حسم الائتلاف السوري حالة الجدل بخصوص وجود اختراقات
للنظام السوري، مؤكدا في اجتماع طارئ عُقد بحضور وسائل إعلام، أمس الثلاثاء، أن
التصريحات التي أطلقها وزير الداخلية في "الحكومة المؤقتة" في هذه
الإطار "لم تدعم ببراهين وأدلة كافية".
وكان وزير الداخلية التابع لـ"المؤقتة"، محي الدين هرموش، قد تحدث الشهر الماضي عن وجود اختراق لصالح النظام السوري في صفوف
الائتلاف، مشيرا إلى أنه يملك معلومات موثقة عن عدد من أعضاء الائتلاف على ارتباط
بالنظام السوري.
وأسهمت بعد ذلك القرارات الأخيرة، المتمثلة
بإلغاء عضوية بعض أعضاء الائتلاف، في زيادة المطالبات لرئاسة الائتلاف بضرورة
التحقيق في تصريحات هرموش، حيث طالب الأعضاء الذين جرى استبعادهم بالتحقيق في
التهم، ليؤكد الهرموش أن المعلومات التي وردت عن وجود اختراقات للنظام السوري في
صفوف الائتلاف "لم تدعم بأدلة، وهي ليست صحيحة".
وأضاف هرموش خلال المؤتمر، أنه "بعد أن
وردتني معلومات من مصادر خاصة عن وجود شخصين من الائتلاف على علاقة بالنظام
السوري، طلب مني المتابعة والتحري لجلب الأدلة والبراهين، وبعد المتابعة تبين أن
المعلومات التي وردتني حول وجود ارتباط لأشخاص مع النظام لم تؤيد بتلك الأدلة،
وبالتالي هي ليست صحيحة".
لكن تصريحات هرموش "لم تبد مقنعة"، من
وجهة نظر رئيس المكتب السياسي لـ"حركة العمل الوطني من أجل سوريا" محمد
ياسين نجار، وهي الكتلة التي كانت رئاسة الائتلاف ألغت تمثيلها في الائتلاف
السوري.
اقرأ أيضا: تشكيلات جديدة لمعارضة سوريا بعد خلافات داخل الائتلاف
وفي حديثه لـ"عربي21"، قال نجار إن
آلية تعامل رئاسة الائتلاف مع الاتهامات التي أطلقها هرموش بحديثه عن وجود عملاء
للنظام داخل الائتلاف، غريبة وتثير التساؤلات، حيث انتظرت رئاسة الائتلاف أكثر من
أسبوعين للتحرك، مبينا أنه "لو لم يضغط "تيار الإصلاح" المكون من
الأعضاء الذين ألغيت عضويتهم، لكانت التحركات من قبل المسلط غير واردة".
وأضاف نجار، أن هناك حالة من عدم الوضوح، وما
حصل يستوجب إقالة "الحكومة المؤقتة"، داعيا إلى تشكيل لجنة من شخصيات
حيادية؛ للبت في الاتهامات التي جاءت على لسان هرموش.
وحسب نجار، فإنه منذ نهاية آذار/ مارس وحتى الآن
والائتلاف يشهد تحركات غير واقعية، حيث تم استهداف جزء من المعارضة وقوى سياسية،
في المقابل تم الإبقاء على قوى ليس لها تمثيل على الأرض، والآن يتم تمييع
الاتهامات الخطيرة الصادرة عن وزير المؤقتة هرموش.
وحول تصريحات هرموش، أشار نجار إلى 4 تفسيرات،
الأول هو محاولة "المؤقتة" والائتلاف تلفيق تهم ضد بعض أعضاء الائتلاف، والانصياع لرغباتهم في المرحلة القادمة.
وأما التفسير الثاني، حسب نجار، فإن تصريحات
هرموش هي أداة ضغط من قبل رئيس الحكومة المؤقتة، عبد الرحمن مصطفى، على الائتلاف،
في حين يرى النجار أن التفسير الثالث هو أن يكون فعلا لدى الوزير معلومات وتم
الضغط عليه بعدم كشفها، وآخر التفسيرات أن تكون الاتهامات خرجت عن الوزير وهو غير
مسيطر على أعصابه، معتبرا أن التفسيرات كلها تستدعي تشكيل لجنة للتحقيق.
لكن الكاتب والمحلل السياسي درويش خليفة، يرى
أن تراجع الهرموش عن اتهاماته أعضاء من الائتلاف بالتخابر مع النظام، ينم عن
محاولة الانتهاء من المناكفة داخل الائتلاف.
ويضيف لـ"عربي21"، أنه جرى لملمة هذه
المسألة للحفاظ على سمعة مؤسسة الائتلاف، وبعد الانقسامات الأخيرة التي أدت إليها
إقالة أعضاء في الائتلاف، وهيمنة فئة من الأعضاء على الائتلاف وقراره.
يذكر أن الوزير هرموش قال إنه "يملك
معلومات موثقة عن عدد من أعضاء الائتلاف على ارتباط بالنظام السوري"، لكنه
أكد في وقت لاحق أنه لا يمتلك الأدلة ليدعم صحة الاتهامات.
تشكيلات جديدة لمعارضة سوريا بعد خلافات داخل الائتلاف
شهيدة فلسطينية ثانية.. والاحتلال يلاحق عائلة رعد حازم بجنين
روسيا تتهرب من العقوبات عبر مخططات القروض السورية