صدر حديثا في بيروت عن منشورات نصوص كتاب "كيف تصنع الطاعة... وجهة نظر علمية عن التسلط" لعالم النفس الاجتماعي الأمريكي ستانلي ميلغرام، بترجمة آندي مارديني.
جاء في كلمة الناشر: "إن الواجب المهم من وجهة نظر الدراسة النفسية للطاعة، هي أن تكون قادرا على أخذ تصورات السلطة وتطبيقها على تجربة شخصية والحديث بعبارات مجردة عن الحقوق والسلطة الفردية؛ فدراسة الخيار الأخلاقي في موقف حقيقي مختلف تماما وهذا معلوم لدى الجميع من خلال المشكلات الفلسفية للحرية والسلطة، ولكن في كل موقف لا تكون فيه المشكلة أكاديمية فقط فإن هناك شخصا حقيقيا يجب أن يطيع أو يعصي السلطة، وهذا مثال ملموس عندما يقع التحدي. وإن كل تصور قبل هذه اللحظة لا يعدو عن کونه تخمينا ليس إلا، فالخبرات تبنى حول هذا المفهوم".
أثبتت الدراسات أن البشر مطيعون عند وجود شخصيات ذات سلطة شرعية مدرَكة، كما أظهرت تجربة ميلغرام في الستينيات، والتي نفّذها ستانلي ميلغرام لمعرفة كيف تمكن النازيون من إشراك الناس العاديين في جرائم القتل الجماعي في الهولوكوست.
أظهرت التجربة أن طاعة السلطة كانت هي القاعدة لا الاستثناء. في ما يتعلق بالطاعة، قال ميلغرام: "تُعدّ الطاعة عنصرًا أساسيًا في بنية الحياة الاجتماعية. إن وجود نظام سلطة ما، هو ضرورة لجميع أشكال العيش المجتمعي، أما هؤلاء الذين يعيشون في عزلة فهم الوحيدون الذي لا يتعيّن عليهم الاستجابة لأوامر الآخرين سواء بالرفض أو الخضوع". توصّلوا أيضًا إلى استنتاج مماثل في تجربة سجن ستانفورد.