هدد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بطرد الممثل الخاص للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس، بسبب "التدخل" في شؤون البلاد وعدم التزام الحياد.
وطالب البرهان المبعوث الأممي، الجمعة، خلال حفل تخريج دفعات جديدة من الكلية الحربية بأن "يكف عن التمادي في تجاوز تفويض البعثة الأممية والتدخل السافر في الشأن السوداني، وأن ذلك سيؤدي إلى طرده من البلاد".
وقال البرهان: "نحن نقول هل لديك تفويض محدد.. لكن أن تكذب وتتولى إمارة أو إدارة الشعب السوداني سنطردك".
وأفاد بأن القوات المسلحة السودانية وكافة القوات النظامية "لن تفرط في أمانة الوطن بالرغم من تعرضها للظلم وحملات التشويه".
وتساءل قائلا: "من المستفيد من هذه الحملات؟ إنها قوى لا حظ ولا نصيب لها من الوطنية (دون تحديد نوع هذه الحملات وأهدافها)".
وذكر أن "القوات المسلحة لا تريد حكم البلاد لوحدها، ولم تتوقف عن دعوة لجان المقاومة والقوى الوطنية للحوار والتوافق الوطني المنشود".
وأضاف: "لا اعتراض على أي مبادرة تحقق هذا الهدف، الصراعات القبلية والمعاناة التي تحدث، نتيجة لمزايدات القوى السياسية التي ما زالت تتمنع عن التفاوض والحوار".
اقرأ أيضا: وفد إسرائيلي زار السودان سرا هذا الأسبوع لبحث قضايا أمنية
وتأتي هذه التصريحات بعد أيام من تقديم بيرتس تقريرا لمجلس الأمن عن الجهود المبذولة في السودان حيث علق على الاضطرابات الاقتصادية في البلاد والعنف ضد المحتجين وأولويات الانتقال إلى إجراء انتخابات.
وقال بيرتس، في خطاب أمام مجلس الأمن الدولي، الاثنين الماضي، إن السودان يتجه نحو "انهيار اقتصادي وأمني ومعاناة إنسانية كبيرة" ما لم تُستأنف الفترة الانتقالية بقيادة المدنيين الذين أطاح بهم البرهان في انقلاب عسكري العام الماضي.
كما حذر المبعوث الأممي من ارتفاع منسوب الجريمة والفوضى، وقتل المتظاهرين المناهضين للانقلاب، والعنف ضد المرأة "من جانب أفراد قوات الأمن"، وتصعيد استهداف النشطاء.
ونفت البعثة، اتهامات رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة إبراهيم الحوري في مقال له نشر الخميس ليونيتامس بأنها "لم تلتزم بمبدأ الحياد"، ورفضت البعثة الاتهام لكنها شددت على أنها "غير محايدة بخصوص الالتزام بحماية حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية".
وتشمل مهمة بيرتس عقد سلسلة من المشاورات، إلى جانب الاتحاد الأفريقي، بهدف التوصل إلى حل سياسي في أعقاب سيطرة الجيش على السلطة في أكتوبر/ تشرين الأول منهيا بذلك اتفاق تقاسم السلطة مع الأطراف المدنية.
وتهز احتجاجات حاشدة السودان للمطالبة بالعودة إلى الحكم المدني، وتواجه بحملة قمع عنيفة من قوات الأمن.
ومنذ 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، يشهد السودان احتجاجات رفضا لإجراءات استثنائية اتخذها قائد الجيش البرهان، أبرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين.
ومقابل اتهامات له بتنفيذ انقلاب عسكري، قال البرهان، إنه اتخذ هذه الإجراءات لـ"تصحيح مسار المرحلة الانتقالية"، متعهدا بتسليم السلطة إما عبر انتخابات أو توافق وطني.
مظاهرات ليلية ضد حكم العسكر بالسودان.. ودعوات للتصعيد
احتجاجات بالسودان.. والسلطات تنفي علاقتها بـ"فاغنر"
مقتل سوداني برصاص الأمن أثناء قمع مظاهرات سلمية (شاهد)