يسود التوتر في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة، بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة أمريكيا، على مبان ومراكز تابعة للنظام السوري.
وفي التفاصيل، بسطت "قسد" سيطرتها على أكثر من 10 مقرات ودوائر حكومية تابعة للنظام، منها مؤسسة الحبوب والبريد، وذلك بهدف الضغط على النظام الذي يحاصر أحياء تقطنها غالبية كردية في مدينة حلب.
وفي الأسبوع الماضي، اتهمت "قسد" النظام السوري بمحاصرة حي الشيخ مقصود في حلب، وردت بمحاصرة المربع الأمني التابع للنظام في القامشلي.
وقال الصحفي الكردي شيرزان علو، إن سبب التطورات الأخيرة في القامشلي، حصار النظام للأحياء الكردية في حلب، التي تديرها إدارة تابعة لـ"قسد"، أو ما يعرف بـ"الإدارة الذاتية".
وأضاف لـ"عربي21" أن "الإدارة الذاتية قالت في وقت سابق إن قوات تابعة لـ"الفرقة الرابعة" أقدمت على محاصرة أحياء الشيخ مقصود والأشرفية في حلب.
وأشار علو إلى فشل المفاوضات التي جرت بين النظام و"قسد" بإشراف روسي، حيث طالبت "قسد" بفك الحصار على أحياء حلب، ويبدو أن النظام رفض، لتقوم على أثر ذلك باقتحام أحياء القامشلي.
وحسب الصحفي فإن مثل هذه الإشكاليات لن تكون الأولى ولا الأخيرة، طالما يرفض النظام الاعتراف بـ"قسد" وإدارتها.
اقرأ أيضا: النظام السوري و"قسد" يتبادلان الاتهامات حول أحداث الحسكة
وكان جهاز الأمن العام التابع لـ"قسد"، المعروف باسم "الأسايش"، قد أصدر بيانا مقتضبا عصر الخميس، نفى فيه السيطرة على مراكز تابعة للنظام، إلا أن عضو "المجلس الوطني الكردي" في سوريا، علي تمي، شكك في البيان.
وقال لـ"عربي21": إن "قسد" سيطرت بشكل فعلي على مبان تابعة للنظام، لكن يبدو أن هناك رغبة من "قسد" بعدم التصعيد، كاشفا عن اجتماع أجرته قيادات من "قسد" مع "التحالف الدولي" بقيادة واشنطن، الخميس.
وحسب تمي، فإن التوتر بين النظام والجناح التابع لـ"أمريكا" داخل "قسد" مستمر، مبيناً أن الأخيرة منقسمة إلى قسمين، الأول يتبع للولايات المتحدة ويتلقى التعليمات منها، والثاني يتبع لحزب "العمال الكردستاني" وينسق مع النظام السوري، وهذا الجناح هو الذي يسيطر على القرار في مناطق شرق الفرات.
وبذلك، طبقاً لعضو المجلس الكردي، فإن الخلافات بين "قسد" والنظام ذاهبة لأن تكون أكثر سخونة، موضحا: "هناك جناح يحاول نفي ما حدث في القامشلي داخل "قسد"، وهو الجناح المرتبط بالنظام".
ويرى تمي، أن السبب وراء كل ذلك، هو فشل المفاوضات بين النظام و"قسد"، مؤكداً أن "المفاوضات وصلت لطريق مسدود، بعد أن طلب النظام أن يشمل الاتفاق كل مناطق سيطرة "قسد" بما فيها مناطق النفط، وليس فقط عين العرب (كوباني) المهددة باجتياح تركي".
وتابع أن الخلافات في طريقها للتعقيد أكثر، وخصوصا أن روسيا أبلغت "قسد" بأنها لن تقوم بدور شرطة المرور بين مناطق سيطرة "قسد" وسيطرة المعارضة، وقال: "روسيا لا يمكن أن تقبل باستمرار "قسد" تحت جناح الأمريكان، وهي تلوح بالتصعيد التركي، وما جرى في أحياء حلب المحاصرة، ليس إلا رسالة ضغط روسية".
وفي السياق ذاته، لفت تمي إلى دفع روسيا بحشود عسكرية إلى منطقة شرق الفرات، معتبراً أن "روسيا تخطط لسيناريو جديد في المنطقة، ويبقى الفصل للرد الأمريكي".
أما، رئيس الهيئة السياسية في الحسكة محمود الماضي، فقال لـ"عربي21"، إن التوترات التي تحصل بين "قسد" والنظام في الحسكة والقامشلي ليست الأولى، والملاحظ أن رد النظام هذه المرة جاء دون المتوقع، بحيث انسحب النظام من مراكزه بالقامشلي دون اشتباكات.
ونوه الماضي، إلى أن "قسد" تريد زيادة الضغط على النظام، مرجحا أن تعود الأمور لنصابها في الأيام القليلة القادمة.
وقبل أيام اتهم النظام السوري "قسد" والولايات المتحدة بإخراج عشرات الآليات ضمنها صهاريج محملة بالنفط السوري "المسروق" من اليعربية في الحسكة باتجاه الأراضي العراقية عبر معبر الوليد.
ويبدو أن "قسد" ضيقت على النظام السوري من خلال منع توجه صهاريج النفط من مناطقها إلى مناطق النظام السوري، وذلك في إطار سياسة الضغط القصوى التي تمارسها على النظام السوري، لدفعه إلى فك الحصار عن الأحياء المحاصرة في حلب.
ما أسباب انتشار ظاهرة بيع الأعضاء بسوريا.. وما دور القانون؟