانب
روسيا.
وأضاف: "تعارض بعض الوجوه السياسية في
تركيا توسع الناتو، على غرار زعيم المعارضة التركي دوجو بيرينسيك.
اقرأ أيضا: 3 سيناريوهات محتملة لدخول "الناتو" في حرب روسيا وأوكرانيا
في المقابل، أعربت السلطات الرسمية في العديد من
المناسبات عن دعمها لانضمام أوكرانيا وجورجيا إلى الناتو، غير أن عدم قدرة تركيا
على الاعتماد على السويد وفنلندا كشريكين داخل الحلف بسبب اختلاف التوجهات، تجعلها
تتوخى الحذر بشأن انضمام الدولتين إلى الحلف.
إلى جانب ذلك، رأى نيزماكوف أن انضمام دول
أوروبا الشرقية إلى الناتو له بعض التداعيات الإيجابية على تركيا؛ حيث تستفيد
أنقرة من وجودها ضمن تحالف دول تطور معها التعاون العسكري التقني.
وفي هذا الشأن، تعدّ بولندا أول دولة ضمن أعضاء
الناتو تعلن اعتزامها شراء طائرات تركية دون طيار.
وفي نهاية التقرير، استبعد نيزماكوف إمكانية
تأثير روسيا على عملية انضمام السويد وفنلندا إلى حلف الناتو، رغم توقع العديد من
وسائل الإعلام أن الاتصالات التي تجريها موسكو مع المجر بشأن التوسط في منع هذا
التوسع سوف تؤتي ثمارها.
مركز روسي: العقوبات الأمريكية على روسيا تضر بأوروبا
ثلاث نهايات لحرب أوكرانيا: سلام أو انقلاب أو سوريا أوروبية
إعلام ألماني: لم يعد بإمكان الغرب تجاهل تركيا